آثار ومصرياتأخبار عاجلةسلايدر

مقتنيات توت عنخ أمون بباريس .. وضرورة تأمينها مع تجدد أحداث العنف والمظاهرات لأصحاب السترات الصفراء بفرنسا 

في يوم 17 مارس، 2019 | بتوقيت 2:23 صباحًا

لاشك إننا نسعد بإقامة معارض آثار مصرية بالخارج  وجدية تأمينها وخاصة للقطع ذات الشهرة العالمية الواسعة وأشهرها قطع من مقتنيات الملك ” توت عنخ أمون ” التى تجوب العالم كدعاية سياحية مياشرة وغير مباشرة .

ولكن دائماً نتساءل ما هى الضمانات التى يتم التعامل معها سواء مع الدول أو الجهات التى ستقوم بتنظيم المعرض ؟! .. و المقصود هنا التأمين ضد ضياع أوفقد أو إختفاء أية قطعة أياُ كانت تاريخها ..  فلا يمكن تعويضها تحت أى سبب من الأسباب.

ولقد شهدت مصر بتجربة مريرة  خلال أحداث يناير 2011 – أيام  ندعو الله عز وجل ألا  يعيدها على مصر إطلاقاً  – حالات سرقات ونهب وتحطيم  للعديد من المعارض والمتاحف  أثناء  تلك  المظاهرات وأحداث العنف التى  تأتى مفاجئة دون سابق إنذار أو مؤشرات .

وهذه الأيام  تستضيف العاصمة الفرنسية باريس وتحديداً يوم 23 مارس الجارى ،  إقامة معرض لمقتنيات الملك ” توت عنخ أمون ” يتضمن 150 قطعة أثرية نادرة منها 50 قطعة لم تعرض من قبل .. ومع تجدد أحداث العنف والمظاهرات  فى باريس وعودة نشاط أصحاب السترات الصفراء ضد الدولة الفرنسية بضراوة أكثر مما كانت من قبل منذ 4 شهور مصت!!

فما مصير المعرض،  حال تصاعدت  حركات العنف والسلب والنهب  والسرقة وغيرها من أعمال السطو العادى والمسلح ، فى ظل أن اليوم – السبت –  قد شهد تعرض بعض المتاجر، ومن بينها متجر “بوس” الشهير للملابس الرجالية، للنهب واشتعلت النيران في الشوارع، وأحرقت سيارة واحدة على الأقل ، كما تعرض أحد البنوك للحرق، وقالت الشرطة إنها اعتقلت أكثر من 50 متظاهراً، بحلول الظهيرة، إلى جانب قذف المحتجون قوات الشرطة بالحجارة، عند قوس النصر، وهو أحد معالم باريس الشهيرة.

فهل تقوم وزارتى  الخارجية والآثار  المصرية ،  بالتنسيق العاجل  مع أجهزة الأمن بباريس لفرض المزيد من الإجراءات الأمنية وتشديد الحراسة المشددة  وإمداده بأحدث وسائل التأمين وعدم الإختراق للسياج الأمنى  للمعرض  تحسباً أن تصل هذه الأحداث إلى مقر المعرض ، وما يحتضنه من مقتنيات لا تعوض ولا تقدر بثمن من أثارنا الذين ورثناها عن أجدادنا المصريين القدماء ؟! ..

أم إننا  كعادتنا  نترك الأمور للظروف و ” تساهيل ربنا ” وتتفاقم الأحداث حينها   ، ويحدث ما لا يحمد عقباه من سرقات ونهب للمعرض .. ووقتها لن يفيد الندم ولن نظل نبكى على آثارنا الضائعة  لعدم نظرتنا المستقبلية والتوقعات والسيناريوهات غير السعيدة  للأحداث  !!

اللهم إنى قد بلغت .. اللهم فأشهد

سعيد جمال الدين  

مقالات ذات صلة