شئون مصريةمنوعات

“الدكتور حسن صادق رضوان” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” مواقف وحكم :كارثة تكريم الأغبياء !!

في يوم 7 نوفمبر، 2021 | بتوقيت 12:00 مساءً

قصة روسية منقولة

يقول “خروتشوف” : اتصل بي الرفيق “ستالين”..وقال هناك مؤامرة كبيرة.

لدينا معمل إطارات… وهذا المعمل هو هدية من شركة فورد الأمريكية… وهو ينتج الإطارات منذ سنوات وبشكل جيد… ولكن فجأة…ومنذ ستة أشهر ،بدأ هذا المعمل ينتج إطارات تنفجر بعد بضعة كيلومترات… ولم يعرف أحد السبب !! أريدك أن تذهب إلى المعمل فورا وتكتشف ما هو السبب.

وصلت المعمل وباشرت التحقيق فوراً ، وكان أول ما لفت نظري هو حائط الأبطال على مدخل المعمل.. على هذا الحائط توضع صور أفضل العمال و الإداريين و الذين عملوا بجد و نشاط خلال شهر.

وبدأت التحقيقات مباشرة من الإدارة حتى أصغر عامل.. لا أحد منهم يعرف الأسباب؟!

وقفت في أول خط الإنتاج وقمت بمتابعة أحد الإطارات ومشيت معه من نقطة الصفر حتى خرجه من المعمل.. وأصبت بالإحباط.. كل شيء طبيعي وكل شيء صحيح وكل شيء متقن ولكن الإطار انفجر بعد بضعة كيلومترات.

إنفجار إطارات السيارات

جمعت المهندسين والعمال والإداريين واحضرت المخططات وقمت بالإتصال بالمهندسين الأمريكيين .. لم نصل إلى حل!!

قمت بتحليل المواد الخام المستخدمة في صناعة ذلك الإطار .. التحليل أثبت أنها ممتازة جداً وليست هي السبب أبداً . والأطار انفجر بدون سبب!!

أصابني الإحباط.. وأحسست بالعجز.. وبينما أنا أمشي في المعمل لفت نظري حائط الأبطال في المعمل.

يوجد في رأس قائمة الأبطال أحد المهندسين على رأس القائمة… ما لفت نظري أن هذا المهندس على رأس القائمة منذ ستة أشهر.. أي منذ بدأت هذه الإطارات بالإنفجار بدون سبب!!.

لم أستطع النوم، قمت باستدعاء هذا المهندس إلى مكتبي فورا للتحقيق معه..

و قلت له.. ارجوك اشرح لي يا رفيق..كيف استطعت أن تكون بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية؟

قال : لقد استطعت أن أوفر الملايين من الروبلات للمعمل والدولة

قلت : وكيف استطعت أن تفعل ذلك؟

قال : ببساطة قمت بتخفيف عدد الأسلاك المعدنية في الإطار وبالتالي استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يوميا!!

هنا اصابتني السعادة الكبيرة لأنني عرفت حل اللغز أخيرا و لم أصبر على ذلك!!

اتصلت ب “ستالين” فورا وشرحت له ما حدث وبعد دقيقة صمت قال بالحرف : و الآن أين دفنت جثة هذا الغبي؟!

في الواقع لم أعدمه يا رفيق.. بل سأرسله إلى سيبيريا.. لأن الناس لن تفهم لماذا نعدم بطل إنتاج.

في الواقع ..ليس بالضرورة أن تكون فاسداً وسارقا.. لتؤذينا و تدمرنا..يكفي أن تكون غبياً!!.

ونحن للأسف  نضع الاغبياء في المواقع المهمة والاساسية ونبدع في تكريمهم !!!

كاتب المقال

الدكتور “حسن صادق رضوان

المحاضر المتخصص في التحول الرقمى لقطاع السياحة

الخبير والمحاضر التسويقى الدولى

رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة القاهرة

لأنظمه الحاسبات المتكاملة للموارد CIHOST