أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

الباحث الاثارى والمرشد السياحى “احمد السنوسى” يواصل كتابته عن : بالإثبات فلسطين ليست ارض المعياد كما يدعى الإسرائيليين لأنفسهم…(7)

في يوم 25 مارس، 2020 | بتوقيت 8:46 صباحًا

.. ونمشيا مع كتب إسرائيل بعد السرد السابق في المقالات السابقة نتوقف عند نقطية هامة والتي كتبوهخا بايدهم هم وليس اى شخصا اخر وهو عهودالمولك الأول والثانى.

-عهد الملوك الأول (1095-975 ق.م): وهنا ظهر حقا وتاريخيا اول مملكة في إسرائيل والتي أسسها طالوت او شاؤول وسميت (مملكة إسرائيل) ولكن نسال انفسنا ماهى حدود هذه المملكة؟؟ ثم سؤال اخر هل حقا كان طالوت اول ملكا ام المؤسس الفعلى لها النبى الملك داوود عليه السلام؟؟ ومن المعروف بان داوود قتل جالوت وهو شاب فزوجه طالوت ابنته وصار ملكاً عليهم وحكم فيهم بشرع الله في توراة موسى عليه السلام،وظهرت على يديه المعجزات المتتاليات منها تسبيح الجبال والطيور معه عندما كان يقرأ كتب المواعظ التي أنزلت عليه المزامير.

ومن الناحية السياسية قام داوود بدعم القبائل او الاسباط الاثنى عشر وحولها الى ممكلة متحدة وعاصمتها (ايلياء او اورشليم) وهى تعنى مدينة السلام (اور شاليم = ميدنة السلام) وهنا رغبت فصائل القبائل الكنعانية صد كل هذا فحاربهم داوود وهزم المؤابيين والعمونيين والادوميين،وهنا ظهرت لأول مرة في التاريخ مملكة إسرائيل.وبعد موته خلفه ابنه الملك النبى سليمان عليه السلام وقصته الشهيرة مع مملكة سبا،وهكذا اصبحت مدن كنعان كاملة في سلام ولا حروب على الاطلاق لأول مرة في تاريخ الأرض.ولكن بعد موت سليمان تبدل الامر تماما،وتفرقت بنى إسرائيل بل اصبحوا اشد شراسة وجبروت والسبب أيضا الفصيل من ابناء صهيون والرغبة العالمية المحاربة والمدمرة وليست المسالمة والمحبة للبشر،وكما علمهم داوود وسليمان عليهما السلام.وبموت سيدنا سليمان عليه السلام انتهى عهد الملوك الأول وبداية عهد الملوك الثانى

2-عهد الملوك الثانى (975-135 ق.م): بعد وفاة سليمان أعلن ابنه (رحبعام) نفسه ملكاً على بني إسرائيل ففاوضوه لتخفيف الأوامر 

والأحكام التي جاء بها سليمان.وعندما رفض رحبعام ذلك تركه غالبية اليهود وبايعوا يربعام بن نباط ولم يبايعه سوى سبطا يهوذا و بنيامين،الذين كانا يقيمان في منطقة أورشليم وما حولها إلى جنوب فلسطين،هكذا انقسمت مملكة إسرائيل إلى مملكتين.

ومن المعروف بان رحبعام هو ابن الملك النبى سليمان ومعنى اسمه (رحبعام = الشعب يتسع) وقد استمع له وايده سبطين فقط من بنى إسرائيل وهم سبطى (يهوذا وبنيامين) اما باقى الاسباط العشرة فكانت ضده لانه مثل ابيه مناديا بالسلام والسلام الاجتماعى وهذا ما اغضب منه باقى الاسباط وجعلوا ملكهم (يربعام بن نابط) وكان هذا الانقسام من الناحية السياسة هو رغبتهم في القوة وتسيد مملكة مصر وباقى مدن فلسطين.

ولذلك قام رحبعام بمقاتلتهم حتى لا يسببوا اية مشاكل مع مناطق الجوار ولكن بقية الاسباط تحدته تماما،بل من الناحية الاجتماعية بدا هؤلاء الاسباط العشرة في عمل الرزيلة ومنها الشذوذ على سبيل المثال واعلنوا الحرب على مصر وحقوقهم التاريخية في مصر.

وكان ذلك في العام الخامس من حكم رحبعام او العام الثانى من حكم يربعام بن نابط،وهذا ما دفع ملك مصر آنذاك وهو (شيشانق) من الاسرة 22 والتي تعرف بالاسرة الليبية بغزو فلطسين ونهب خزائن هيكل سليمان وجميع الذهب التي كانت من عهد سليمان،ونجد هذا اثريا على الحائط الجنوبى الخارجي من البيلون الثانى في معبد الكرنك،وكانت هزيمة منكرة لمملكة إسرائيل.

