آثار ومصرياتأخبارمنوعات

الباحث الاثارى والمرشد السياحى أحمد السنوسى يكتب لـ ” المحروسة نيوز” عن : بالإثبات فلسطين ليست ارض المعياد كما يدعى الإسرائيليين لأنفسهم(8)

في يوم 29 مارس، 2020 | بتوقيت 9:36 صباحًا

ََ. وفى هذا المقال نتحدث عن المملكة الثانية في تاريخ إسرائيل وهى المملكة الشمالية او ممكلة يهوذا،وهذا ما كتبوه هم وبانفسهم في تاريخهم وكتبهم،ومنها اتلتوراة على سبيل المثال لا الحصر.

مملكة إسرائيل الجنوبية: وهى المملكة التي قامت على سبطين فقط من اسباط بنى إسرائيل وهما سبطى يهوذا وبنيامين ولذلك عرفت أيضا باسم (ممكلة يهوذا) وكان اول ملوكها وكما هو معروف رحبعام بن سليمان وكانت عاصمتها (اورشليم) وكانت أكثر استقراراً من المملكة الشمالية.وكان السبب في ذلك يرجع الى صغر حجمها وقلة أهميتها وفقرها وكذلك بعدها عن الجيوش الغازية وفى هذه المملكة ظهر معظم انبياء بنى إسرائيل العدول،وفيها تم تدوين معظم نصوص العهد القديم ومنها كتب موسى الخمسة لانه في حقيقة الامر كانت في الفترات السابقة قد ضاعت التوراة منهم جميعا وهذا ما اقر به أيضا كاتب التوراة نفسه.

– وفى هذه المملكة تعاقب عليها 21 ملكا وتعرضت لغزوات كثيرة سواء من مملكة إسرائيل الشمالية او من الاشوريين. وفى التاريخ التوراتى نجده يقول بان هذه المملكة استمرت لمدة أربعة قرون كاملة ويزيد ولكننا في حقيقة الامر لو دققنا في الامر بدقة تاريخية نجد انها كانت فعلا اسما كمملكة ولكن فعليا اما مدمرة واما محتلة.فمثلا في عام 713 نجدها تعرضت لغزوات ومنها غزوة ملك اشور (سنحاريب) للصراع الاشورى المصرى على منطقة فلسطين،ولذلك قام الملك سنحاريب بغزو المملكة الشمالية وحطم هيكلها وشرد أهلها وأعمل القتل والسبي في أهلها وأخذهم سبياً إلى آشور وانتهى بذلك ذكر المملكة الشمالية تماما.

وهذا ما نجده أيضا مكتوبا في التوراة بالتدقيق ولكنهم يصرون على الخطا وبانه هناك مملكة كانت تسمى مملكة السامرة حتى بعد تدميرها في غزوة الملك سنحاريب،ولكن ماذا نقول في تاريخ إسرائيل المغلوط،ولكننا بصفة عامة نقول بكل صدق وامانة بانه بعد غزوة الملك سنحاريب لم يبقى للملكة الشمالية اية وجود على الاطلاق.

فبكل المواثيق والاثار التاريخية لم تقم مملكتى إسرائيل بجميع المقاييس سوى لمدة 200 عاما فقط في عرف التاريخ،فاين هنا المملكتين الذين تكلموا عنهما كثيرا في العصر الحديث؟؟ ونتابع الان ماذا حدث لإسرائيل بعد تدمير مملكة الشمال على يد الملك سنحاريب!!.

– فبعد تدمير مملكة إسرائيل الشمالية بقيت مملكة الجنوب يهوذا فترة من الزمان تحت التهديد الاشورى واجبارهم على دفع الجزية حتى لا يتم تدميرهم مثلما حدث مع ذويهم في الشمال.ويقول كاتب التوارة في ذلك بالنص ((رفضت ممكلة يهوذا دفع الجزية للملك سنحاريب للفقر الكبير في مملكتهم وان الملك سنحاريب شتم اله مدينة أورشليم فارسل الله الملاك فقتل 850 الف من الجيش الاشوري

فعادوا ادراجهم ولم يحاولوا اسقاط مملكة يهودية)) وهنا نتعجب ونسال كاتب التوراة لماذا لم يفعل نفس الاله نفس الامر مع مملكة الشمال مثلا؟؟

