كشفت مبادرة ” شتى فى مصر ” عدم وجود تنسيق بين غرفة المنشآت الفندقية ، وغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة ، حيث فوجئت الشركات السياحية التى تعانى من أزمات مادية طاحنة نتيجة لتوقف السياحة فى مارس 2020 وتوقف رحلات الحج والعمرة بسبب جائحة كورونا المستجد ، بخروجها من التنظيم لمثل هذه المبادرات التى كانت تطلقها وزارة السياحية فى الأزمات وتقوم على التعاون المشترك بين الشركات السياحية والفنادق .
فقد قامت غرفة المنشآت الفندقية بإطلاق حملة على وسائل التواصل الإجتماعى وعبر صفحتها حملت شعارات وزارتى السياحة والآثار ، والطيران المدنى ، وهيئة تنشيط السياحة و،شعار غرفة المنشآت الفندقية ،التى لا يتجاوز عدد المتابعين أوالمعجبين بها أوا لمترددين عليها 964 شخص !!.
رابط صفحة غرفة المنشآت الفندقية على الفيس بوك https://www.facebook.com/EgyptianHotelsAssociation/
صفحة غرفة المنشآت السياحية على الفيس بوك
وإقتصرت الحملة فيها على أسماء الفنادق المشاركة فى المبادرة والتى قامت بتقديم أسعار تشجيعية من أجل جذب السياحة الداخلية وتحقيق نسب إشغال فندقى بدلاً من إغلاق الفنادق لعدم وجود سياحة أجنبية ، وأرفقت غرفة الفنادق أسم ورقم تليفون المسئول بكل فندق من أجل تواصل المواطنين الراغبين فى الإستفادة بالمبادرة فى التواصل المباشر دون المرور على أى شركة سياحية تتولى الحجز والتنسيق مع العملاء كما هو معتاد فى النشاط السياحى .
وقد حملت شركات السياحة التى تكبدت خسائر عديدة من جراء توقف النشاط السياحى على كافة الأنشطة والمستويات ، مسئولية خروجها من هذا التنظيم ، إلى لجنة تسيير أعمال غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة لعدم إصرارها على المشاركة فى هذه المبادرة وإلزام المنشآت الفندقية بالتنسيق مع الشركات خاصة وإن هذا النظام سيؤدى إلى تهميش دور الشركات وربما إلغاء نشاطها ، وإكتفاء الفنادق على قصر حجز الإقامة على إدارات التسويق ، وكذلك الحجز عن طريق الإنترنت .
وأكد عدد كبير من أصحاب الشركات العاملة فى مجال السياحة الداخلية ، إن ما تم فى هذه المبادرة وتجاهل الشركات السياحية لايقتصر المسئولية فى هذا التجاهل على الغرفة فقط ، وإنما فى الأساس على وزارة السياحة والآثار المعنية بالحفاظ على مقدرات القطاع السياحى ، فضلاً عن إنها هى فى الأساس التى تقر وتقنن القواعد المنظمة للعمل بالقطاع السياحى وفقاً للقانون أو اللوائح .
ودعت الشركات ضرورة إعادة النظر فى نظام هذه المبادرة التى تهدف فى الاساس تنشيط السوق السياحى المصرى والإعتماد على السياحة الداخلية فى تحقيق نسب إشغال فندقى وفقاً لتخفيضات يتم وضعها بين الفنادق والشركات السياحية ، بعدما تأثرت الحركة الخارجية الدولية بسبب كورونا ، مؤكدين على نجاح مبادرة ” مصر فى قلوبنا ” التى أطلقتها وزارة السياحة فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية فى أكتوبر 2015 والتى تأثرت الحركة الوافدة من الخارج بسبب سقوط الطائرة ، واتجهت وزارة السياحة إلى السوق المحلى لتعويض الإنحسار الكبير والنقص الواضح فى السياحة الأجنبية من كافة الجنسيات ولم تقتصر على الروسية فقط .
مبادرة “شتي في مصر” أطلقتها وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الطيران المدني وغرفة المنشآت الفندقية تهدف تشجيع السياحة الداخلية بالمدن المصرية ، من خلال منح تخفيضاً على أسعار تذاكر الطيران الداخلي للمصريين والأجانب المقيمين خلال الفترة من 15 يناير الجارى وحتى 28 فبراير المقبل 2021.
وبعد هذا هناك سؤال يلوح فى الأفق وعلى لسان الشركات السياحية .. هل هى بالفعل مبادرة لتنشيط السوق السياحى لجميع عناصره إم إنها حلقة من حلقات وفصلاً من فصول مؤامرة كبرى تدبر فى الخفاء للإجهاز ولإنهاء دور الشركات السياحية ، وإعتماد الفنادق على إدارات المبيعات والتسويق والحجز التابعة لها ، وقصر التعامل على منصات ومحركات البحث السياحى الدولية ؟!! .
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ” (88) هود ، وعلى الله العلى العظيم القدير قصد السبيل .