منوعات

المستشار القانونى مجدى رفاعى يكتب عن :القدماء المصريين أساس التوحيد بالله ..و أول من قالوها .. هل تعرف ذلك ؟ 2- 2

النصوص الدينية تعطي لقضية الوعي والثقافة اهتماما كبيراً لا يعدلـه أي اهتمام

في يوم 16 مارس، 2019 | بتوقيت 8:00 مساءً

تناولنا فى الحلقة السابقة  من هذا الموضوع ” لماذا نجد النزعة الدينة الوسطية فى دماء المصرين  تورث من الأجداد إلى الأبناء ” واليوم نستكمل هذه الموضع الهام  والذى سنتطرق فيه إلى ما نعانى منه الآن  .

وفللدين قيماً ومبادئ، ومقاصد وغايات، يجب أن تتوافر لدى الإنسان فإذا لم تتوفر للإنسان هذه القيم والوعي بهافبذلك يصبح تدين الإنسان مظاهر وممارسات قشرية فارغة تتلاعب بها الأهواء والظنون ونصبح ونمسى فى معنى حديث “رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الذى رواه الترمزى وضعفه الالبانى (فقد روى هذا الحديث الترمذي في سننه عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا. وقد ضعف الشيخالألباني إسناده في ضعيف الجامع الصغير، وكذا في تعليقه على مشكاة المصابيح، ويصح وقفه على ابن مسعود). فضعف الوعي بالدين يعرّض الإنسان لأحذ خطرين بليغين:

1- أما الانسلاخ من الدين، وخاصة حينما تعصف به الشبهات والتيارات المضادة، فلا يجد ما يعتصم به من وعي ومعرفة راسخة.

2- أو أن يُستغل باسم الدين من قبل زعامات مصلحيه، و قوىً انتهازيةتقوم على التضليل والاستغلال الديني والجهل وضعف الوعي والثقافة فينتج عن ذلك ان تتوافر الفرص لظواهر وممارسات العنف والارهاب الدموى البغيض الذى يدمر المجتمع وينتشر بسببه الفساد، فضمن كل دين أو مذهب قد تظهر وتنمو قوى ومراكز تستغل الدين لاستعباد الناس واستخدامهم، ورأينا حتى في عصرنا الحاضر كيف انبثقت جماعات وحركات منحرفة باسم الإسلام، دفعت أتباعها إلى أبشع الممارسات الإرهابية، والسلوكيات الرجعية المتخلفة التى دمرت دولا ومجتمعات ؛ إن الوعي الديني الصحيح والثقافة السليمة هو ضمانة الاستقامة، وتجاوز محاولات الاستغلال والتضليل.

وجاء في صحيح البخاري (كتاب المغازى) عن أبي عبد الرحمن عن علي ابن أبي طالب رضى الله عنه قال: بعث النبي “صلى الله عليه وسلم” سريةً ـ فرقة صغيرة من الجيش ـ فاستعمل عليها رجلاً من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب ـ ذات يوم ـ فقال: أليس أمركم النبي”صلى الله عليه وسلم” أن تطيعوني؟ قالوا: بلى قال: فاجمعوا لي حطباً، فجمعوا. فقال: أوقدوا ناراً، فأوقدوها. فقال: ادخلوها، فهمّوا وجعل بعضهم يمسك بعضاً، ويقولون: فررنا إلى النبي “صلى الله عليه وسلم”  من النار، فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه. فبلغ النبي “صلى الله عليه وسلم”  فقال: «لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف”.

إذاً فالثقافة والوعي لها تأثير كبير على حياة الإنسان في مختلف المجالات، وكلما كان الإنسان أكثر ثقافة ووعياً كانت حياته أرقى وأفضل، فهي ليست أمراً ترفيهاً كمالياً، لأن الإنسان تنطلق ممارساته ومواقفه من قناعاته وأفكاره،والثقافة الأفضل تنتج قناعات ورأياً أفضل، ينعكس على سلوك الإنسان وتصرفاته

فالنصوص الدينية تعطي لقضية الوعي والثقافة اهتماما كبيراً لا يعدلـه أي اهتمام، فالقرآن الكريم يقرر أن هناك فارقاً كبيرا لا ينكر بين العالمـين الواعين وغيرهم، ويتساءل على سبيل التقرير والإثبات ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (سورة الزمر الآية9).

 ويكفي أن نعلم أن أول آية نزلت من القرآن الكريم هي دعوة إلى الثقافة والوعي يقول تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(سورة العلق الآية1-5. 

إنها أمر بالقراءة أي الفهم والمعرفة، وإشادة بالقلم كأداة للعلم والتعليم ؛ كما ان هناك سورة أخرى باسم سورة القلم، يبدأها الله تعالى بالقسم بالقلم وما يخطه، في مجتمع كانت تسوده الأمية، ومن يستطيعون القـراءة والكتابة فيه عددهـم محدود جـداً، يقـول تعالى: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾”سورة القلم الآية1″.

فإدراك قيمة الوعي والثقافة، والاستجابة لتوجيهات الدين، يعني أن يهتم كل إنسان بتثقيف نفسه، وتحصيل أكبرمستوى من الوعي لذاته، خاصةً ونحن نعيش عصراً توفرت فيه وسائل العلم والمعرفة، وفرص التثقيف والوعي؛فالإنترنت مثلاً وهو من أهم إنجازات البشرية في هذا العصر يفتح أمام الإنسان آفاق العلم والمعرفة لمن يتطلبها، لكن المؤسف أن البعض يسيء الاستفادة من هذه الوسيلة الهامة، فيستخدمها في الاتجاهات السيئة.

فهيا معا نتعرف ونقرأ  لكى نتثقف من خلال هذه الدراسة فى الحلقات التالية ؛ راجيا من الله عز وجل ان نرفع الغمة التى صنعتها اليهودية وادعاتها بإن المصريين القدماء كانوا وثنيين ؛ فالى تلك الحلقات نعرف ونتعلم مع بعضا البعض فقال تعالى فى القران ” لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ” وعبّر بالأذن الواعية لأن السمع هو نافذة الإنسانية على أخبار التاريخ .

رابط الحلقة الأولى 

المستشار القانونى مجدى رفاعى يكتب عن :القدماء المصريين أساس التوحيد بالله ..و أول من قالوها .. هل تعرف ذلك ؟ 1- 2