آثار ومصرياتشئون مصريةمنوعات

“الدكتور محمد عبد اللطيف” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” سلسلة حلقات توعوية آثرية بعنوان ” حكاية آثر ” :حـى الغــورية

في يوم 2 مايو، 2021 | بتوقيت 2:00 مساءً

حـى الغــورية   ..أهمية هذا الحى تكمن فى شخصية السلطان الغورى ( أخر سلطان دولة المماليك وهو السلطان قبل الأخير فى  دولة المماليك الجراكسة وجاء بعده الأشرف طومانباى والذى تم شنقه على باب زويلة ) والذى سمى هذا الحى باسمه لكثرة المبانى الموجودة بهذا الحى من عمل وإنشاء هذا الرجل.

 وللسلطان الغورى قصة طريفة وهى أنه من الرجال القلائل الذين قبلوا أن يكونوا سلاطين رغما عن أنفهم وإذا أردنا أن نعرف هذا فنقول أن هذا الرجل هو السلطان الملك الأشرف أبو النصر قنصوه الغورى الجركسى الجنس ولد حوالى سنة 850 هـ/ 1446م وكان من مماليك الأشرف قايتباى ثم عين فى جملة وظائف حتى وصل إلى وزير الدولة وظل يترقى فى المناصب حتى تولى السلطنة فى سنة 906 هـ/ 1500م حتى خرج بجيوشه لملاقاة السلطان العثمانى سليم فى موقعة مرج دابق شمال حلب بسوريا فقتل فى هذه المعركة سنة 922 هـ/ 1516م ولم يعثر لجثته على أثر.

حـى الغــورية
حـى الغــورية
حـى الغــورية
حـى الغــورية

وبالنسبة لقصة توليه الحكم فيقال أنه فى أول شوال سنة 906 هـ/ 1500م اجتمع أمراء الدولة لاختيار سلطان جديد بدلاً من العادل طومان باى فاستقر رأيهم على اختيار الأمير قنصوه الغورى فإمتنع الغورى عن قبول السلطنة لأن حالة البلاد غير مستقرة.

كما أن الأمراء غير مستقرين والجنود متنابذين وأعداء البلاد يتربصون بها الدوائر وخزانة الدولة خاوية على عروشها واقتصادياتها فى سبيلها إلى الانهيار لكل هذا كان الأمير الغورى يمتنع عن قبول السلطنة ويبكى لإشفاقه على نفسه من تحمل أعباء السلطنة الجسام فى ذلك الوقت الحرج غير أن الأمراء سحبوه وأجلسوه وقالوا “ما نسلطن إلا هذا” فقبل السلطنة مشترطا عليهم أن لا يقتلوه بل إذا أرادوا خلعه وافقهم على ذلك فحرروا محضرا بذلك أثبتوا فيه خلع العادل طومان باى من السلطنة لسفكه الدماء وعقدت البيعة للغورى.

وقد كان السلطان الغورى مغرما بالعمارة فازدهرت فى عصره وأينعت واقتدى به أمراء دولته فى إنشاء العمائر كما عنى بإنشاء الحدائق واقتناء الطيور المغردة. وقد كان السلطان الغورى شخصية سياسية حازمة جبارة ملك زمام الملك بحكمه وكياسه فخطب وده الملوك وبادلوه الهدايا ففى السنة التى استقبل فيها سفير البندقية بهداياه وهى سنة 918 هـ/ 1512م استقبل سفراء أربع عشرة دولة من ملوك الشرق والغرب يقدمون إليه الهدايا.

وفى عصره ازدهرت الفنون والعلوم وراجت سوق الأدب والموسيقى. وحى الغورية كان يسمى قبل ذلك باسم (سوق الشربين) إذ كانت به حوانيت الصناعة الخاصة بملابس السلطان والوزراء وكبار رجال الدولة ولكن بعد أن قام السلطان الغورى ببناء مسجد وقبة وسبيل وكتاب ووكالة فى هذا الحى نسب إليه وعرف باسم حى الغورية.

الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف
الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف

بقلم

الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف

عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجامعة المنصورة

مساعد وزير الآثار السابق

رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق

بالمجلس الأعلى للآثار