المنطقة الحرةأخبار عاجلةسلايدرشئون مصرية ومحليات

“اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : اللواء باقي ذكي … علامة بارزة من رجال حرب أكتوبر 73

في يوم 2 يوليو، 2021 | بتوقيت 10:22 مساءً

 

اللواء باقي ذكي … علامة بارزة من رجال حرب أكتوبر 73

لواء دكتور/ سمير فرج

مرت على مصر، هذه الأيام، ذكرى رحيل علم من أعلام العسكرية المصرية، اللواء مهندس/ باقي ذكي يوسف، أحد أبطال حرب أكتوبر 73، المجيدة، صاحب فكرة استخدام مضخات المياه لإزالة الساتر الترابي، أمام خط بارليف، على الضفة الشرقية لقناة السويس، لتمهيد اقتحام واختراق أقوى الحصون والدفاعات العسكرية، في التاريخ الحديث.

اللواء باقي ذكي يوسف
اللواء باقي ذكي يوسف
اللواء باقي ذكي يوسف

وأذكر أثناء التخطيط لحرب أكتوبر 73، أن ذلك الساتر الترابي كان أكبر وأهم المشاكل، عبارة عن جبل من الرمال ارتفاعه 21 متر، بما يوازي 7 أدوار، وعرضه 12 متر، أي 4 أدوار، والذي نتج عن أعمال الحفر وتعميق القناة، خلال عقود سابقة، إذ كانت تلك المخلفات تلقى على الضفة الشرقية لقناة السويس، حتى صار ذلك الساتر مشكلة لعبور القوات المدرعة والعربات والمركبات إلى الضفة الشرقية للقناة.

كان اللواء باقي ذكي يوسف، ضابطاً مهندساً، تخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، بقسم الميكانيكا، وفور انضمامه للقوات المسلحة المصرية، عمل بمشروع بناء السد العالي، وهو برتبة رائد، وخلال حرب الاستنزاف تولى رئاسة فرع مركبات الفرقة 19 مشاه، التي كُلفت باقتحام قناة السويس، وتدمير خط بارليف، وأثناء مناقشة خطة الهجوم، ظهرت صعوبة فتح ثغرات بالساتر الترابي، لما يتطلبه ذلك من 15 ساعة لتفجير الساتر الترابي، فضلاً عن كمية المفرقعات المطلوبة.

وهنا جاءت فكرة المقدم باقي يوسف، الرائعة، باستخدام قوة المياه لتجريف الساتر الترابي إعمالاً لقانون نيوتن الثاني، الذي يضمن لنا انهيار هذا الساتر الترابي، فوراً؛ فالحل موجود أسفله، وهي مياه قناة السويس، والخبرة متراكمة من بناء السد العالي، باستغلال قوة الماء الدافعة، من خلال طلمبات تثبت على زوارق خفيفة، تسحب المياه من القناة، وتضخها على الساتر الترابي باندفاع قوي، في الأماكن المطلوب فتح الثغرات بها.

وبالفعل تم عرض الفكرة على الرئيس جمال عبد الناصر، حينها، الذي أمر ببدء اختبار الفكرة، وبعد تنفيذ 300 تجربة، على مختلف أنواع الأراضي، خاصة في جزيرة الملاح، بمنطقة قناة السويس، التي تتشابه أرضها مع الساتر الترابي، رُفع التقرير بنجاح التجارب، وتم استيراد المضخات اللازمة للتنفيذ الفعلي. وكانت أكبر مفاجأة للعدو الإسرائيلي، رؤية المصريون يفتحون الثغرات، ويحطمون خط بارليف، ويتجهون إلى عمق سيناء بالمدرعات والمدفعية، حتى تحقق النصر بفضل فكر مثل هؤلاء الأبطال ورموز القوات المسلحة المصرية … فرحمة الله على اللواء باقي ذكي يوسف الذي خلد اسمه في تاريخ مصر الحديث بأعماله الجليلة.

Email: [email protected]

   

مقالات ذات صلة