قديماً قالوا .. النتائج النهائية لا تُعبر عن الحقيقة .. فكم من الأمور نجد نتائجها تختلف كلياً عن الواقع .. هكذا ما يمكن وصفه لما أعلنه وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى ، من نتائج لإمتحانات الثانوية العامة .
فى كلمتين وبس أستطيع القول ومن خلال تجاربى فى الحياة وعبر رحلتى الصحفية وبالمشاهدات للواقع لمستوى طلاب الثانوية العامة فى محيط العائلة والأصدقاء ومن خلال المعارف والأهل ، أستطيع القول جهارة بأن هذا الجيل قد تعرض لعملية ذبح بسكين بارد من قبل وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى ، ومنظومته التعليمية التى أراد من أجل البقاء على كرسى الوزارة لمدة أو لمدد أخرى ، أن يضحى بالجميع لإثبات أن نظامه – ولا مؤاخذه الفاشل – قد كشف عن حقيقة أن التعليم فى مصر قبل إعتلاءه وحمله لحقيبة الوزارة كان فاشلاً وبعيداً عن التطور الذى يجب أن يكون عليه التعليم ما قبل الجامعى وجودته وهو النظام الذى شهد خروج العديد من الجهابذة والعباقرة والمفكرين والمبدعين!!.
لن أتحدث عن منظومة وبيئة إلكترونية وتحول تقنى عايشنا فيه وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى ، الوهم منذ ثلاثة أعوام كانت قاسية ومريرة بكل المقاييس والمعنى لهما .. لن أتكلم عن نظام استمر فى نشر الوهم والخداع والإمتحانات إلكترونية وليست ورقية ، وأن هذا يواكب التطور التعليمى والعلمى ومايحققه من نتائح تصب فى مصلحة الطالب .. وإكتشفنا أن الوزير باع لمصر كلها الوهم .. والتابلت وسقوط ” نظامه ” فى الإمتحانات التجريبية !!.
لا أتطرق إلى أن السيد الأستاذ الوزير الفاضل قام بتسليم الأهالى والطلبة للمدرسين الخصوصين ، وأستحل المصاريف الدراسية دون أن يقوم بأبسط قواعد العدالة الإجتماعية بطبع كتب الوزارة التى يسمح بدخولها وفقاً لنظامه الفاشل ، مكتفياً بأن هناك بوابة عملاقة للمعلومات تضم كل مايحتويه الكتب الدراسة ، وإجبار الأهالى إلى البحث فى المكتبات أو بائعى الروبابيكيا عن نسخ قديمة لكتب الوزارة من العام السابق أو ما قبله لتحصين أبنائهم بها كما أعلن الوزير الهمام ، وأضطرارهم أيضاً إلى الإتجاه إلى المكتبات لشراء الكتب الدراسية ذات الطباعة الرديئة وبمبالغ خيالية وكأنهم يشترون المخدرات من الباطنية قديماً !!.
ولن أقول أن هذا الوزير قد مارس كل صنوف الضغط النفسى والعصبى على أبنائنا فى الثانوية العامة ، وكأنه فى حرباً ضد تنظيم طالبان فى دهاليز الجبال بقندهار بأفغانستان، وأصر أن يجعل هؤلاء الطلبة ضحية لنظامه ، فعاشوا أسوأ أيام حياتهم !!.
وبالفعل أؤكد إنه نجح فى تدميرهم هذا الجيل بما يجعلهم يكرهون هذه الدولة التى وقفت موقف الصامت العاجز أمام ما يطلقه من “ولامؤاحذة للمرة الثانية من ” إفتكاسات وخزعبلات ” بدواعى تطوير المناهج الدراسية والتعليمية ، بينما نسى الضلعين الآخرين فى المنظومة المدرس والمدرسة من الإداد والتجهيز وتهيئة المناخ الصحى لنظامه !!.
أمور كثيرة عصيببة ومريرة تعرضت لها عائلات وأسر ضحايا طلاب الثانوية العامة الذين بلغ عددهم 649 ألفًا و387 طالبًا وطالبة، فوجئوا بنتائج لا تُعبر عن حقيقة مستويات أبنائهم .. فأعرف طلبة وطالبات نابغين وبالبلدى ” شطار ومتميزين وفاهمين ” بالقدر الذى يجعلهم من المتفوقين بشهادات الإمتحانات التى تجرى لهم والأسئلة الشفيهية التى تطرح عليهم .. وفوجئوا بأن مجموعهم لا يزيد عن 60 % فى الشعب الثلاثة .. ولا يكون هذا هو مستواهم الذين إستمروا عليه طيلة العام الدراسى ، وكأن – الوزارة – قد تعمدت رسوبهم أو دخولهم دور ثان من أجل الإعلان بنجاح نظام السيد وزير التربية والتعليم ، ونكد على الطلبة وأهاليهم .
نعلم أن لكل نظام ضحاياه .. ولكن أن يصل ضحايا النظام التعليمى لأكثر من 65% من عدد الطلبة بالثانوية العامة لهذا العام ما بين رسوب ودور ثان .. ليست هذه هى العدالة التى يجب أن تحقق فى الأرض .. ولكن هناك إله هو بيده العدالة الحقيقية التى يبطش بها لكل ظالم وذو جبروت مارسها على عباده فى الأرض .
إننا كنا نبغى الإصلاح التعليمى بما يضمن عدالة حقيقة وليس من أجل تحقيق شهرة والتغنى بنظام تعليمى أبعد ما يكون عن هذه العدالة ومن أجل الحفاظ على الكرسى .. فليذهب كرسى الوزارة إلى الجحيم .. والإبقاء على آمال وتطلعات وأحلام جيل كان يحلم بالنهوض ببلده.
إن إريد إلا الإصلاح ما أستطعت وما توفيقى إلا بالله .. عليه توكلت وإليه أنيب .. وعلى اله العلى القدير قصد السبيل .
سعيد جمال الدين