ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس …. و ليس اي دروس ..درس لا ينسي (2)
خلال ثورة 25 يناير التقيت و تعرفت علي الكثير .. و في احدي المرات اجتمعنا كمجموعة في نادي الجزيرة و قررنا انا نعد قوافل طبية و مجموعات عمل مساعدة لها من تدريب اطفال و تنسيق و تنظيم المتقدمين للكشف الطبي و حتي كنا بنحاول نلم فلوس للمساعدات و كان معنا اطباء قدروا يوفروا جزء من الادوية عن طريق الشركات… اكتشفنا ان كان فيه جزء من العالم مش تحت نظرنا الخ الخ
و في احد الزيارات لمنطقة كنا ترددنا عليها مرتين تلاته قبل كده و كنا منسقين العمل مع جمعية خيرية هناك و بنقوم بالعمل في المبني الخاص بها
و انا طالع علي السلم رايح اصلي قابلني رجل في التلاتينات و معاه زوجته و طفل … و الراجل نازل علي السلم عمال يشتم و يسب في حد
– والله لأوريله .. و اللهي لأطلع د… امه … ان ما عورته
المهم انا مش عارف بيشتم مين … طلعت صليت في الدور التالت و بعد شوية لقيت حد بيشتم في الشارع و بيقول : ان ما بوظتله خلقته … دول بيلموا فلوس و يشحتوا علينا و يضربوها في جيوبهم
و راح قاعد علي سلم بيت قدام باب الخروج بتاعنا … لما اشوف حايروحوا ازاي
نزلت الدور اللي فيه الكشف لقيت زميل فسألته
– كان فيه واحد نازل يشتم .. ده ماله
– زعلان اني اديته رقم و قلتله اتفضل اقعد لما انادي علي رقمك .. قالي ازايي اقعد في وسط الستات
قلتله ما انت معاك مراتك و هو كان جاي يكشف علي ابنه
بما ان معظم اللي كانوا معانا حريم فقررت الخروج لصاحبنا افهم قصته ايه
خرجت من الباب لقيته قاعد في وشيرفرحت معلي صوتي و انا رايح اقعد جنبه
– مين اللي كان بيشتم و بيزعق هنا من شوية
– انا
– و الشبورة دي بقي لازمتها ايه ؟
– واد ابن ……. عامل فيها دكر و عاوزني اقعد استني دوري
– و انت زعلان ليه ؟
– عشان بيكلمني بطريقة متكبرة
وصلت سيدة منتقبة و راحت مزعقاله
– تعرف يا واد لو عملت حاجة حاضربك في وسط الناس
عرفت بعد كده انها امه
نرجع لصاحبنا
اللي سألته
– تخيل فران كل يوم يعمل خمسين الف رغيف .. لما يطلع رغيف بايظ نشتمه؟
انت بتشتغل ايه ؟..
قالي علي صنعته بس مش حابب اذكره عشان ما اسببلوش احراج و عرفت انه في اثناء عمله حصله حادث افقده واحدة من عينيه و لابس النظارة عشان كده
– و الافندي شايف عيني و برضه عاوزني اقعد في الدور
ماكفاية حظي الاسود في الدنيا و الهم اللي الواحد فيه … الدنيا ملطشة معايا .. عمري ما مسكت شوية فلوس في ايدي و ربنا ناسينا خالص
– قلتله استني
و حطيت ايدي في جيبي و كان معايا مبلغ في جيبي مش قليل.. و مديت ايدي له و فيها الفلوس و سالته
– عندي قصة ظريفة حأحكيها لك و في حاجة في ايدي حاتاخدها … اختار تسمع الاول و لا تاخد الاول ؟
– ايه اللي في أيدك؟
– فلوس
– يا سلام ؟ وريني
مديت ايدي و مسكت ايده حطيت فيها الفلوس .. فأكتشف انها كتير
…..طبعا الناس كانت ملمومة علينا و كانوا كتير ليسمعوا الحوار
– ايه ده ؟ دي فلوس كتير اوي
– اه عشانك .. مش انت عاوز فلوس ؟ خدها .. ربنا باعتهالك
واحد واقف رد قال لا اله الا الله …. اتنيل و اكسف بقي
– جاهز بقي تسمع القصة ؟
– قول
فحكيت له قصة الراجل اللي كان بيشتري التليفزيون اللي في الجزء الاول و ازاي ندم علي الكلام اللي قاله… الناس بقت تقول الله يكسفك و هو وقف وقال لا خد الفلوس كفاية كده
حلفت ما انا واخدها و اني سعيد اني قدرت اغير يومه و نظرته للحياة
وسلم علي الزميل اللي كان معانا
وحتي يومنا هذا والدته علي اتصال ومغرقاني بدعواتها و مفرجة عليا حياتي بسعادتها
اللهم ادمها نعمة و احفظها من الزوال
كاتب المقال
الدكتور حسن صادق رضوان
المحاضر المتخصص في التحول الرقمي لقطاع السياحة
الخبير والمحاضر التسويقى الدولي
العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST