السفر والسياحة من أكثر الصناعات الرئيسية التي تأثرت بشدة من فيروس كورونا، مما ترك العديد من الدول دون خيار سوى إغلاق حدودها أمام السائحين لعدة أشهر بسبب تفشي الوباء العالمي. ونتيجة لحظر السفر هذا، اضطر عدد من شركات الطيران ومنظمي الرحلات السياحية إلى إلغاء الرحلات التي طال انتظارها، مما ترك السياحة العالمية في أدنى مستوياتها على الإطلاق.
في عام 2019، ساهم قطاع السفر والسياحة العالمي بمبلغ 8.9 تريليون دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ولكن نظرا للوباء الحالي أدى التأثير المالي لـ COVID-19 على السياحة العالمية إلى خسارة إيرادات إجمالية قدرها 195 مليار دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2020 فقط.
ويأتي ترتيب الدول التي عانت من أكبر خسارة في عائدات السياحة بسبب فيروس كورونا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي كما يلي:
- الولايات المتحدة 30.7 مليار دولار أمريكي
- إسبانيا 9.74 مليار دولار أمريكي
- فرنسا 8.77 مليار دولار أمريكي
- تايلاند 7.82 مليار دولار أمريكي
- ألمانيا 7.22 مليار دولار أمريكي
- إيطاليا 6.18 مليار دولار أمريكي
- المملكة المتحدة 5.81 مليار دولار أمريكي
- أستراليا 5.67 مليار دولار أمريكي
- اليابان 5.42 مليار دولار أمريكي
- منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، الصين 5.02 مليار دولار أمريكي
في عام 2018، دعمت السياحة 7.8 مليون وظيفة في الولايات المتحدة وشكلت 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، ولكن مع وجود أكبر عدد من حالات COVID-19 في العالم، فقد احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى في خسائر الإيرادات السياحية بخسارة إجمالية قدرها 30,7 مليون دولار أمريكي في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2020. فبحلول نهاية مارس 2020، تم وضع 31 ولاية من أصل 50 ولاية في الولايات المتحدة في حالة إغلاق، وفي نفس الشهر تم حظر السفر لأي شخص من منطقة شنجن الأوروبية أو المملكة المتحدة أو أيرلندا من دخول الولايات المتحدة، تأثير كبير على عائدات السياحة.
الدول الأوروبية تشكل 50% من إجمالي الدول التي عانت من أكبر الخسائر في عائدات السياحة، مع تصنيف إسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة في قائمة العشر الأكثر تضرراً.
إسبانيا سجلت أكبر خسارة في المجموعة الأوروبية بانخفاض بنسبة 98% في أعداد السائحين الوافدين الدوليين في يونيو، وخسارة في الإيرادات بلغت 9.74 مليار دولار. وخلال الأيام الماضية حيث بدأ السائحون في العودة إلى وجهة العطلات الشهيرة، إلا أن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا أدى إلى فرض المملكة المتحدة الحجر الصحي لأي شخص يعود من إسبانيا اعتبارا من نهاية يوليو، علاوة على استعادة تحذير السفر إلى إسبانيا من قبل بقي الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا. وتشير هذه الإجراءات الجديدة إلى أن خسارة إسبانيا في الإيرادات ستستمر في الزيادة مع تباطؤ السياحة مرة أخرى.
تعد فرنسا البلد الأكثر زيارة في العالم حيث يزورها أكثر من 89 مليون سائح كل عام، ولكن تأثير COVID-19 أدى إلى خسارة إيرادات إجمالية قدرها 8.77 مليار دولار أمريكي. هذه الخسارة الكبيرة تجعلها الدولة الثالثة في العالم التي لديها أكبر خسارة في الإيرادات بسبب الوباء العالمي والثانية في أوروبا.
الدول التي فقدت أعلى نسبة من الناتج المحلي الإجمالي بسبب توقف السياحة:
- جزر تركس وكايكوس Turks and Caicos Islands فقدت 9.2% من ناتجها المحلي الإجمالي
- أروبا Aruba فقدت 9% من ناتجها المحلي الإجمالي
- منطقة ماكاو Macao الإدارية الخاصة، الصين فقدت 8.8% من ناتجها المحلي الإجمالي
- أنتيجوا وبربودا Antigua and Barbuda فقدت 7.2% من ناتجها المحلي الإجمالي
- جزر المالديف فقدت 6.9% من ناتجها المحلي الإجمالي
- سانت لوسيا St. Lucia فقدت 6.2% من ناتجها المحلي الإجمالي
- جزر ماريانا الشمالية Northern Mariana Islands فقدت 5.9% من ناتجها المحلي الإجمالي
- جرينادا فقدت 5.5% من ناتجها المحلي الإجمالي
- بالاو Palau فقدت 5.2% من ناتجها المحلي الإجمالي
- سيشيل Seychelles فقدت 4.6% من ناتجها المحلي الإجمالي
جزر تركس وكايكوس Turks and Caicos Islands الأكثر تضررا بسبب إغلاف حدودها أمام السائحين في الفترة من 23 مارس 2020 حتى 22 يوليو 2020، مما أدى إلى مواجهة أعلى خسارة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.2%. يعتمد اقتصاد تركس وكايكوس بشكل كبير على السياحة الأمريكية التي تزور وجهة العطلات الفاخرة، مما يعني أنه يُعتقد أن حظر السفر كلف البلاد ما يقدر بنحو 22 مليون دولار شهريا.
تعتبر أروبا Aruba وجهة شهيرة لقضاء العطلات الفاخرة وتقع في جنوب البحر الكاريبي، وعادة تستقبل تلك الجزيرة الصغيرة حوالي مليون سائح سنويا. وقد تسبب تأثير COVID-19 في احتلال البلاد المرتبة الثانية حيث تكبدت خسارة 9% من ناتجها المحلي الإجمالي.
ثم تأتي ماكاو Macao في المرتبة الثالثة بكونها مركزا للعب القمار، ولكن مع الحظر الصيني على تأشيرات السياحة والتأثير الشديد لـ COVID-19 على الصين ككل، انخفضت العائدات بنسبة 94.5% على أساس سنوي في يوليو. ونظرا لكون ألعاب القمار مصدرا رئيسيا للسياحة، احتلت ماكاو المرتبة الثالثة من حيث أعلى خسارة في الناتج المحلي الإجمالي مع نسبة خسارة إجمالية قدرها 8.8%.
وتشكل منطقة البحر الكاريبي نصف البلدان العشرة الأولى التي لديها أعلى نسبة من خسائر الناتج المحلي الإجمالي. في العام الماضي زار منطقة الكاريبي أكثر من 31 مليون سائح، أكثر من نصفهم من الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن مع تسبب COVID-19 في حظر السفر في جميع أنحاء العالم، انخفض عدد السائحين بشكل كبير والذين كانوا يمثلون نسبة تتراوح من 50 إلى 90% من الناتج المحلي الإجمالي لمعظم دول الكاريبي.