– وبعد سقوط ممكلة اشور ظهر البابليون والصراع البابلى المصرى على المنطقة حتى ظهر الملك البابلى العظيم (نبوخ نصر) في

عام 586 ق.م.وحاصر مدينة اورشليم ودخل المدينة ودمر هيكلها وسبى عددا من اليهود بالالاف وكان هذا هو التدمير الثانى تاريخيا لهيكل او معبد سليمان حيث كانت المرة الأولى وكما عرفنا عن طريق الملك المصرى شيشانق.المهم في هذه الغزوة البابلية الشرسة تم تدمير وانهاء أيضا ممكلة يهوذا وكان من بين الاسرى نبيهم الشهير (اسرا) والذى كتب كتبه الخمسة في الاسر البابلى حتى تم العفو عنهم وعودتهم محطمين مرة أخرى الى منطقىة القدس الخربة المهدمة الاسوار والبيوت وهذا هو (الاسر البابلى) والذى كتب عنه أيضا في التوراة،واسبابها الدينية معروفة ولكننا لن نتوغل في الأسباب الدينية.

– وبعد هذا الاسر البابلى نسال علماء التاريخ في إسرائيل وحضارتهم المزعومة الكاذبة باسم حضارة ايلات ثم مملكتى إسرائيل،اين ههنا مملكتى إسرائيل او حتى ممكلة يهوذا وهاهو التاريخ امامكم وكما كتبتم بانفسكم ذلك؟؟ فلا تدعون كذبا بانه بعد الاسر البابلى كان لديكم مملكة على الاطلاق،اما مسميات المملكتين فهى في خلدكم فقط وليس في صحيح التاريخ ولا حتى في صحيح الاثار وكما نوهنا من قبل عن اثار مملكة الشمال.

– وبعد الاسر البابلى ظهرت كتب اسرا (الكتب الخمسة والتبشير بتدمير بنى إسرائيل مرة أخرى) وقص عليهم تاريخهم الكامل وان لهم عودة في اخر الزمان وستكون القدس عاصمة لهم ولكن لن تستمر مملكتهم طويلا لفسادهم وافسادهم في الأرض مرة أخرى) 

– وهنا نؤكد مرة أخرى بانه بعد الغزو والاسر البابلى لاكثر من خمسون عاما انتهى تاريخ بنى إسرائيل في ارض فلطسين،حتى عندما تم فك اسرهم والعودة الى فلسطين فى العهد الفارسى لم يكن لهم لا مملكة الشمال ولا مملكة الجنوب،حتى ظهور الفرس وقوة الفرس على الخرطية العالمية،وتحريرهم والسماح لهم مرة أخرى بالعودة الى فلسطين.

– اليهود تحت حكم الفرس: بعد احتلال الفرس لبابل سمح ملكهم كورش (سيروس كما يطلق عليه مؤرخي اليهود) لليهود بالعودة إلى فلسطين لكن الغالبية منهم فضلت البقاء في بابل وقد لاقى اليهود على يد الفرس معاملة حسنة لأنهم كانوا أعداء البابليين وغدت يهوذا ولاية من ولايات الفرس حتى سنة 332 ق.م، حيث انتقلت إلى ملك الاسكندر المقدوني بعد أن هزم الفرس واحتل سورية وفلسطين.

وسمح هذا الملك لليهود الذين كانوا في بابل بالرجوع إلى القدس،وقد كان محرما عليهم من قبل أن يذهبوا إليها أثناء حكم البابليين.وقد كان اليهود بعد مضي عشرات السنين على إقامتهم في بابل قد تكاثروا وازدادوا أضعاف عددهم فلم يعد منهم إلى فلسطين ألا العدد القليل وكان بحدود اثنين وأربعين ألفا،أما الغالبية العظمى فلم تهاجر لان بابل وقتها كانت عاصمة الثروة والرفاهية الاقتصادية وكانت مكانا للحضارة والترف ولذلك آثر اليهود البقاء فيها لرعاية مصالحهم وثرواتهم،وهذا يسمى في التاريخ بانهم رفضوا العودة الى فلسطين،ولنا مع هذه النقطة وقفة كاملة باختصار شديد،وذلك في المقال القادم باذن الله

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى