أخبارسياحة وسفر

مفوضية السفر الأوروبية تطلق إطارها التدريجي لتنمية السياحة المستدامة

في يوم 9 مارس، 2021 | بتوقيت 12:00 مساءً

مفوضية السفر الأوروبية (ETC) تصدر دليلا

جديدا بعنوان “تنفيذ السياحة المستدامة:

الإطار ومجموعة الأدوات” خارطة طريق نهائية للوجهات الأوروبية حول كيفية التعامل مع كل خطوة في الطريق نحو التحول المستدام.

يقدم الدليل إطارا من سبع خطوات يوفر إرشادات عملية حول كيفية النهوض بالتنمية السياحية المستدامة لجميع الوجهات بغض النظر عن مدى تقدمها في مسارها مع الهدف النهائي المتمثل في تحسين نتائج الاستدامة.

يبني الدليل الجديد حالة ملحة للتغيير، ويحدد الأعباء المحتملة لتنمية السياحة على المجتمعات والنظم البيئية والمناخ. كما يصف الفوائد العديدة لاعتماد ممارسات السياحة المستدامة على المستوى الوطني. لا يمكن للوجهات فقط تحسين الجودة البيئية والحفاظ على الأصول الطبيعية والثقافية، ولكن يمكنها أيضا زيادة فوائد السياحة للمقيمين – كل ذلك مع تعزيز القدرة التنافسية من خلال تقديم منتج مبتكر يلبي طلب واحتياجات السائحين بشكل كبير.

تم بناء الإطار كنهج معياري تجاه تنمية السياحة المستدامة على المستوى الوطني، وتم تقسيم كل خطوة من الخطوات السبع إلى أنشطة تعمل كتعليمات “عملية” و “كيفية” نحو سياحة أكثر استدامة. يتضمن الدليل أيضا أفضل الممارسات والنصائح المهمة والروابط المفيدة وقوائم المراجعة والقوالب والحقائق المثيرة للاهتمام لإزالة الغموض عن السياحة المستدامة ودعم تطوير المناهج الوطنية.

عندما يتعلق الأمر بإدارة السياحة، من الضروري دمج الاستدامة في الاستراتيجيات الوطنية والتأكد من أن هذا يتجاوز الرمز لإحداث فرق حقيقي وملموس على جميع المستويات. تلتزم الوجهات الأوروبية بتطوير أشكال أكثر استدامة للسياحة، وهي تدرك إمكانات خطط الاستدامة لتعزيز سمعة أوروبا وجاذبيتها وتجارب الزوار.

الدليل يحتوي على جزئين، الجزء الأول يشمل على الحاجة الملحة للتغيير بخصوص الأمور الثلاثة: الديون البيئية وتغير المناخ وانهيار التنوع البيولوجي، أما الجزء الثاني فيتناول شرح الاستدامة وأركانها الثلاثة وأهداف التنمية المستدامة وكفاءة استخدام الموارد والتعافي المسؤول.

أولا: الديون البيئية

حيث نستهلك موارد أكثر مما يمكن أن يخلقه كوكبنا، مما يخلق “دينًا” يتعين على الأجيال القادمة سداده.

ثانيا: تغير المناخ

التغيرات المناخية المقلقة تشمل ارتفاع مستوى سطح البحر وأنماط الطقس غير المستقرة وزيادة درجات الحرارة بسبب ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى في غلافنا الجوي الناتجة عن النشاط البشري، هناك إجماع علمي قوي على أن مناخ الأرض يتغير وأن البشر هم المسؤولون. الأصول الطبيعية الرئيسية مهددة بالتدهور، وبالتالي قدرتها على دعم سبل العيش المحلية وجذب وإرضاء الزوار.

الاحتباس الحراري هو أزمة تواجه العالم بأسره، وكواحد من القطاعات الاقتصادية الرائدة في العالم، يجب أن تتحمل السياحة نصيبها العادل من المسؤولية ويجب أن تتصرف بمسؤولية. يُقدَّر أن السياحة مسؤولة عن حوالي 8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، فغاز الدفيئة GHG الذي يساهم في الاحتباس الحراري هو ثاني أكسيد الكربون وتتولد هذه الانبعاثات من النقل الذي يولد 75% من تلك الانبعاثات، يمثل السفر الجوي 35% منها + 21% من استخدام الطاقة في أماكن الإقامة + 4% من الأنشطة السياحية الأخرى.

ثالثا: انهيار التنوع البيولوجي

تتدهور الطبيعة عالميا بمعدلات غير مسبوقة في تاريخ البشرية. لقد تفاقمت الأزمة بسبب تغير المناخ ولم تساعدها الزيادة في المناطق البرية سابقا المستخدمة لتطوير السياحة في جميع أنحاء العالم، والأزمة الناتجة عن الخسارة الكارثية المتزايدة للتنوع البيولوجي هي الظواهر الرئيسية الأخرى التي تهدد بقاء الإنسان.

رابعا: أهداف التنمية المستدامة

يمكن إدراج جميع جهود الاستدامة في إطار موضوعات أهداف التنمية المستدامة العالمية السبعة عشر للأمم المتحدة UN’s 17 global SDGs والتي تم اعتمادها مِن قِبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015 باعتبارها دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030.

وقد تم دمج أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، نظرا للتداخل ولأن العمل في مجال معين قد يؤثر على النتائج في المجالات الأخرى، ومراعاة أن التنمية المستدامة يجب أن توازن بين الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

تتمتع السياحة بالقدرة على المساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر في جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، ومع ذلك فقد تم تضمينها على وجه الخصوص في ثلاثة أهداف بشكل خاص هم الهدف الثامن والهدف الثاني عشر والهدف الرابع عشر.

