هل تستحق مصر منا أن نفضحها أمام العالم ، وأن نسعى لتحقيق مجد كاذب من أجل تقديم صورة زائفة ؟! .. هى نظل نمارس لغة الصمت الرهيب على رأى” نجاة فى رائعة لا تكذبى “أمام ما يحدث من مهاترات من قبل المسئولين بوزارة الآثار ؟! .. هل يقبل أحد أن نضحك على العالم بإننا حققنا إنجازاً تاريخياً وقمنا بإعادة تمثال رمسيس الثانى إلى وضعه الطبيعى فى مدخل الأقصر ، وهو للأسف الشديد ” مسخ ” وغير حقيقى ، لنرفع الستار لنجد فرعوناً ” مضروباً “؟!.
أسئلة دارت فى عقلى وذهنى لم أجد لها إجابة .. وبصراحة شديدة ” أنا زهقت ” من كثرة توجيه إنتقادات وكشف زيف وتلاعب و” هرتلة ” من بعض القائمين على وزارة الأثار .. فما حدث يوم الخميس الماضى فى معبد قدس الأقداس الأقصر جريمة كاملة الأركان وفضيحة كبرى بما تحمل الكلمة من معانى .. ويندى لها الجبين .
فى مقالى السابق تناولت قضية هى إعادة رفع الستار عن تمثال رمسيس الثانى بمعبد الأقصر ، أكثر مرة على مدار عامين ، وتصدى لى الزميل العزيز الأخ الفاضل الأستاذ محمد عثمان لتوضيح الحقيقة التى أراد إصالها إلينا ، وقلت لعل ظنى بالمسئولين عن وزارة الآثار سيئاً ,إنهم بالفعل طيبون ولا يمارسون أى نوع من أنواع التضليل على السادة المسئولين فى الحكومة المصرية ، وإنهم أبعد ما يكونوا من النوايا السيئة .
ولكن ما وصلنى من تعليقات وردود أفعال غاضبة مما حدث يوم الخميس من ممارسة الكذب والإفتراء والضحك على العالم أجمع بوضع تمثال لرمسيس الثانى وخالف لكل التماثيل المودجودة بمدخل معبد الأقصر ، والذين كانوا أجدادنا المصريين القدماء حريصين على أن يكون النسخ واحده وبمهارة وحرفية نادرة ، وتأكيد الكثير من الخبراء سواء الآثريين أو الخبراء السياحيين بأن ما حدث جريمة فى جبين مصر ، وأظن أن الدكتور مصطفى مدبولى والأجهزة التابعة له لم تعلم هذه الحقيقة المرة ، وقام برفع الستار عن التمثال ، وفقاً لما أكده لها المسئولين بوزارة الآثار بأنه هو التمثال الحقيقى ” الناقص ” فى الجهة الغربية ” اليسرى ” بمعبد الأقصر ، ووسط تهليل ورقص وغناء وصفارات الإعجاب وغيرها .. تم إزاحة الستار عن التمثال الذى مثل صدمة كبيرة فى نفوس الآثريين وخاصة ممن يعلمون حقيقة هذا الأمر من المتخصصين فى الآثار المصرية القديمة .
بلا شك فإن ما حدث يوم الخميس الماضى لا يجب أن يمر مرور الكرام ، وأن ينفض المولد ” وخلاص ” ، فيجب محاكمة المسئولين عن هذه المهزلة والإطاحة بكل من تلاعب بسمعة مصر ، وأن محاكمتهم علنية لإرتكابهم جريمة لا تغتفر فى حق مصر ، ويجب عاجلاً تشكيل لجنة خارجية من أساتذة وعلماء الآثار المصرية القديمة ، ممن ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بوزارة الآثار ، لتكون لجنة محايدة تخرج علينا لتقدم لنا الحقيقة الكاملة العارية من أى صفه أو شبهة ضغوط تمارس عليها من قبل أى مسئول ويشاركهم فى هذه اللجنة أعضاء من الرقابة الإدارية ، والأمن القومى ، والأمن الوطنى ، ولو تطلب الأمر مخابرات رئاسة الجمهورية ، حيث أن ما أرتكبه المسئولين عن الآثار فى مصر هو بمثابة فضيحة لم تتم من قبل ويجب محاسبتهم عليهم كواجب وطنى ، والبقاء على هذه المطالبة كجهاد مقدس .
