آثار ومصرياتالمنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الباحث الاثارى والمرشد السياحى “أحمد السنوسى “يواصل  كتاباته عن ” العقيدة والدين في مصر القديمة” ( 7 )

في يوم 30 أبريل، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

مما لاشك فيه مطلقا بان فجر الاخلاق والضمير بدأ من مصر،وهى الدولة الوحيدة التي ذكرت في القران والتوراة والانجيل لاكثر من مرة وليست مرة واحدة فقط،وهنا نتسائل جميعا لماذا مصر دون سائر الأقطار الأخرى؟؟ بل لايعلم الكثير فضل مصر وحضارتها وهى المنطقة التي دخلها معظم الأنبياء والمرسلين،بل اقسم بها رب العزة والجلال وذلك لقوله تعالى في سورة التين ((وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ.وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)) اليس طور سنين فى ارض مصر؟؟

والواو هنا هي (واو) القسم،فما بالك بقسم الله العلى العظيم وبهذه الأرض المباركة،واقولها صراحة بان مصر ذكرت في القرأن الكريم لاكثر من 44 مرة وليس خمسة فقط كما يظن الكثير من الناس.ولقد ذكرت مثلا كمواقع جغرافية مثل: البحر-اليم -طور سنين- البقعة المباركة-الجانب الغربى -الوادى الأيمن،وما الى غير ذلك.

فارض مصر مباركة بامر من الله،ولذلك قد اتى اليها أبو الأنبياء والمرسلين خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث وجد فيها الهدى والهدى ولذلم قال عليه السلام ((انى مهاجر الى رب ليهدينى)) وقد تعجب سيدنا إبراهيم نفسه من جماعة الحنيفية ومبادئها و

كما ذكرنا من قبل.وكذلك تعجب من قوانين الفطرة التي فطر الله الناس عليها،ولقد تحدثنا عن بعض منها في المقال السابق واليوم نقول أيضا ونيحث في قول جميل من هذه القوانين وهو الاخلاص.

– (انا أتكلم بإخلاص) الإخلاص هو الشعور بحب شيءٍ ما وبالتالي منحه الجهد والوقت والطاقة اللازمة لعمله والامتناع عن التقصير بحقه أو الاعتداء عليه أو إيذائه بأي طريقة.وان الإخلاص هو نقيض الخيانة،وأول من يعرف هذا الفرق في الكون كله كان الشيطان الرجيم عندما قال لرب العزة والجلال ((الا عبادك منهم المخلصين))

واهم انواع الإخلاص هو الإخلاص لله تعالى وعبادته حق العبادة وفى مقابل هذا الإخلاص وعدهم الله جل في علاه بالنعيم المقيم في الجنة،وهنا وجب علينا جميعا التفكر والتدبر لقول الشيطان (الا عبادك منهم المخلصين) ولماذا لم يقول الا عبادك منهم المسلمين او المؤمنين او ما غير ذلك؟؟ ومعنى ذلك ان الإخلاص الحق هو صدق النية مع الله

فالاخلاص حق واجب لكل مسلم ومسلمة لانه امرا من الله ولذلك قال تعالى في سورة الزمر الاية 2 ((إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ)) وكذلك قال في سورة البينة الاية 5 ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) بل حتى في الدعوة نفسها وجب فيها الإخلاص ولذلك قال تعالى في سورة الأعراف 29 ((وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ))

وفى حقيقة الامر فان الإخلاص بكل صدق فيه فوائد كثيرة يشعر بهذا فقط الانسان المخلص مثل انه يطهر القلب من الحقد والغل و الخيانة،والإخلاص يفرج أيضا الهموم ويزيل الكروب.ولقد اتفق كل علماء الإسلام بان الإخلاص يعد من اهم اعمال القلوب المندرجة في تعريف الايمان واعظمها قدرا وشأنا.

وما اجمل ما قاله العلامة الفقيه العز بن عبد السلام ((الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده،لا يريد بها تعظيما من الناس ولا توقيرا،ولا جلب نفع ديني،ولا دفع ضرر دنيوي لذا فأن الإخلاص في القول والعمل،أساس القبول عند الله))

فلقد فهم المصرى القديم هذه المقولة في قانون ماعت فهل يفعلها المصرى الحديث بكل صدق وإخلاص في قانون القرأن الكريم

ولذلك قال تعالى في سورة الصافات 40/45 ((إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ.أولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ.فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ.فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ .َلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)) بل تعدى سلوك المصرى القديم من الانسان الى الجيوان والاهتمام بالحيوان،وهذا ما لم نجده في اية حضارة اخرى

– (انا اكرم الحيوان) من قوانين ماعت او قوانين الفطرة الربانية الإنسانية هو اكرام الحيوان وليس الانسان فقط.فما تلك العقلية المصرية القديمة التي اهتمت بالحيوان ولم تقدسه كما قال بعض الاثاريين من الأجانب طبعا،فكان اهتمام المصرى القديم بالحيوان يفوق اهتمام المصرى الحديث نفسه،لان المصرى الحديث لا يهتم أصلا بنفسه ولا حتى باهله وناسه في عصر الماديات تلك واستغفرك ربى العظيم.

ولقد ذكر القرأن الكريم الكثير من الايات عن الحيوان والطير ولنتفكر فيهما وفى خلقهما وما الى غير ذلك.قال تعالى في سورة النحل الاية 79 ((لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))

وكذلك قال تعالى في سورة النازعات الاية 30/33 ((وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)) اى ان الأرض هنا متاعا اى معاشا سواء لك أيها الانسان او لخلق الله جميعا مثل دود الأرض او حتى الانعام فانت تستفيد من الانعام وهى تستفيد من المرعى،ولكى يتم رعيها بحق وصحيح وبيد الانسان فعلى الانسان ان يتفكر في خلقها وكيف يستفاد منها.

والدليل على ذلك أنه منذ القديم من الزمان كان هناك علما طبيا للحيوان وأول من انشأ هذا العالم كان المصرى القديم واهمية رعاية الحيوان وعلاجه لانه في حاجة اليه دائما وخاصة امراض الابقار وخلافه.وهذا فى حد ذاته كرم من الانسان الى الحيوان.

ولذلك كان من قوانين الطبيعة والفطرة في قوانين ماعت (انا اكرم الحيوان) لذلك اهتم المصرى القيم أيضا بأستأناس الحيوان وكانت له حيوانات منزلية بخلاف حيوان الحقل وفى الزريبة الخاصة بها،فوجب عليه اطعامها وشرابها والاهتمام بها في حالة المرض،لانه سوف يستفاد منها سواء من ناحية الاكل او من ناحية اللحوم اوالجلود او من ناحية البانها وما ينتج من هذا اللبن أنواع غذائية مثل الجبن وغير الجبن أيضا.

واذاك قال تعالى في سورة النحل الاية 5/8 ((الأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُون.وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ.وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم.ٌوَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ))

والى لقاء مع مقال الغد باذن الله

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

مقالات ذات صلة