آثار ومصرياتأخبارسياحة وسفرشئون مصريةمنوعات

الباحث الاثارى والمرشد السياحى “احمد السنوسى” يواصل كتاباته عن : بالإثبات فلسطين ليست ارض المعياد كما يدعى الإسرائيليين لأنفسهم(11)

في يوم 19 أبريل، 2020 | بتوقيت 1:35 صباحًا
.. اليهود في العصر البطلمى:ولما اتى العصر البطلمى وكان لليهود قوة كبيرة في العهد الغفارسى استمر حالهم مع البطالمة كما هو واصبحوا ذو شان ورفعة اعظم واكبر من العصر الفارسى نفسه،وبدات هذه الأمور منذ عهد بطليموس الأول نفسه.وتشير كل المصادر الى ان بطليموس الأول وكان محبا ومتعاطفا مع اليهود تماما،حيث وصل عدد اليهود في عهده بارض مصر الى حوالى مليون شخصا وهذا عدد كبيرا جدا جدا في جميع هود اليهود بارض مصر قديما حديثا؟؟ بل قام بطليموس الأول وسيطر على فلسطين تماما في عام 
301 ق.م. وهذا ما دفع الكثير من يهود فلسطين بالنزوح الى مصر والعيش فيها تاركين ارض المعياد والهيكل المدمر وما الى غير ذلك.
وتقدم لنا أوراق (زينون) التي لا يمكن تقدير أهميتها التاريخية لدرس بلاد سوريا البطلمية صورة حية عن العلاقات التجارية بين مصر وفلسطين،وكانت من أهم سلع التجارة المتبادلة بينهما تجارة الرقيق والتي يقوم بها اليهود حتى مع بعضهم البعض وخاصة اليهود الغير راغبين الانصايع تحت الحكم البطلمى.ثم تحول الامر الى كراهية بطلمية مشتكرة سواء في سوريا او في مصر والصراع الكبير بينهما حول منطقة فلسطين،ثم قيام هجرة مبيرةمن سوريا الى ارض مصر وهذا ما عرف في التاريخ تحت اسم (الصراع البطلمى الكبير بين سوريا ومصر او الحروب المصرية السورية في العصر البطلمى) وخاصة في عام 198 ق.م. عندما فتح الملك (أنتيوكوس الثالث) فلسطين،ومنذ هذا العام قضى على كل وحدة إدارية بين جنوب سوريا ومصر
وهذا ما دفع باليهود في مصر وفلسطين بات يلوا الى مكانة كبيرة جدا في عهد بطليموس الأول،وليس هذا فحسب بل الكثيرين منهم من الشباب خاصة ينضمون الى الجيش البطلمى سواء مرتزقة او نظاميين وخاصة ان بطليموس الأول والثانى كانوا لا يثقون بالجنود المصريين مطلقا،ولكن ما باليد حيلة وزخاصة ان الوثائق الكثيرة في هذا الامر تقول بان الجنود اليهود لم يكونوا ذوو كفاءة حربية او قتالية متميزة اذا ما قورنوا بالجنود المقدونيين او اليونانيين او حتى المصريين.
ويدل هذا أيضا على ان اليهود في لعصر البطلمى لم يهتموا بفلسطين أصلا ولو حتى كانوا من سكان فلسطين وتمرمغوا تحت عباءة البطالمة وتحسنت احوالهم من عام الى اخر حتى كان بداية نزولهم التدريجى بداية من أواخر عصر بطليموس السادس وان لذلك أسباب كثيرة في عرف التاريخ.ولذلك قال العلماء المتخصصين في التاريخ اليهودى باكلمه بان اليهود وصلوا الى اوج مجدهم التاريخى في عهدين فقط لا ثالث لهما وهما عهد ممكلة داوود وسليمان ثم اوزج مجدهم في العصر البطلمى الأول.ولذلك يعد العصر البطلمى هو العصر الذهبى للهيود سواء كانوا في مصر او في فلسطين،سواء من حيث المكانة أو الأعداد.وفى هذا العصرتزايدت اعداد اليهود الى مصر وخاصة بعد اضطراب الأحوال في فلسطين،وانتشر اليهود النازحيين في كافة انحاء مصر وخاصة مناطق الدلتا والإسكندرية بطبيعة الحال.ولقد اتسم حكم البطالمة بالتسامح الدينى،وفي عهدهم تمت الترجمة السبعينية للتاناخ (العهد القديم ) والتي تعد الترجمة المقبولة في بعض الكنائس كالأرثوذكسية المصرية والكنيسة الكاثوليكية،وهكذا صبح لليهود شان كبير في مصر من الإسكندرية حتى اسوان.وكان مما تمتع به اليهود في العصر البطلمي حرية تنظيم حياتهم بما يوافق قوانينهم،فكان لهم بالأسكندرية رئيس خاص بهم،فضلا عن مجلس للشيوخ ومحاكم خاصة تطبق قوانينهم.