فالهدف الثامن يتبنى العمل اللائق والنمو الاقتصادي والسياحة هي واحدة من أكبر أربع صناعات تصديرية على مستوى العالم وتوفر فرص عمل لائقة (واحدة من كل عشر وظائف في جميع أنحاء العالم) وخاصة للشباب والنساء، ويمكن لسلسلة التوريد المحلية القوية والمتنوعة أن تعزز الآثار الاجتماعية والاقتصادية الإيجابية للسياحة.

والهدف الثاني عشر الذي يتبنى الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، وقطاع السياحة يمكن أن يكون المحرك لتحسين البنى التحتية في الوجهات وحماية النظم البيئية من خلال إدارة الطاقة والمياه واستخدام الأراضي بشكل أفضل والحد من النفايات.

أما الهدف الرابع عشر والذي يعني بالحياة تحت الماء، فيمكن للسياحة أن تساهم بشكل كبير في الاستخدام المستدام للموارد البحرية من خلال أن تكون تنمية السياحة جزءًا من الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية من أجل المساعدة في الحفاظ على النظم البيئية البحرية الهشة والحفاظ عليها وتعزيز الاقتصاد الأزرق.

خامسا: الركائز الثلاثة للاستدامة

الاستدامة ترتكز على أعمدة ثلاث هي البيئية والاجتماعية والاقتصادية. في بعض الأحيان خاصة على المستوى المؤسسي يتم تصنيف هذه المبادئ في ثلاث نقاط هي الأشخاص People والربح Profit والكوكب Planet بمعنى قياس مدى المسؤولية الاجتماعية من خلال العمليات (الأشخاص) ومدى المسؤولية البيئية (الكوكب) بالإضافة إلى المقياس الاقتصادي لحساب الربح والخسارة.

في مجال السياحة، نهتم عادةً بالقضايا التي تؤثر على الوجهات السياحية مثل:

  • التسرب الاقتصادي Economic Leakage
  • الهوامش المنخفضة Low Margins
  • الازدحام Overcrowding
  • الموسمية Seasonality
  • الاستهلاك المفرط Overconsumption
  • الاعتماد المفرط Overdependence
  • البيئات الهشة Fragile Environments
  • الاستبعاد وعدم المساواة Exclusion and Inequity

تلك القضايا يمكن اعتبارها ذات “تكاليف” اجتماعية و / أو بيئية و / أو اقتصادية للمجتمع المضيف، ونادرا ما يتم احتساب هذه التكاليف، ولذلك يشار إليها بـ “العبء غير المرئي للسياحة” والتي أيضا قد تشمل البنية التحتية الإضافية المطلوبة للنقل والتغذية والاستيعاب وتوفير الطاقة والمياه وإدارة مخلفات السائحين والعاملين في القطاع وحماية والحفاظ على الأصول البيئية والثقافية.

سادسا: كفاءة الموارد

بمعنى التسلسل الهرمي للنفايات (المنع – إعادة الاستخدام – التدوير أو تصنيع السماد – استرداد القيمة مثل توليد الطاقة – دفن النفايات) والاقتصاد الدائري. والسياحة يمكن أن تكون نشاطاً مضيفا للغاية في بعض المجالات مثل نفايات الطعام وفقدان الطاقة والمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. تعتمد كفاءة الموارد على تقليل كمية النفايات (والتكاليف)، ويوجه التسلسل الهرمي للنفايات الممارسين بهدف منع الهدر وإعادة استخدام الموارد قدر الإمكان.

سابعا: التعافي المسؤول

إيجاد فرص “لإعادة البناء بشكل أفضل” في أعقاب جائحة COVID-19 والتي أثرت بشدة على صناعة السياحة، وستظهر آثارها الآن واضحة على الشركات والمجتمعات خاصة المجتمعات الأكثر اعتمادا على السياحة.

هناك دليل على أن التوقف المؤقت للسياحة قد سرّع الاتجاه الحالي نحو زيادة الاهتمام بالاستدامة بين السائحين والمجتمعات المحلية والشركات، ومع إعادة التشغيل وإعادة نمو اقتصاد الزائرين خلال الأشهر والسنوات القادمة هناك فرصة للقيام بذلك بشكل مختلف وإمكانية استخدام المبادئ المستدامة لدعم التنمية بحيث تجلب فوائد دائمة توازن بين احتياجات الناس والأرباح وكوكب الأرض.

يجب أن تكون الاستدامة هي المعيار الجديد لكل جزء من قطاع السياحة مستقبلا.

ولذا وضعت اللجنة رؤية لاستعادة السياحة بشكل أكثر استدامة، والتي تضع المجتمعات واحتياجات الوجهات السياحية في مركزها.

ومن أجل ذلك تم وضع 13 مبدأً إرشاديًا من أجل تبني تلك الرؤية:

  1. النظر الى الصورة كاملة
  2. استخدام معايير الاستدامة
  3. التعاون في إدارة الوجهة
  4. تفضيل الجودة على الكم
  5. المطالبة بتوزيع الدخل العادل
  6. تقليل العبء السياحي
  7. إعادة تعريف النجاح الاقتصادي
  8. التخفيف من آثار المناخ
  9. رفع كفاءة استخدام الموارد وتبني الاقتصاد الدائري
  10. تضمين استخدامات الأراضي السياحة
  11. تنويع أسواق المصدر
  12. حماية الشعور بالمكان
  13. إدارة المسؤولية التجارية