شارك، اليوم، الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار كمتحدث في القمة الوزارية التي نظمتها منظمة السياحة العالمية UNWTO بالتعاون مع المجلس الدولي للسياحة والسفر WTTC وبورصة لندن الدولية للسياحة WTM عن “الاستثمار من أجل مستقبل السياحة المستدامة”.
جاء ذلك على هامش زيارة الوزير الحالية للعاصمة البريطانية لندن للمشاركة في فعاليات بورصة لندن الدولية للسياحة WTM2021 (World Travel Market) والتي انطلقت فعالياتها أمس وتستمر خلال الفتـرة من 1 إلى 3 نوفمبر الجاري.
وقد شارك في الحلقة النقاشية الوزارية عدداً من وزراء سياحة دول كل من المملكة المتحدة وإيطاليا والأردن والبرتغال والبحرين والفليبين والمالديڤ، بالإضافة الى الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، والمدير التنفيذي للمجلس الدولي للسياحة والسفر WTTC، ومجموعة من خبراء الطيران والسياحة والفنادق.
وخلال الجلسة، تم مناقشة مستقبل السياحة المستدامة خاصة في ظل تغير المناخ، وسبل تشجيع زيادة الاستثمار في السياحة المستدامة والذي يساهم بشكل كبير في وضع الأسس لتحقيق مزيد من الشمولية والمرونة والاستدامة وبالتالي دعم القطاع والعاملين به بشكل أفضل.
واستهل الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار كلمته بالإعراب عن سعادته بمشاركته في هذه القمة حضورياً وخاصة بعد مرور عامين من عقد الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض السياحية الدولية المختلفة افتراضياً، مشيدًا بالجهود التي تم بذلها من الجميع والتعاون سوياً لاستئناف حركة السياحة عالمياً، وموجهاً الشكر إلى منظمة السياحة العالمية والمجلس الدولي للسياحة والسفر WTTC وبورصة لندن الدولية للسياحة WTM على تنظيم هذه القمة الهامة ومناقشة ملف السياحة المستدامة الذي يفرض نفسه على الساحة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
وتحدث الوزير خلال كلمته بإيجاز عن استراتيجية مصر 2030 والتي ترتكز على ثمان محاور وتهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطن المصري في مختلف الجوانب مع تحقيق نمو اقتصادي مرتفع وشامل ومستدام واقتصاد قوي وتنافسي ومتنوع، مشيراً إلى أن مصر تعمل على أن يكون هذا النمو قائم على المعرفة والتحول الرقمي ورفع درجة المرونة وقدرة تنافسية الاقتصاد مع زيادة معدلات التوظيف وفرص العمل اللائقة، وتحسين بيئة الاستثمار وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، بالإضافة إلى السعي إلى تحقيق الشمول المالي وإدماج البعد البيئي والاجتماعي في التنمية الاقتصادية.
وأضاف أيضاً أن هذه الاستراتيجية تتضمن تحقيق الاستدامة البيئية من خلال الاستخدام الرشيد للموارد بما يحفظ حقوق الأجيال القادمة في مستقبل أكثر أمانًا وفعالية، موضحاً أن ذلك يتحقق من خلال مواجهة آثار التغيرات المناخية التي توليها الدولة المصرية اهتماماً بالغاً من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على التكيف والقدرة على مواجهة المخاطر والكوارث الطبيعية، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، واعتماد أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدام.
وأشار الدكتور خالد العناني إلى أن السياحة في مصر هي غالباً ما تقوم على الطبيعة، كما أن البحر الأحمر يستقبل الجزء الأكبر من السائحين القادمين لمصر، لافتاً إلى أن مصر تتمتع بمقومات بيئية متميزة، ويوجد بها 30 محمية طبيعية، وأضاف أن مصر تتميز بالشواطئ التي تمتد على ساحلي البحر المتوسط والبحر الأحمر، والصحراء الغنية والجبال والمياه العذبة والنظم البيئية المتنوعة.
كما أشار الدكتور خالد العناني إلى أنه كما احترم أجدادنا القدماء البيئة وأقاموا آثاراً ضخمة للاستدامة والتي لا زالت موجودة حتى الآن واحترموا الطبيعة وعناصرها، فإننا نسير على خطى ونهج الأجداد للحفاظ أيضاً على البيئة وتحقيق الاستدامة من أجل الأجيال القادمة.
وأشار إلى أنه اتساقاً مع رؤية مصر 2030 والتي من محاورها الرئيسية الاستدامة والتحول إلى البيئة، تقوم الوزارة بدعم السياحة البيئية المسئولة والمستدامة والتي تهدف إلى الحفاظ على البيئة من أجل التحول الأخضر، مثمناً على الجهود التي تقوم بها وزارة البيئة المصرية في هذا الملف وخاصة من خلال العديد من المبادرات منها حملة ECo Egypt “إيكو ايجيبت” والتي تساهم في تحقيق التوازن بين الاستفادة من المواقع السياحية ذات الطابع البيئي وحمايتها للحفاظ على استدامة التنوع البيولوجي والتوازن البيئي وكذلك استدامة النشاط السياحي، وتنظيم الأنشطة البرية والبحرية وهو الأمر الذى يحقق واحد من الأهداف الرئيسية لوزارة السياحة والآثار التي تشملها استراتيجية التنمية المستدامة 2030.
