مرت السنوات سريعاً ونظل نحن جميعاً فى إنتظار رجوع السياحة الروسية …… ياااااه.
هذا الحديث منذ أربعة سنوات لم يتغير الحال أثناء ذلك قيد أنملة. فلا السياحة الروسية عادت، و لا حدث أى تقدم فى المحادثات بشأن ذلك.
يجب أن نتعلم من أخطائنا والا نضع كل البيض فى سلة واحدة.
كما يجب أن نتعلم خطورة الإعتماد على سوق واحد. ولا سيما إننا نعلم جميعاً أن المزيج التسويقي الصحى ،”Healthy Market Mix” لهذه الصناعة يفرض علينا التعددية فى المصادر منذ بدأت هذه الصناعة فى مصر وتطورت وصولاً إلى الوقت الراهن.
ليس الأمر بأيدينا الآن،فالعالم أجمع بدوله المتقدمه ووجهاته السياحية الأكثر جذباً للسياحة تعانى و بشدة من إنخفاض أعداد السائحين، بل إن بعض هذه الوجهات قد وصل بها الحال إلى فرض حذر كامل حتى على مواطنيها، ومنعت بعض الوجهات الأخرى دخول السائحين من عدة دول خشية إنتشار هذا الوباء المميت، مرة أخرى، بين سكانها.
و لذلك أقول، أن الأمر الآن ليس بأيدينا. ولندعوا الله عز وجل أن يرفع عن العالم هذا البلاء، ودعونا نبدأ فى عمل ما يتوجب علينا فعله أثناء ذلك:
- الإستثمار في العنصر البشري و تنميته وتدريبه و تحضيره حتى نتمكن من تقديم مستوى الخدمه الذى يتماشى مع سمعة وإسم مصر كمقصد سياحى منفرد فى العالم فى حالة عودة الحركة السياحية، فلو عادت الحركة السياحية بحجمها الطبيعى فور إكتشاف لقاح للفيروس، أنا على ثقة، أننا سنواجه كارثة متمثلة فى مستوى العمالة و مستوى الخدمات المقدمة.
- نقل الصورة المضيئة لما يحدث الآن على أرض مصر من تطور مستمر للخدمات السياحية المقدمة
- إلقاء الضوء على زيارة أمين عام منظمة السياحة العالمية UNWTO و إبراز تصريحاته و صوره على مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعى بدعوته الصريحة لزيارة مصر، وكونها أول مقصد سياحي فى العالم، يزوره الأمين العام، بعد إنتشار جائحة كورونا. خاصة و أن رئيس الدولة قد إستقبله بنفسه، مما يدل على إهتمام رأس الدولة بعودة التدفق السياحى مرة أخرى لمصر .
- إبراز جهود المنشئآت السياحية المثالية فى تطبيق الإجراءات الاحترازية للتعامل مع السائحين بما يضمن عدم إنتشار المرض بين النزلاء والعاملين.
- إجراء مقابلات مع السائحين بمختلف جنسياتهم و بلغتهم الأم لكى يرووا “Live” تجربتهم الشخصية فى مصر، مما يساعد و بشدة على توصيل الرسالة لشعوبهم ولجميع دول العالم “Positive Word of Mouth” وما لذلك من مصداقية عالية المستوى.
- التركيز على الدعاية المرئية “Videos” لحث السائحين على القدوم إلى مصر،وذلك لسرعة انتشارها ومصداقيتها.
- إلقاء الضوء على الإفتتاحات المتوالية للمتاحف و تصويرها ،وعرض جزء من مقتنياتها لحث السائحين على القدوم إلى مصر. فعلى سبيل المثال، قرار عرض بعض مقتنيات الفرعون المصرى”توت عنخ آمون” فى متاحف الغردقة وشرم الشيخ، يجب إبرازه، ووضعه على كافة منصات الدعاية و الإعلام العالمية.
- إجبار المنشئآت القديمة و خاصة المتهالكة على البدء فوراً بعمل خطة تجديد شاملة، وتوفير القروض اللازمة للمتعثرين من أصحابها للقيام بذلك،حيث أن هذه المنشآت قد تضر بسمعة مصر ضرراً بالغاً يستوجب تدخل الدولة لمنعهم من حدوث هذا الضرر.
- التخلص من المركزية و البيروقراطية السائدة و خاصة فى المدن السياحية التى تستقبل معظم السائحين مثل الغردقة ومرسي علم وشرم الشيخ ودهب والأقصر وأسوان، بإنشاء مكاتب لوزارة السياحة ولهيئة تنشيط السياحة، منوط لها إتخاذ القرارات،ولها الصفة الإعتبارية ولديها ميزانيتها الخاصة،لكى نضمن سرعة إنهاء الإجراءات وسهولة التعامل معها للمتواجدين بهذه المناطق السياحية، فليس من المعقول أن يتوافد المئات من هذه المدن إلى القاهرة لإنهاء إجراءاتهم، مما يتسبب فى أحداث تكدس غير مبرر، مصحوباً ببطء شديد فى إنهاء الإجراءات لكثرة الضغط على هذه المكاتب.
- إنشاء لجان مشتركة تمثل القطاعين العام و الخاص بهذه المناطق،والاستعانة بالخبراء السياحيين و المستثمرين فى هذه اللجان، كجهة لفض أى منازعات قد تنشأ بين طرفين “إن وجدت”، على سبيل المثال، الخلافات التى تنشب بين شركات الإدارة و الشركات المالكة، أو نزاع بين الموردين و الإدارة، و كذلك النزاعات التى تخص العاملين، و الذين يمثلون عصب هذه الصناعة و عامودها الفقرى.
أتمنى كل الخير للقطاع السياحى الذى يمثل صناعة لها أهميتها، و كانت تُعد “فيما مضى” قاطرة للدخل القومى المصرى، وتُمثل بالنسبة لى العشق لمجال تعلمته، وعملت به، وقمت بالإشراف على إدارته، ثم قمت بتدريب و تعليم أجيال متعاقبة من زملائى العاملين به و القائمين على إدارته، و رفع كفائتهم خلال سنوات طوال.
كل الخير لمصرنا الحبيبة.