وأترك للقارى ما تناوله البعض من المتخصصين والخبراء فى الآثار والسياحة حول هذه الفضيحة ، ونبدأ بالخبير التسويقى الدولى ” علاء خليفة ” الذى قام بالرد على مقالى السابق ويوضح الكثير من الأمور الهامة من خلال متابعته وحرصه الشديد كأحد الخبراء التسويق العالميين فى تقديم مصرنا فى أفضل وأحسن صورها للعالم بعيداً عن الزيف والخداع ، حيث قال تعقيباً على تمثال رمسيس الثانى بعد إزاحة الستار عنه
https://www.facebook.com/aladdin.khalifa/posts/10156019971176073
علي الرغم من انً التمثال الجديد المرمم لواجهه معبد الاقصر (اول صوره ) والذي اعلن عنه منذ ايام قد تم بشكل غير موفق فقد كان من الممكن ترميمة بشكل اكثر احترافية!!
فبعد التدقيق بالصور اكاد اجزم ان هيئة هذا التمثال الاوزيري المرمم حديثا والموضع امام واجهه معبد الاقصر لم يكن ابدا يفع في واجهه المعبد!
فهذا المعبد فيه رسمه لواجهتة رسمها المصري القديم توضح ان الاربع تماثيل التي تحيط بالمدخل كانت كلها لرمسيس متقدما بالقدم اليسري وليست تماثيل اوزيريه!!( الصوره الثالثه )
ايضا اعتقد ان التماثيل الاوزيرية للملوك كانت توضع بداخل المعابد وليس في واجهتها!!
الوحيده التي كسرت هذا التقليد كانت الملكه حتشبسوت في معبدها بالدير البحري!
اعتقد ان بقايا هذا التمثال الاوزيري لرمسيس كانت داخل المعبد وليس خارجه و يمثل الملك رمسيس بهذا الشكل الاوزيري تماما كما شيد واحد مثله بشكل اوزيري مع تمثال صغير لابنته الكبري مريت امون
أما الأستاذة الفاضلة الدكتورة نهاد كمال الدين شعبان ، أستاذ ورئيس قسم الاثار المصرية القديمة كلية الآداب – جامعة المنصورة فقد كتبت على صفحتها على الفيس بوك ما يلى
تابعت عن كثب ما دار بمعبد الأقصر عن قيام وزارة الاثار بإزاحة الستار عن تمثال لرمسيس الثاني في الوضع الأوزيري امام الصرح الاول بمعبد الأقصر وتعجبت من صاحب هذه الفكرة اللعينة وهل فقد عقله حينما اقدم علي تنفيذها ولو فقد عقله أليس بجواره رجل رشيد
وهل من قام بهذه الفعله أثري حقا؟؟!! وماذا عن التخطيط الذي رسمه رمسيس الثاني لشكل صرحه الاول بمعبده وكأن رمسيس الثاني يعلم علم اليقين منذ آلالاف السنين انه سيكون علي رأس آثار مصر من سيقوم بتزييف التاريخ ليس لشئ وإنما لكي يقص الشريط ويصور الإعلام الإنجاز المخزي
كما ادعو علماء المصريات الذين فضلوا السكوت عن هذه الجريمة الشنعاء في حق اجدادنا القدماء ان يتخذوا موقفا موحدا من هذة المهزلة لاجل الامانه العلمية التي يحملونها وسوف يسئلون عنها امام الله
– أطالب وزارة الاثار بتقديم اعتذار رسمي عن الواقعة وان تقوم بتفكيك التمثال وإقامته في مكانه الصحيح كفانا عبث بتاريخنا كفانا عبث بتراثنا. والله الموفق
لن أزيد فى الحديث وأترك هذه القضية فى أيدى رئاسة الجمهورية ، و الأجهزة الرقابية والتى نعلم جميعاً إنها أيدى أمينة على مصلحة بلدنا العظيمة مصر ، ويسعون إلى الضرب بأيدى من حديد على أيادى ورؤس الفاسدين فى هذا الوطن الجليل الذى يستحق من كل الإعزاز والتقدير والحب وعدم العبث بمقدراته ، وإظهار صورته الحقيقية بدون رتوش أو إضافات قد تشوه هذه الصورة الجميلة التى يصنعها أبنائه المخلصين والمجدين والعاشقين لتراب هذا الوطن الذى أموت فيه عشقاً وحباً .
إنى أريد الإصلاح ما أستطعت، وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، وعلى الله العلى القدير قصد السبيل .
سعيد جمال الدين