ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس..و ليس اي دروس ..الدرس( 23 ) “العلاقة بين الدخان والحيوان “!!
من اوائل الثمانينات و انا و الوالد رحمة الله عليه بنروح نادي الجزيرة من 7 صباحا وساعات قبل كده ، كان بيروح يمشي ويجري وانا كنت بأروح العب اسكواش ، تقريبا المجموعة اللي بتلعب مع بعضها متواجدة ولو فيه زيادة في العدد ،اما نلعب دبل او اتنين يروحوا ملعب تاني وهكذا كل يوم علي الحال ده اكتر من 30 سنة ولكن كان فيه يوم منهم غير مجري الحياة من المتعة الي السعادة.
والمتعة هي الناتج عن شئ محسوس بدافع احدي شهوات الإنسان ،والسعادة احساس غامر قد يكون لرفع اذي او ابتسامة او حتي امل
نرجع لليوم ده و انا فاكر تاريخه كويس كان 5 مايو 2005 ،وكنت بألعب مع صديق اسمه الدكتور سامح عزيز ، من النادي، وهو شخصية محترمة ،ولكن كان زيه زي بقيت المجموعة دمه خفيف ، كنا تقريبا بنلعب يوميا إلى ان جه اليوم ده ، وكنا بنلعب وانتهي الشوط وأنا كسبان، خرجنا نرتاح وكنت بأنهج جامد من عنف اللعب.
سامح قال : الجيم الجاي حاخده يامحظوظ
فرديت : أسكت يا سموح لحسن السجاير قاطعة نفسي
بصلي اوي وكشر، وقالي : ايه ده انت بتشرب سجاير ؟
– آه باشرب
– اما حيوان صحيح!!
وقعت عليا الجملة كالصاعقة
20 سنة وطول النهار نناكف كلنا في بعض وتريقة وساعات شتايم علي سبيل التهريج وفي الاخر ما وجعتنيش الا كلمة حيوان فرديت
– حيوان ؟!!
– طبعا… طالما ماشي ورا حتة الورقة الملفوفة ،وتنزل تجيبها في نص الليل ،تبقي حيوان!!
– يا عم لو عاوز ابطلها حابطلها
– هههه هو كل واحد يجي يقولي البوقين دول!! ، لو عاوز ابطلها … هههه طب ما تبطلها يا حبوب ؟!!
– حابطلها
– طيب بطلها بس خلي بالك لو مابطلتهاش تبقي حيوان دي ما قلتلك ، يا اخي بطل عشان صحتك
– حاتشوف
– أما نشوف؟!
كملنا لعب وطبعا كسبت عشان كنت بأغلي من جوه، بالليل كنت في النادي وفاكر كويس كانت العلبة فيها 3 سجاير،ولما ركبت العربية كانت اخر سيجارة ، وصلت تحت البيت وركنت العربية ونزلت وافتكرت ان السجاير خلصت.
ولسه ها اعدي للكشك اللي تحت البيت.. لقيتني بأقول لروحي “عدي هات سجاير هههه يا حيوان ” فغضبت من نفسي اوي ، كان يوم خميس وصابح اجازة ، وطبعا الليلة سهر وهاعمل ايه ؟!
ركبت العربية تاني ورحت علي كوبري عباس ” الجيزة ” لقيت ست بتبيع ترمس و حمص فأشتريت كمية ،ورجعت ركنت وعديت للكشك ،وخدت واحدة بيبسي دايت وطلعت قعدت في البلكونة ” ترمس و حمص و تليفزيون “.
تاني يوم عدي، واللي بعده ،وهكذا حتي سألني ابني و كان صغير ” انت بطلت سجاير يا بابا ” وصدق او لا تصدق ، اني ما كنت مركز اوي في إني فعلا بطلت، ودي فعلا نعمة من الله سبحانه وتعالى ، ولكن كان فيه مشكلة اني بطلت أنام حتي الساعتين اللي طول عمري بنامهم بالليل، واستمر الصحيان، لدرجة روحت لدكتور وكتبلي مهدئ وكان بينجح ينيمني ساعة بالكتير ، اكتر من 30 يوم علي الحال ده ،وفي الاخر رجعت أنام الساعتين.
لما بطلت السجاير بانت أوي في اللعب ،وكم الطاقة والقدرة علي مواصلة اللعب ، مازلت لا أدخن حتي الان ، وسعيد بأني حافظت علي صحتي، وعلي كلمتي، وعلي رفضي أكون حيوان.
ومازال الدكتور سامح حتي القريب ،كل ما يركب مع سواق تاكسي بيدخن ، يطلبني في التليفون ويقولي أنا مع واحد بيقول إنه مش حيوان ،ويضحك ويقولي أنا حكيت له حكايتك ،وازاي إنت بطلت علي الله يطلع زيك .
ومازلت ادين لـ “سموح ” بهذا الحديث، واللي كان درس في الحياة عنوانه” يا تبطل الدخان.. يا تبقي حيوان”!!