وأضاف أن رفع الوعي بكافة الأوجه التي تتصل بالسياحة هو أيضاً من الأهداف الاستراتيجية لوزارة السياحة والآثار لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يتم من خلال إعداد وتنظيم برامج ومبادرات لإلقاء الضوء على أفضل الممارسات التي تتيح للجميع الاستمتاع بمقومات مصر الفريدة لكن بطريقة مسؤولة، لضمان استدامة النشاط السياحي وتعزيز القدرة التنافسية للمقصد المصري.
كما تحدث عن مبادرة Green Fins (الزعانف الخضراء) والتي يتم تنفيذها دوليًا من قبل مؤسسة Reef-World وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، للمعايير البيئية لحماية الشعاب المرجانية والحياة البحرية من خلال تطبيق معايير توجيهية وإرشادات صديقة للبيئة لتشجيع استدامة السياحة البحرية وذلك من خلال توفير المعايير البيئية ونظم التقييم المعترف بها دولياً، لافتا إلى أن تطبيق هذه المبادرة يأتي في إطار السعي لجعل مفهوم السياحة الخضراء أحد أهم أولويات وزارة السياحة والآثار وتماشياً مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
كما لفت إلى مشروع ““Green Sharm”” والذي يشمل عدداً من البرامج مثل إدارة النفايات وترشيد استخدام المياه وتعزيز كفاءة الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة وغيرها.
وأشار وزير السياحة والآثار إلى برنامج شهادة النجمة الخضراء والذي يعد أحد شهادات الاعتمادات البيئية التي صُممت خصيصاً للقطاع الفندقي في مصر، وتشمل على معايير معترف بها دولياً من قبل الجهات المتخصصة في مجال السياحة المستدامة، لافتا إلي أن هذا البرنامج يهدف إلى تمييز المنشآت الفندقية التي تطبق معايير الاستدامة والتي من شأنها رفع قدرة القطاع السياحي المصري على تلبية الطلب المتزايد على أنشطة السياحة المستدامة مع تعزيز القدرة المحلية على مواجهة تحديات تغير المناخ، مشيرا إلى التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير لمساعدة قطاع السياحة في التحول إلى السياحة الخضراء.
وأشار في حديثه إلى حرص مصر على الاستثمار في تنمية المناطق الريفية والذي سيسمح بمساهمة أكبر وإدماج المجتمع المحلي في السياحة، لافتاً إلى مبادرة حياة كريمة التي تنفذها الدولة حالياً بالمجتمعات الأكثر احتياجاً في الريف والمناطق العشوائية في الحضر عن طريق تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية التي من شأنها ضمان “حياة كريمة” لتلك المجتمعات وتحسين ظروف معيشتهم، مما سينعكس على السياحة بالمدن الريفية.
وأكد وزير السياحة والآثار خلال كلمته على ضرورة تسليط الضوء على أهمية حافظة تغير المناخ كواحدة من القضايا التي تعالجها القيادة السياسية كأولوية، مشيراً الى كلمة فخامة السيد رئيس الجمهورية في مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرون لتغير المناخ في جلاسكو باسكتلندا أمس، والذي سلط فخامته خلالها الضوء على بعض الخطوات الجادة التي اتخذتها مصر وبعض الأهداف المستقبلية فيما يتعلق بالاستدامة وتقليل الآثار السلبية لتغير المناخ وتطبيق نموذج تنموي مستدام حيث تحرص مصر على التحول إلى النقل النظيف من خلال التوسع في شبكات مترو الأنفاق وزيادة استخدام السيارات والقطارات الكهربائية، وتجهيز البنية التحتية اللازمة، وإنشاء المدن الذكية والمستدامة، وانه لتمويل هذه المشروعات أصدرت مصر مؤخراً الطرح الأول للسندات الخضراء بقيمة 750 مليون دولار، كما أعلن فخامة الرئيس أن مصر تتطلع إلى استضافة الدورة القادمة من المؤتمر باسم القارة الافريقية.
جدير بالذكر أن وزير السياحة والآثار قد وصل للعاصمة البريطانية لندن أمس في زيارة استهلها بافتتاح الجناح المصري المشارك في فعاليات بورصة لندن الدولية للسياحة WTM2021 (World Travel Market) ، وتشارك به الوزارة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي وانطلقت فعالياتها أمس وتستمر خلال الفتـرة من 1 إلى 3 نوفمبر الجاري بمدينة لندن بالمملكة المتحدة.