المنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

الكاتب الصحفى والأديب ” محمود الجمل” يكتب لــ” المحروسة نيوز ” عن : ابوهشيمه.. لماذا الآن؟

في يوم 9 مارس، 2020 | بتوقيت 5:10 مساءً

فجأة.. انقسمت المدينة إلى فسطاطين. الأول يؤيد وبشدة فكرة ترشح رجل الأعمال الشهير احمد ابوهشيمه  في الانتخابات البرلمانية القادمة على احد المقاعد الفردية المخصصة لمحافظة السويس. ورأي المؤيدون لفكرة الترشح  انه اولا من حيث الوضع القانوني لايوجد قيد على قيام الرجل بتقديم أوراق ترشحه بالسويس لأن الترشح للمجالس النيابية لايشترط ان يكون المتقدم للترشيح من أبناء المحافظة.

 ثانيا رأي المؤيدون ان المدينة مفتقدة للعديد من الخدمات وان وجود رجل أعمال ثقيل الوزن مثل ابوهشيمه بإمكانه انجاز  قائمة طويلة من الأحتياجات المسلحة وخاصة بالقطاع الريفي الذي يعاني معظم ساكنيه من تدني الخدمات وانشغال أجهزة المحافظة بأعمال الجباية وبالتسعير المبالغ فيه لأسعار الأراضي والبطء في تنفيذ أعمال البنية الأساسية لمعظم قري القطاع.

ورأي هؤلاء انه رغم بروز العديد من الأسماء من أبناء القطاع  والحديث عن أن هؤلاء سوف تضمهم قوائم الترشيح في الأنتخابات البرلمانية القادمة الا ان ايا منهم لم يقدم خدمة لوجستية حقيقية على الأرض بإستثناء حقائب الطعام التي يجري توزيعها مع كل رمضان مع بعض الأغطية مع بداية كل شتاء.

أيضا المؤيدون لفكرة ترشح ابوهشيمه رأوا ان الرجل قد يتيح فرص تشغيل ممتازه في مصانعه لمئات من ابناء المحافظة مثله مثل محمد ابوالعينين  الذي اتاح آلاف الفرص لابناء  دائرة الجيزة الانتخابية ومثل محمود فريد خميس الذي كان يعتمد في نجاحه على أصوات العاملين بمصانع النساجون الشرقيون بالعاشر من رمضان.

الذين ايدوا معظمهم نظر للمسألة من زاوية تحقيق المصلحة العامه وبعضهم قلل من الدور الحالي للنواب وأنهم لم يكونوا فاعلين بالقدر الكافي وانه بعد مرور أربعة  أعوام من عمر المجلس لاتزال قائمة طويلة من احتياجات ابناء المحافظة قيد الانتظار.

وبالتالي يرى هؤلاء ان الأداء النيابي المقتصر على تقديم أسئلة وطلبات احاطة وحتى استجوابات هو في النهاية نشاط شكلي قد يضخم من أجندة النائب لكنه لايحقق إضافة فعلية لمدينة لاتزال معظم شوارعها وكأنها خارجة من نكسة ٦٧.

الرافضون لفكرة الترشح  رأوا ان السويس اكبر من أن تمنح احد مقاعدها النيابية لمرشح قادم من خارجها ايا كانت قدراته المالية وان الرجل لو كان يرغب في تقديم الدعم للمحافظة وابنائها فعليه ان يقدمه بلاشروط وبلامقابل. وبالغ الرافضون في صياغة ردود أفعالهم  بمنطق ” ناكلها بدقه ولا ابوهشيمه يترشح عندنا” .

 ده باعتبار ان الرجل قد قرر بشكل نهائي الترشح على احد مقاعد مدينتنا وان مقاومته صارت فرض عين وعلى الجميع امتشاق السيوف وجلب الدروع وتجهيز المتاريس وأما النصر او الشهادة في مواجهة أمير الغزاة.

ورأي البعض ان الرجل الذي يجلس في مؤتمرات الدولة الرسمية في الصف الأول قد قرر القدوم للمدينة لمقاومة نجومها المحلية الساطعة. “ليه و بأي أمارة.. مش عارف”.

الحقيقة غير القابلة للغو ان  حزب ” الشعب الجمهوري” بعد انتخاب ابوهشيمه نائبا لرئيسه رجل الأعمال “حازم عمر”  أصبح مقبلا على حركة بعث جديدة سوف تدفع  به في مصاف الأحزاب الكبرى بجوار مستقبل وطن والوفد  والمصريين الأحرار والحرية المصري. وان حركة كبيرة سوف تتم خلال الأسابيع القادمة من أجل تشكيل أمانات بالمحافظات قادرة على استيعاب آلاف الكوادر التي لم تستوعبها تشكيلات الأحزاب الحالية والذين ظلوا في حالة انتظار. هؤلاء سوف يتم استيعابهم في تشكيلات حزب الشعب الجمهوري والذي يملك في البرلمان الحالي كتله نيابية مكونة من “١٣ نائبا”  متفوقا على حزب النور الذي لم ينجح له في الأنتخابات الماضية سوي “١١ نائبا”.

وبالتالي حتى في حالة عدم ترشح ابوهشيمه على احد المقاعد الفردية بالسويس فالفرصه قائمة لتقديم وجه جديد قادر على المنافسة من ابناء الحزب ومن ابناء السويس ابا عن جد. والطبع سوف يجد هذا المرشح السويسي المتميز صاحب المشروع الحضاري والرؤية الثاقبة دعما مميزا  من الحزب ويبقى فقط أن ينتفض ابناء المدينة غير الراضين عن أداء النواب بعضهم او كلهم من أجل إنجاح هذا الوجه الجديد وان يكف البعض عن ترديد مقولة ” اذهب انت وربك فقاتلا انا هنا قاعدون”.

طبعا لن أشير لترهات البعض وسوف أتجاوز عن عثرات بعض المتعجلين وقضاة الأحكام السريعة وسوف اكتفي بأن معظمهم في النار الا اذا تابوا واصلحوا.

واشيد بصديقي العزيز  “هاني النوري” عضو هيئة مكتب حزب مستقبل وطن بالسويس والذي هاتفني مستفسرا عن فكرة ترشح ابوهشيمه  واجرينا معا حوارا حضاريا يليق بالعقلاء الذين اكتشفت انهم قلة هذه الأيام.

مقالات ذات صلة