ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس .. وليس اي دروس ..درس (14) علي قد لحافك مد رجليك
تربيت في منزل لا يعرف السلف … و اقصد هنا السلف المالي و لكن كنا كجميع بيوت مصر سلف و استلف اي حاجة تانية … الباب يخبط هات شوية ملح و انا اخبط ماما عاوزة راس ثوم و اللي تحت و اللي فوق ….حاجات لا تذكر و الكل بيت واحد و اللي ولادهم يرجعوا من المدرسة و هم لسه ما رجعوش من العمل يتغدوا في اي بيت مع اولاد البيت و كان الحال علي قد لحافك مد رجليك
امي الله يرحمها ربتنا علي ان مفيش سلف … طب عاوز فلوس اشتري حاجة و المصروف خلص … قوم رتب اى قوم نظف او اغسل اطباق عشان تقدر تاخد اللي يساوي اللي عملته مش اللي انت عاوزه
سنة 2003 قررت الشركة التي اعمل بها عمل وحدة شراكة في الرياض مع شركة سعودية و انتقل مرتبي علي هذه الوحدة الجديدة وكانت الشركة السعودية هي من يقوم بدفع الراتب و بعد عدة اشهر دخلت الشركة في مشروع ضخم و تكاليف ضخمة و فجأة انطلق غزو العراق مما ادخل الشركة في ضائقة مالية و تاخرت الرواتب
و في يوم القبض و كان يوم خميس و لم يظهر احد و كان في جيبي مبلغ 15 ريال فقلت في نفسي اسحب من كارت الائتمان و اسدد لما اقبض … و كان بجانب السكن ماكينة سحب ATM .. حطيت الكارت و طلبت مبلغ و طلعت لي رسالة بتقول ” هذه البطاقة غير صابحة او مبلغ بسرقتها ” … قلبي … مبلغ بسرقتها ؟؟
كان معايا بطاقة تانية وضعتها و طلعت نفس الرسالة … الدنيا ضلمت في وشي … حاعمل ايه الساعة ٣ عصرا و الشركة قفلت و مفيش غير الــ 15 ريال هما دول اللي حاعيش بيهم الخميس و الجمعة بالأكل كمان …
قررت عمل خطة طوارئ خاصة ان العربية مافيهاش بنزين و طبعا السلف ممنوع … نزلت الهايبر ماركت اشوف ممكن اكل ايه و يفضل معايا لغداء تاني يوم … لمحت في الثلاجات هياكل عظمية كاملة لدجاج ، فقلت اجيبها و اعمل شوربة و الفطار كان عندي جبنة في التلاجة
و فعلا اشتريت كيس و كيس عيش و روحت علي البيت و حطيت الهياكل تتسلق وتوابل و كده و لكني قررت اني عشان اخف الهم عني اني انزل اجري رياضة يعني و فعلا غيرت و نزلت اجري و جريت حوالي 3 كيلو وصلت عند اسواق العويس و ابتديت امشي … و انا ماشي لقيت ماكينة صرف الي ATM فقلت اجرب الكروت و اشوف … ماهو العريق بيتعلق بقشة!!
و كانت القشة …الماكينة خدت الامر اللي طلبت فيه 500 ريال و اخرجت المبلغ المطلوب … الله يعني الكارت شغال و مافيش مشكلة
مش عارف اوصفلكم مدي السعادة … رجعت اجري تاني ولا روكي … وصلت البيت و دخلت خدت دش و غرفت 4 هياكل من ال 8 و غرفت شوربة و رغيف عيش و اتغديت … و قعدت اتفرج علي الدش
تاني يوم بعد الصلاة رجعت و اكلت ال 4 هياكل التانيين … و اصريت اشوف هل كان ممكن اكمل للسبت بال 15 ريال ولا لأ و فعلا كملت و لم استلف هللة من احد و فضل معايا كام ريال..
السبت نزلت حطيت بنزين و رحت الشركة و نجحت تجربة علي قد لحافك مد رجليك
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك و اغننا بفضلك عمن سواك
كاتب المقال
الدكتور حسن صادق رضوان
المحاضر المتخصص في التحول الرقمي لقطاع السياحة
الخبير والمحاضر التسويقى الدولي
العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST
