ظهور الإمبراطورية الرومانية على صفحات التاريخ: وهى المرحلة الأخيرة في تاريخ اليهود في فلسطين حيث سيطر الرومان من الناحية السياسية على فلسطين بدا من عام 63 ق.م حتى عام637 ميلاديا والفتح الاسلامى للقدس وفلسطين بصفة عامة.وفى حقيقة الامر عندما احتل الرومان القدس لم يعيروا للهيود وجماعة المكابيين اية اهتمام حتى كانت ظهور ما يعرف باسم المسيح المخلص من العبودية الرومانية.
وهنا تنبه الرومان الى ذلك مما دفع القيصر )أغسطس( بانشاء اول معهد دينى من نوعه في الإمبراطورية الرومانية والذى عرف باسم (بانثينون) وهو مبنى لتجمع فيه كل الالهة الرومانية وكذلك الكهنة وتوحيدهم لمناهضة الفكر اليهودى وخاصة ان مولودهم الذى ينتظرونه بدون اب وعلى يديه سوف تتدمر روما.وان كل هذه الاشياء ما هى الا خرافات بنى اسرائيل واعمالهم السحرية وما الى اخره،ومن هنا بدا الكره الرومى الفعلى لليهود وخاصة ان ملكهم المنتظر المسيح سوف يدمر روما.فمن الناحية السياسية بدا الرومان في انزال العذابات على اليهود وكل من يقتنع بهذا الفكر أصلا (اضطهاد الرومان لليهود) ومن الناحية الفكرية والعملية بدا الرومان
في انزال كبار الكهنة الروم الى منطقة فلسطين ودراسة وترجمة ما كتبه احبار اليهود حتى كان عام 27 ق.م. وكان الكهنة الروم ومجلس روما على علم بكل صغيرة وكبيرة بتلك النبؤات واصبح للكهنة الروم السلطة فى فلسطين اكثر من روما نفسها.
وبدا الكهنة الرومان يقبضون على كل من يدعى ذلك ولو حتى من احبار اليهود ثم دعاية اعلامية بان اليهود لديهم مرض الهوس والجنون وما يدعونه الا اساطير الاولين وقصص من اساطير اله إسرائيل،وبدا الكهنة الرومان ينشرون بشدة العقيدة الرومانية على اهل المنطقة.ثم اعلن الكهنة الرومان الكراهية الكاملة لليهود واثر ذلك على السياسة الرومانية فى فلسطين وبدا الشعب الرومانى لاول مرة يسمع عن موضوع خرافات بنى اسرائيل ويسخرون من ذلك.ومن الناحية العسكرية قام الاباطرة الرومان من تشديد قبضتهم على المنطقة وزيادة العسكر والمعسكرات حتى لا يقوم اليهود باى ثورة فى اى وقت من الأوقات.
وهكذا اصبح الكهنة الرومان اعدى اعداء اليهود انذاك ثم الاباطرة ثم الشعب الرومانى حتى اتى عام ميلاد هذا الطفل كما يشير الكهنة المنجمين لذلك.وقام القيصر اغسطس واصدر مرسوما فوريا بقتل كل طفل يهودى يولد فى هذا العام.ولكن هذا المولود ولد فعلا بامر الله وهو السيد المسيح عليه السلام ولم يظهر بعد الا فى عام 30 ق.م.
ففى عام 30 ق.م كان يتربع على عرش روما القيصر (تيبريوس) وقامت ثورة يهودية كبرى لاقامة مملكتهم الكبرى على يد السيد المسيح عليه السلام،وكذلك ظهور ابن خالته (يوحنا المعمدانى) وهو يحيى بن زكريا عليهما السلام.وكما هو معروف عن النفس اليهودية السيئة وسياسة النفاق قامت طبقة كبرى من اليهود واعلنوا ولائهم الكامل للرومان ويعملون تحت امرتهم،وخاصة بان السيد المسيح
عليه السلام لم يقم لهم مملكتهم الكبرى ولم يدمر الرومان بل قال عليه السلام (اعطى ما لقيصر لقيصر وما للرب للرب) وهنا ثار عليه اهل اليهود وطالبوا باعدامه على الصليب وقد كان،وكما في معتقدهم.
وهنا حدث تاريخيا امرا هاما لم يتنبه له أحدا بين طيات سطور التاريخ مما دفع روما بالتفكير الجدى في تدمير ومحو إسرائيل من الوجود الكامل،وهذا ما حدث بالفعل.وكان ذلك لظهور الفيلسوف الفيلونى الكسندر،وفيلون هي مدنية سوريا وهى الان منطقة ادلب.
الفيلسوف السورى الكسندر الفيلونى:هو احد الفلاسفة فى مدينة فيلون انذاك وادعى بانه يهودى الديانة والفكر وانه اخر الفلاسفة فى الحضارة الهيلانية المندثرة.واظهر فلسفة عرفت باسم (فلسفة الروح) وادماجها مع تعاليم اليهود،وان الروح الخالدة هى روح اسرائيل التى يجب عليها احياء مملكة اسرائيل والتحرر من الرومان ولا يعترف بالالهة الرومانية على الاطلاق.وكان يقصد من ذلك كله شيئين هامين وهما:-
– الشىء الأول: وهو الرد على رسائل بولس وان اليهود هم شعب الله المختار منذ القديم من الزمان ولا دخل لباولس بالمسيحية على الاطلاق
– الشىء الثانى: الرغبة فى نشر واحياء تعاليم اسرائيل واله اسرائيل وان ذلك المصلوب نفسه من بنى اسرائيل وهو نفسه قال (ما جئت لانقض بل لاكمل شريعة موسى)
ووصل الامر الى روما ثم قيام الكهنة فى بحث الامر هل المصلوب اتى لتعاليم اليهود واحياءها وكذلك اله اسرائيل ام اتى بديانة جديدة كما يدعى باولس وهى المسيحية،ثم لماذا تم قتل القيصر والعداء هكذا لروما؟؟ وان هذا يعنى ان تدمير روما سيكون على يد المسيحية ولابد من ايقاف هذا التوغل الفكرى الجديد ومحاربة المسيحية والقبض على باولس باية وسيلة لانه العارف بكل حقائق الأمور.وهنا دحلت روما والهيود الى منعطف اخر تماما وكذلك بداية نشر المسيحية.
وفى تلك الاثناء عاشت امبراطورية روما محنة الأفكار الحديثة وان المسيحية ما هي الا مواصلة لفكر اليهود والتصدى الكامل لافكار الفيلسوف الكسندر الفيلونى مما دفع القيصر نيرون باصدار امرا بالقبض عليه واعدامه.ومن ناحية أخرى اظهر معلمه الشهير آنذاك وهو الفيلسوف شنشيا او سنسيا.
– الفيلسوف الرومى سنسيا: فى خضم هذه الاحداث ظهر الفيلسوف الرومانى سينسيا وخاصة انه معلم القيصر نيرون واخرج كتاب باسم (مرؤة الفلسفة) وهاجم اى فكر دينى لا يقوم على اسس الهة روما.وهو الذى ادخل فى روع نيرون التصدى لهذا الفيلسوف الكسندر ولابد من قتله لانه يهودى ويرغب فى تدمير روما.وعلى الفور استمع القيصر نيرون لنصيحة معلمه واصدر قرارا بالقبض على الفيلسوف الكسندر واحضاره الى روما واعدامه،وكذلك ارسل فى جميع مناطق روما بالبحث والقبض على باولس.
اما في منطقة القدس فحدثت الثورة الكبرى ضد الرومان وكان على راس الحكم في المدينة (تيتوس بن الامبراطور فسبسيان) مما دفعه باخذ الامر الرومى بتدمير إسرائيل كاملا.
والى لقاء مع المقال القادم ومواصلة الحديث عن كيفية تدمير مملكتى إسرائيل
كاتب المقال
أحمد السنوسى
الباحث الآثارى والمرشد السياحى
عضو محلس نقابة المرشدين السياحيين
الباحث الاثارى والمرشد السياحى “احمد السنوسى “يواصل كتاباته لــ ” المحروسة نيوز “فى قتح ملف “بالإثبات فلسطين ليست ارض المعياد كما يدعى الإسرائيليين لأنفسهم ” (12)
الباحث الاثارى والمرشد السياحى “احمد السنوسى “يواصل كتاباته لــ ” المحروسة نيوز “فى قتح ملف “بالإثبات فلسطين ليست ارض المعياد كما يدعى الإسرائيليين لأنفسهم ” (12)