آثار ومصرياتالمنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

الباحث الاثارى والمرشد السياحى ” احمد السنوسى ” يكتب سلسة مقالات لــ” المحروسة نيوز ” عن ” العقيدة والدين في مصر القديمة” ( 4 )

في يوم 27 أبريل، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

.. 9- مدد : وهى كلمة مصرية بمعنى ( الاعطاء او المدد ) والمدد هو الاعطاء او العطايا التى يحتاجها الانسان من اخيه الانسان.وهذه الكلمة مع الاخريات ايضا توضح لنا اسلوب وفكر جماعة الحنيفية والتى ظهرت اول ما ظهرت فى التاريخ كله فى ارض مصر وهى ارض التوحيد.

10- كبح : وهى كلمة مصرية قديمة بمعنى ( الصيام) فهل كان المصرى القديم يصوم؟؟ ام كانت هناك جماعة فقط فى مصر تقوم بالصيام وما الغرض منه!! وفى اللغة العربية الفصحى نجد معنى لهذه الكلمة وهى (كبح = الامتناع) وكبح الطعام اى الامتناع عن الطعام.وهذا الكبح عن الطعام كان ايضا من خصائص تلك الجماعة الموحدة والتى كانت تسمى جماعة حنف اى جماعة الحنيفية.

قال تعالى وهو اصدق الصادقين في كتابه الكريم في سورة البقرة 183 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). 

وهذا يوضح ان فريضة الصيام قد كتبت على الناس منذ القديم من الزمان،وهذه السنة قد نهجها خليل الرحمن عليه السلام سيدنا إبراهيم عندما حضر الى مصر وتعلم من جماعة الحنيفية ولذلك قال الله عنه (كان حنيفا مسلما).

والحنفية كانت جماعة مؤمنة في مصر وعرفت في اللغة القديمة باسم (حنف = الجماعة الخاضعة او التابعة) وان هذا اللفظ نفسه هو الذى اخذه ابراهيم واتبعه عند زيارته الى مصر وتزوج من مصرية وهاجر الى ارض فلسطين،واسس هناك مدينة الخليل واسس جماعة التوحيد ،والحنفية هى اصل التوحيد و اسلام الفطرة.كما ان هذه الجماعة فيها الدراسات الكثيرة والكثيرة وهى اول جماعة توحيد كاملة على الأرض ولقد افرد لها الاثارى العظيم الروسى (جولانشيف) الدراسات العديدة والفردية.

وهذا كان بعضا من الكلمات المصرية القديمة والتي اكتششفها ودقق فيها العالم الروسى الكبير جولانشيف،وكذلك تتبع هه الجماعة في الحضارة المصرية القديمة.وهذا يؤكد بدون ادنى شك بان ارض مصر كانت اول ارض للتوحيد في التاريخ ،بل وقبل شبه الجزيرة العربية نفسها.ولكن هنا نتجه بفكر اخر موثق أيضا في اللغة المصرية القديمة وهو ما عرف باسم (قوانين ماعت).

ومن المعروف بان ماعت كانت ربة الحق والعدل في الحضارة المصرية القديمة،بل اخذت أيضا لقبا من ينتبه له الكثيرين في دراسة هذه الحضارة وهو لقب (ربة النظام في الكون) وينسب لها أيضا التحكم في فصول السنة وحركة النجوم،لهذا سميت مصر قديما (أرض النيل والماعت)

وبصفتنا مثكم ولا نصدق في موضوع تعدد الالهة وهكذا فاننا نتسائل من هي الربة ماعت؟؟

ونحن هنال لا نسال عن شخصها بل عن ما تركته لنا من قوانين غاية في السمو والاخلاق والتي وصل عددها الى 42 قانونا،والذى وضعهم العلماء الحديثون تحت مسمى قوانين ماعت، مع أن المصرى القديم نفسه وخاصة الكهنة كانوا يطلقون على هذه القوانين اسمها. 

(الخلق الطيب) فاكيد هذه التعاليم جاءت من رجل صالح او من نبى او رسول.وهذا امرا لاشك فيه على الاطلاق لقوله تعالى في القرأن الكريم في سورة غافر 78 (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)

وكذلك قال تعالى في سورة فاطر 24 (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ)

وما اجمل ما جاء في سورة إبراهيم 4 (مَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

ولقد عملت بحثا منذ سنين عدة حول موضوع الكهنة في مصر القديمة،ووجدت لفظا مازال يحيرنى حتى الاان وهولقب (الكاهن النبى)

ولكن للأسف الشديد كل من اخذ هذا اللقب تم محو اسمهائهم بلا استثناء،فهل تنبه أحدا من علماء الاثار لذلك؟!.

وفى عهد الملك رمسيس الثالث وجدنا وزيرا يعمل معه ويروى قصضة حايته وعائلته،وان واله كان كاهنا نبيا ولاشىء اكثر من ذلك على الاطلاق.

وقوانين ماعت هذه لابد ان يكون لها وقفة معنا نبداها مع المقالات القادمة باذن الله شرحا وتفصيلا

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى

مقالات ذات صلة