وهنا سؤال تاريخى لليهود بما لديكم من قوة في الهعصر البطلمىـماذا فعلتم بارض فلسطين وهيكلكم المقدس ؟؟ هل ترتكتم كل ذلك من اجل ماديتكم ام من اجل ماذا على وجه التحديد؟؟لماذا لم تنشروا عقيدتكم الموقرة بين أبناء البطالمة او حتى الرومان؟؟ لماذا تركتم ارض فلسطين ونزلتم مصر بل لماذا ذوويكم في سوريا تركوا هذه الأرض ونزحزوا أيضا الى مصر؟؟ لماذا لم تتمسكون بارض فلسطين وهاهى الفرصة الكاملة سانحة لكم من البطالمة لماذا لماذا؟؟
وفى ذلك يقول المؤرخ (فيلون بالنص ((كان يهود الإسكندرية يمثلون 40% من السكان،وكانوا يعملون في الصناعة والتجارة،ومنهم أيضا تجار واعداد منهم مرابيين وبلغ اعداد منهم من الثراء االفاحش استطاعوا بها ان يحصلوا على مناصب يحسدون عليها في الحكومة،وكانوا بعيدين عن المجتمع الوثنى تماما ويعيشون في مناطق خاصة بهم وكانوا يفخرون بكنيسهم المركزي الفخم))
وبالرغم من قوتهم هذه المادية وغير المادية لم نسمع منهم قط اى شيء عن فلسطين او حتى التبرع لفلسطين او حتى تجديد او بناء هيكلهم المقدس،وهاهو التاريخ نفسه شاهد على كل ذلك،فاين هنا موضع فلسطين حقا في الفكر اليهودى؟؟ لماذا لم ينشروا التوارة او حتى أفكارهم الدينية امام المجتمع الوثنى هل هو خوفا على خسارة كل ما ليدهم،ايحبون الدنيا بهذا الشكل على حساب حبهم لالههم الذى يتشدقون به في كل زمان ومكان؟؟
ومن ناحية أخرى اجتماعية كان هناك قليل من اليهود يعيشون في فقر شديد فماذا فعلوا معهم؟؟لماذا لم يساعدوهم من اجل الحياة ام هي انانية كبيرة فاسقة بين بعضهم البعض.لقد قال الله تعالى عنكم (اتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب)
اما اخلاقهم مع المصريين فكانت للأسف الشديد خير دليل على خبثهم الكبير،فقد ادخلوا التخاريف الدينية في التاريخ المصرى مثلما فعلوا مع الاله خنوم مثلا وكذلك فكرة عبادة العجل سواء في الإسكندرية او غيرها.
وظهر منهم (علماء الفتنة) في كنف بطليموس الأول نفسه وهو اليهودى الكاهن الشهير (زد هير) وظهر في مدينة اتريب بنفوذ قوى مستمده من قوة بطليموس حاكم البلاد وكان يلقب بالمنقذ،وهو في حقيقة الامر وفى الأصل رجلا مدنيا وليس دينا نزح الى مصر وادخل المفاسد الكبيرة في العقيدة المصرية ونشر السحر والشعوذة والتخاريف الدينية للمصريين.
وقد فك رموز التمثال وشرحها العلامة عالم المصريات ميسو (دارسى) ويقول دارسى في بحثه بان التمثال يعتبر قطعه فنيه رائعه كما وان ما كتب عليها من نصوص تعتبر إضافة جديدة لمعلوماتنا عن الديانة المصرية القديمة؟؟.
والان اسال السيد دارسى نفسه هل كانت هذه النصوص مصرية خالصة لتضاف الى العقيدة المصرية القديمة الحقيقية ام انها تعاليم وتخاريف يهودية فى كنف العصر البطلمى الاول؟؟ وأيضا السؤال حتى ههنا اين كان الاهتمام أصلا من اليهود لفلسطين ارض الميعاد؟؟
والى لقاء مع المقال القادم ومواصلة الحديث

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوىسى