سأورد لكم بالاختصار النقاط الأساسية لتوقعات التعافي بالنسبة لحركة السياحة الدولية وكذا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط
بالنسبة لحركة السياحة العالمية:
أمور عديدة على رأسها طرح اللقاحات وزيادة معدلاته المدعوم بمدخرات عالية للمستهلكين السياحيين المحتملين واستعادة التوظيف وقيود السفر، سوف تحفز العودة إلى النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 5.6% هذا العام.
شكلت المساهمة الإجمالية لصناعة السفر والسياحة في عام 2019 ما نسبته 10% من إجمالي الناتج المحلي في جميع أنحاء العالم، مما يسلط الضوء على أهميتها للاقتصاد العالمي.
في عام 2020 كان الإنفاق على السفر الترفيهي الدولي 20% فقط من المبلغ الذي تم إنفاقه عام 2019، ومع ذلك فإن الإنفاق هذا العام 2021 مقارنة بعام 2019 متوقع أن يتعافى إلى حوالي النصف تقريبا، ثم يرتفع إلى حوالي 75% في عام 2022، ليصل إلى حوالي 95% في عام 2023، بينما في عام 2024 متوقع أن يتجاوز الإنفاق في قطاع السفر والسياحة مستويات ما قبل أزمة كورونا ليسجل زيادة متوقعة حوالي +10% عن عام 2019 نتيجة لانطلاق الطلب الكامن ومدعوما بقياسات معدلات مدخرات الأسر في الاقتصادات المتقدمة والتي قفزت من أقل من 10% من الدخل قبل عام 2020 إلى ارتفاع بنسبة 25% أثناء الإغلاق.
فيما يتعلق بإطلاق اللقاحات، على الرغم من أن التوزيع قد يكون غير متساوٍ وبالتالي يمنع بعض الوجهات من الترحيب بالسائحين، فإن العديد من الوجهات الترفيهية الشهيرة مثل دول الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عمان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل وإسبانيا وتركيا وغيرها تهدف إلى تلقيح ما يصل إلى 70% من سكانها قبل نهاية عام 2021، ولكن ستكون التدابير الأخرى ضرورية ومن المحتمل أن يتم تقديمها في العديد من الوجهات السياحية لتسهيل استعادة السفر مثل الاختبارات الأكثر انتشارا والنظام الصحي والتدابير الصحية.
بشكل عام:
- تشير سيناريوهات منظمة السياحة العالمية الممتدة من 2021 إلى 2024 إلى أن الأمر قد يستغرق من 2 إلى 4 سنوات حتى تعود حركة السياحة الدولية إلى مستويات عام 2019.
- في الوقت نفسه، من المتوقع أن يساعد النشر التدريجي للقاحات COVID-19 في استعادة ثقة مستهلكي السياحة والمساهمة في تخفيف قيود السفر وحرية التنقل وجعل السفر والسياحة طبيعيان خلال العامين الحالي والمقبل.
- سيكون التعافي أسرع في بعض الوجهات (مثل الشرق الأوسط وأفريقيا وبعض المناطق الأوروبية على البحر الأبيض المتوسط والجزر في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ)، بينما سيكون أبطأ في وجهات أخرى، حيث لن يكون هناك انتعاش حقيقي من قبل 2022.
- من المتوقع أن تنتعش السياحة الترفيهية بشكل أسرع من السياحة الثقافية وسياحة المدن وسياحة الأعمال.
- خلال موسم صيف 2021 (بداية انتعاش السياحة الدولية) وحتى نهاية موسم شتاء 2021/2022 (أي حتى أبريل 2022)، من المتوقع أن تكون هناك فجوة كبيرة بين العرض والطلب السياحيين، ربما تصل إلى -50%، مما يعني أن العرض سيكون ضعف الطلب، وهو ما سوف يثير المنافسة بين الوجهات السياحية وأيضا بين موردي الخدمات السياحية حول العالم.
- اعتبارا من مايو 2022 سيبدأ الطلب في الاستقرار وستتقلص الفجوة بشكل حاد خلال موسم صيف 2022.
- اعتبارا من موسم شتاء 2022/2023 من المتوقع أن تعود حركة السياحة الدولية بالكامل إلى طبيعتها، لكن الوصول إلى أرقام عام 2019 قد يستغرق حتى عام 2024.
بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط:
بالرغم من أن بعض الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط متوقع أن تقود التعافي في حركة السياحة الدولية على مستوى العالم وعلى رأسها كل من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومصر والأردن والمغرب وتونس وتركيا، ولكن قد يستغرق الإنفاق السياحي في الشرق الأوسط ما يصل إلى ثلاث سنوات لاستعادة المستويات التي كانت عليها في عام 2019. يتفق معنا في تلك الرؤية مركز أكسفورد للدراسات الاقتصادية Oxford Economics.
في عام 2019 كان الإنفاق على السفر الترفيهي الدولي في الشرق الأوسط كبيرا حيث مثل 47% من إجمالي الإنفاق على السفر، مقارنة بـ 37% على السفر الترفيهي المحلي و 8% لكلٍ من السفر الدولي والمحلي.
سوف يقود السفر الترفيهي الانتعاش، في البداية من خلال السفر الداخلي والقصير المدى، والذي بلغ ذروته بنسبة تصل إلى 85% من جميع الوافدين إلى الشرق الأوسط خلال عام 2020. وسيعود هذا تدريجيا إلى طبيعته على مدى السنوات الأربع المقبلة عند حوالي 70% حيث أصبح السفر الدولي أكثر شعبية ويأخذ حصة أكبر في الأسواق.
- عام 2021: متوقع وصول منطقة الشرق الأوسط إلى حوالي 60% من حجم السفر الداخلي التي كانت عليها عام 2019 قبل الأزمة، وبخصوص السفر الإقليمي داخل المنطقة من المتوقع الوصول إلى نسبة 14% في السفر الإقليمي، ونسبة 25% في السفر الدولي.
- في عام 2022: من المتوقع تعافي حركة السياحة المحلية بالكامل والوصول إلى معدلات عام 2019 بالمنطقة، بينما سوف تظل حركة السياحة الإقليمية والدولية أقل من معدلات عام 2019.
- في عام 2023: متوقع أن يحدث تعافي كامل بالمنطقة لحركة السياحة البينية وكذا حركة السياحة الدولية وربما بنهاية العام أو بداية عام 2024 الوصول لمعلات عام 2019.
- في عام 2024: متوقع بشدة نمو حركة السياحة الدولية بالمنطقة بنسبة +10% عن معدلات عام 2019 وانطلاق الطلب مرة أخرى بقوة.
- بالنسبة للأنماط السياحية بالمنطقة: متوقع تعافي أسرع في نمط السياحة الترفيهية سيبدأ نهاية هذا العام والوصول إلى أرقام عام 2019 ربما خلال نهاية عام 2022، بينما سيتأخر تعافي نمط السياحة الثقافية وسياحة الأعمال ليبدأ بنهاية العام الحالي وأن تعود الأرقام لمستويات ما فبل الأزمة (أي عام 2019) في خلال عام 2023.