القاهرة 8 يوليو 2021 (شينخوا) رأى خبراء عسكريون وسياسيون، أن الاستراتيجية العسكرية المصرية تغيرت تماما في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتمثلت أبرز ملامح هذا التغير في تعزيز تسليح الجيش المصري، وتنويع مصادر السلاح، وتعدد المناورات العسكرية، وإنشاء قواعد عسكرية، وتأسيس قوات التدخل السريع، وإنشاء أسطولين بحريين شمالا وجنوبا، بما يحقق “الردع الاستباقي”، بحسب الخبراء.
وافتتحت مصر قبل أيام قاعدة “3 يوليو” البحرية، لتنضم بذلك إلى سلسلة القواعد التي أنشأتها القوات المسلحة خلال السنوات الأخيرة، وهي قواعد محمد نجيب (أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط)، وسيدي براني، وبرنيس.
وخلال الافتتاح، دخلت 47 قطعة عسكرية جديدة، من بينها فرقاطات، الخدمة بهذه القاعدة على الساحل الشمال الغربي لمصر.
وتزامن افتتاح القاعدة مع فعاليات المناورة العسكرية “قادر 2021”.
ووفقا للمتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ، نفذت القوات المسلحة خلال 2020-2021 نحو 38 تدريبا عسكريا مشتركا مع دول أخرى.
وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري لواء متقاعد سمير فرج، إن “الاستراتيجية العسكرية المصرية تغيرت في عهد الرئيس السيسي، وأصبحت تقوم على تكوين قوة عسكرية كبيرة، تحقق الردع لمن تسول له نفسه أن يعبث بالأمن القومي المصري”.
وأضاف فرج، وهو مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بوزارة الدفاع، لوكالة أنباء (شينخوا)، أنه “من هنا قام الرئيس السيسي أولا: بدعم القوات المسلحة بأسلحة جديدة، ثانيا: تنويع مصادر السلاح بعدما كان يتم الاعتماد على السلاح الأمريكي خلال الـ 30 عاما الماضية، ثالثا: إنشاء قواعد عسكرية تقوم بتغطية الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة”.
وتابع “رابعا: إجراء مناورات عسكرية بهذا الحجم من التسليح والمعدات بما يحقق الاستراتيجية المصرية، وهي ردع أي معتد يحاول تهديد الأمن القومي”.
وأكد فرج، أن “الاستراتيجية العسكرية المصرية بالفعل دفاعية، لكن إذا تم تهديد الأمن القومي تتحول الاستراتيجية إلى شكل هجومي”.
وعلق على افتتاح القواعد العسكرية وآخرها قاعدة 3 يوليو البحرية، بالقول إن “كل قاعدة منها تقوم بتغطية اتجاه استراتيجي، على سبيل المثال قاعدة برنيس تقوم بتغطية البحر الأحمر بسبب التهديدات على خط قناة السويس، وقاعدة محمد نجيب تغطي الاتجاه الغربي لمصر”.
وأردف أن الجيش المصري مصنف عالميا، ومن أقوى جيوش الشرق الأوسط، بفضل القفزات الكبيرة في التسليح، بعد أن حصلت مصر على طائرات الرافال من فرنسا، وميج 29 من روسيا، وحاملات الطائرات “ميسترال”، وهي الأولى في المنطقة، من فرنسا بجانب تطوير المصانع الحربية المصرية.
بدوره قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن “الاستراتيجية العسكرية المصرية تغيرت تماما في عهد السيسي”.
وأوضح فهمي لـ “شينخوا”، أن الاستراتيجية المصرية أصبحت تقوم على “الردع الاستباقي” للدفاع عن مصالح الدولة المصرية، وأضاف أن “عقيدة الجندي المصري مازالت دفاعية وليست هجومية، لكنها أصبحت استباقية وليست رد فعل”.
واستطرد “اعتقد أن الأمر حاليا مختلف بشكل كامل عن ما كان عليه في عهد رؤساء مصر السابقين، حيث تتميز الاستراتيجية العسكرية في عهد السيسي بتنويع مصادر السلاح وتحديث الجيش، الذي شهد عمليات تحديث كبيرة وغير مسبوقة في تاريخه، واعتقد أن ذلك مهم جدا في هذا التوقيت”.
ورأى أن “التسليح الكبير للجيش يؤكد أن مصر تبني جيشا جديدا وذكيا، وبناء القواعد العسكرية يشير إلى الاستعداد لأية تهديدات”.
وشاطره الرأي الخبير العسكري العميد سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية بقوله إن “هناك تغيرا في الاستراتيجية العسكرية المصرية”.
وأرجع راغب هذا التغير إلى أن “التهديدات (التي تواجه مصر حاليا) اختلفت” عما كانت عليه أثناء فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتابع أن “التهديدات أثناء فترة مبارك لم تكن قوية، ولم تكن هناك جماعة داعش الإرهابية، أما الآن التهديدات أقوى ولابد من مواجهتها باستراتيجيات مختلفة”.
وأضاف أن “الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة لمصر نشطة حاليا (أي تشهد تهديدات في نفس التوقيت)، وهذا يتطلب تسليحا جديدا، وهذا التسليح يحتاج إلى قواعد سواء كانت برية أو بحرية أو جوية”.
وتابع أن “هناك طفرة في الأفرع الرئيسية للجيش من قوات جوية وبحرية، وتم إنشاء وحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب وقوات التدخل السريع، وهذا يمثل إعادة صياغة استراتيجية الدفاع والأمن القومي منذ تولي الرئيس السيسي”.
ونوه بأن “الاستراتيجية العسكرية المصرية دفاعية لكن تحوي بداخلها القيام بعمليات هجومية، بما فيها عمليات استباقية ضد الإرهاب”، مشيرا إلى العملية العسكرية التي نفذتها القوات الجوية المصرية ضد معسكرات داعش في مدينة درنة بليبيا في فبراير 2015.
وأشار إلى أن “القفزات الكبيرة في التسليح والتدريب سببها التحديات الموجودة، وهي كبيرة ومتسارعة، وبالتالي كان لابد أن نسبق هذه التحديات من خلال افتتاح قواعد عسكرية وتطوير السلاح”.
وختم أن “افتتاح القواعد العسكرية يعكس التغير في فكر القوات المسلحة، ويتماشى مع القواعد العالمية في الدفاع عن الأمن القومي”، منوها بأن “مصر بدأت تنتهج سياسة إنشاء قواعد عسكرية مع تولى الرئيس السيسي الحكم، لأنه في السابق كان لدينا معسكرات”.