ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس …. و ليس اي دروس ..درس (13) الرضا
سنة 1990 استقلت من مدرسة البنك الاهلي المصري بعد ان قمنا بالانتهاء من برنامج مطابقة التوقيعات و ذكرت كلمة مدرسة لانه كان ولا يزال مدرسة في كل شئ.. و كان لدي عرض عمل من بنك الراجحي المصرفي في السعودية و الذي كان ايضا يرغب في عمل نظام مماثل …
سافرت و التحقت بالراجحي و بدات مع مجموعة من الزملاء العمل في مجموعة البرامج … كنا متفرقين علي اكثر من قسم و كنت في قسم مديره شخص اردني لما استلمت العمل كان متواجد في القسم من قبلي
و لما كنت خريج مدرسة البنك الاهلي فقد كنا نعمل بجد و بانتاجية عالية و لكن نظرا لتعدد الجنسيات و اختلاف الكفاءات وجدت ان مدير القسم لا يفعل شئ سوي السؤال عن ما تم و ما المخطط و يقوم هو بتقديم التقرير لرئيس قطاع الحاسب و هو شخص سعودي من الاشخاص المحترمة جدا
بعد فترة علمت براتب مديري و بدأت اتذمر من الوضع و ظهر في الافق فرصة الهجرة الي استراليا و الراتب قد بصل الي ٥٠٠٠ دولار و طبعا الرقم يفوق بكثير ما احصل عليه الراجحي
فقررت الهجرة و قبل التنفيذ قررت استشارة والدي رحمة الله عليه و كنا في ذاك الوقت نتبادل المراسلات و احيانا شرائط كاسيت مسجلة .. و ابلغته بالتليفون بنيتي الهجرة ..
رد علي في منتهي الهدوء : طيب ابعتلي الاسباب اللي عاوز تسافر بسببها فحكيت له عن الظلم اللي انا حاسه ان مديري بياخد مرتب عالي و انا لا و انا اللي بعمل كل حاجة
بعتلي خطاب في سؤال : ما الذي ستفعله لو هاجرت كل هذه المسافة للحصول علي ال ٥٠٠٠ دولار راتبثم وجدت احد اصحاب البلد يعمل مدير لك و لا يفعل شئ و راتبه ١٠٠٠٠ دولار … حا تهاجر القمر و لا حتعمل ايه ؟ الرضا ثم الرضا … ربنا عمره ما بيظلم حد و انت اخترت و انت شاطر … اياك ثم اياك ان تنظر لرزق غيرك و احمد ربنا ،.. ” و لئن شكرتم لأزيدنكم”
صدمني التعليق فعلا حأعمل ايه لو حصل كده و قررت اني الغي موضوع الهجرة و اركز في شغلي … طيب و ذنب عدم الرضا لقيت ضميري وجعني و لسه حأكتئب ظهر مرة اخري دعوة للاستغفار و التوبة و لقيت حد داخل عليا و كنا في رمضان في العشر الاواخر و بيقولي : حنطلع عمرة بكرة و عملنا حسابك
الحمدلله علي كل شئ و الله اني راضي بكل ما منحتني من نعم و من قضاء
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين