لاشك أن بدء عودة انعقاد المعارض والبورصات السياحية العالمية بعدد من العواصم الأوربية يعد مؤشر هام للمرحلة القادمة لبدء استعادة الحركة السياحية الدولية تدريجيا لسابق عهدها خاصة بعد فترة توقف الحركة نتيجة لجائحة فيروس covid-19 والتى مازالت آثاره ممتدة إلى الوقت الحالى.
ويُعتبر معرض وبورصة TOP résa ” توب ريزا الفرنسى ” الذى عقد مؤخرا بالعاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة من 5 إلى 8 أكتوبر الجارى ،واحداً من أهم البورصات السياحية المهنية B2B ، حيث مخصص فقط للمهنيين ويُعد فرصة كبيرة للتشاور والتنسيق للتعاقدات بين منظمى البرامج الفرنسيين وشركاء المهنة بالمقاصد السياحية الأخرى ..وبالطبع من بينها المقصد السياحى المصرى الذى دائما يدخل فى دائرة اهتمام متخذ القرار بالسوق الفرنسى.
وبلاشك فإن المشاركة الرسمية للقطاع السياحى المصرى كانت متميزة للغاية لحضور السفير المصرى لدى فرنسا السفير علاء يوسف ، و الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والاثار ، والذى قام بجهد كبير لإجراء العديد من المقابلات التى بدورها كان لها أكثر من تأثير ايجابى.
ولكن على مستوى المشاركة المهنية كان هناك مشاركة مهنية للشركات المصرية ضعيفة للغاية اقل من اصابع اليد الواحدة حيث انه من الواضح أن قرار المشاركة فى هذ المعرض الحيوي تم اتخاذه فى اخر وقت مما أدى إلى إحجام الشركات المصرية لعدم توفير المعلومات اللازمة عن إجراءات المشاركة بوقت كاف كما كان يحدث فى الماضى.
وارى بحكم الخبرة فى مثل هذه الأحداث الكبرى ، فإنه من الاهمية ان المشاركة المصرية هذا العام تعد اول مشاركة مهنية خاصة بالسوق الفرنسى بعد أزمة كورونا ، وكان يجب الإعداد والتنسيق المبكر لها بشكل مهنى محترف مع الجهة المنظمة .
وذلك من خلال إعداد نشرة صحفية مدرج بها أجندة انشطة المشاركة المصرية خلال فترة الانعقاد وتعميمها على كافة العارضين وشركاء المهنة متخذى القرار مع إدراجها على صفحة الموقع الالكترونى الخاص بالجهة المنظمة وهو ما قامت به العديد من أجنحة الدول المشاركة .
مع ضرورة ترتيب لقاءات من خلال اجندة مواعيد بين المشاركين من الجناح المصرى وغيرهم من منظمى البرامج الفرنسيين وهو ماتوفره الجهة المنظمة لكل العارضين، كما كان يجب ايضا الاهتمام بزيادة تفعيل المشاركة بالجناح المصرى من خلال خلق اجندة فعاليات اخرى يومية بالجناح لجذب الانتباه للزائرين من المهنيين ووضع هذه الفعاليات ضمن أجندة منظمى البورصة و التى يتم الإعلان عنها بشكل دورى يوميا من خلال منسقى الاتصالات بالجهة المنظمة.
أما عن المؤتمر الصحفى للدكتور خالد العنانى ، وزير السياحة والآثار ، فقد كان شرح سيادته الوافى جيداً لغاية ، إلا أن المنسق للمؤتمر كان يفتقد الى خبرة الإعداد لمثل هذه النوعية من المؤتمرات السياحية حيث وجب إبلاغ وتعريف السادة المدعويين بوقت لضمان حضور قوى وخاصة للاعلام الجماهيرى المؤثر وايضا الاعلام المتخصص وشركاء المهنة خاصة فى مثل هذا التوقيت الهام لعودة السياحة.
بالإضافة إلى اهمية اعداد ملف صحفى شامل يتم توزيعه لكافة الحضور بالقاعة وايضا مع توجيه دعوة إحدى الشخصيات العامة والمهنية الفرنسية التى لها اهتمام وشغف لزيارة مصر وما اكثرهم ذلك لحث الحضور من المهنيين والاعلاميين لجذب الانتباه للحديث عن مصر بجانب السيد الوزير.
ولقد كانت الاكتشافات الأثرية من الموضوعات التى كانت لها اهتمام كبير خاصة للخلفية الأثرية لوزير السياحة والآثار المصرى والتى انعكست على المشاركة المصرية بصفة عامة.
ولذا ارى أن التواجد المصري كان إضافة إيجابية للغاية، إلا أنه يجب استغلال مثل هذه الأحداث المهنية الكبرى من خلال إعداد مسبق ومنظم من مسؤلى القطاع السياحى الرسمى والخاص.
الأمر الذى سوف ينعكس بمرود ايجابى واسع المدى على القطاع السياحى المصرى ككل لاهمية التوقيت الحالي ، خاصة أن مصر مقبلة على مرحلة انطلاق شامل على كافة المجالات الاقتصادية وتطلع نحو مستقبل أفضل لأبناء هذا الوطن العزيز .