ومن ناحية أخرى تاريخية لابد بان نعترف بان الملك رحبعام لم يكن من انصار تحدى مصر ولكنه مع سبطيه كانوا اضعف ما يكونوا ولم يستطيعوا تحدى الاسباط العشرة الأخرى ولم يشارك أيضا في هذه الحرب.وهنا اتهمه الاسباط العشرة بعدم المساعدة وهو احد أسباب هذه الهزيمة واخذ في اصلاح هيكل سليمان الذى لم يمضى على بنائه سوى عشرون عاما فقط.وهذا كان باختصار شديد السبب الرئيسى لملك مصر شيشانق بدخول فلطسين وهزيمة اسباط بنى إسرائيل العشرة.وهكذا انقسمت إسرائيل الى مملكتين شمالية و جنوبية بالرغم من مناشدة رحبعام بعدم الانفصال ولكن باقى الاسباط كانوا في عناد شديد معه وهكذا انقسمت بنى إسرائيل.وتوفى رحبعام ودفن مع ابائه فى مدينة داوود.

ملحوظة هامة: مدينة داوود هي فعلا مدينة في داخل القدس وقد بناها داوود عليه السلام،وهو موقع اثرى الان في القدس الشرقية وكان يوجد بها قصر الملك داوود وسليمان،وليس ببعيد عنها معبد هيكل سليمان والذى تم تخريبه لأول مرة على يد الملك المصرى شيشانق.ثم ناتى بعد ذلك لدراسة مملكتى إسرائيل ولنثبت بالحق التاريخى بانه هذه المملكة او المملكتين لم يستمرا سوى 200 عىما فقط في عرف التاريخ والاثار،بل نجد فى ذلك تاكيدا كاملا ومن واقع ما كتبوه هم عن المملكتين وفى عهد الملوك الأول والثانى.

اولا-مملكة إسرائيل الشمالية:عندما قامت اسباط بنى إسرائيل بتحدى ابن الملك سليمان والانفصال عنه عن طريق عشرة اسباط كاملة اتخذوا الشمال مقرا لهم وعرفت باسم (مملكة إسرائيل الشمالية او مملكة افرايم او مملكة السامرة) وهى المملكة التي تكونت من عشرة اسباط من بنى إسرائيل وكان اول ملك عليهم هو (يربعام بن نابط) وهنا تم تأسيس اول مركز دينى خاص بهم ولا دخل لهم بسبطى يهوذا وبنيامين الموالين لرحبعام،وأقيم هذا المركز في منطقة أيل،وكانت ممكلة ثرية بالفعل.واستمرت هذه المملكة لما يقرب من قرنين فقط من الزمان ثم تلاشت تماما (920- 720 ق.م)

ولكن هذه المملكة في حقيقة الامر لثرائها زادت فيها الفاحشة والفجور وليس معها تعاليم سليمان وداوود ولذلك الفت في مركزها الدينى ما يعرف باسم (توراة موسى) وهى عن توراة موسى والوصايا العشرة ببعيد.ومن ناحية أخرى سياسية فعيونهم على القدس او منطقة اورشليم والتي في يد المملكة الجنوبية،بخلاف غرورهم ورغبتهم في شن حروب مع مناطق الجوار مثل مناطق كنعان ومناطق الشعب الفلستى.

ولم يكن لملوكها سياسة خارجية واضحة،وكانت غير مستقرة سياسياً،وكثيرا من ملوكهم ماتوا عن طريق العنف او القتل،بخلاف ملوك

اخرين استمروا في الحكم اقل من عاميين،وهذا كله مدون عندهم في التوراة وفى سفر الملوك.بل بداوا يسببون المشاكل ليس فقط مع مملكة الجنوب بل مع مناطق الجوار بل تجراوا على منطقة اشور نفسها مما دفع الملك الاشورى (تجلات بلاسر الثالث) من غزو مناطقهم واحتلالها وتدميرها

اما من الناحية الاثرية ولتكذيب ما يسمى حضارة ايلات،فان الحقيقة الكاملة بانه لا يوجد دلائل اثرية الان لما يعرف باسم مملكة إسرائيل الشمالية غير بعض الاثار التي وجدت بالقرب من قرية (سبسطية) والتي يقال عنها بانها كانت منطقة السامرة عاصمة إسرائيل الشمالية وبخلاف ذلك لا يوجد اى اثار على الاطلاق.

الى لقاء مع المقال القادم والغ؟ حديث عن المملكة الجنوبية

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى

   

مقالات ذات صلة