أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الدكتور ” سعيد البطوطى ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز” عن : 25 يناير عيداً لبطولات الشرطة المصرية

في يوم 24 يناير، 2020 | بتوقيت 4:57 مساءً

غدا السبت 25 يناير 2020 يوافق عيد الشرطة المصرية الثامن والستين، والذي هو تخليداً لذكري موقعة الإسماعيلية التي راح ضحيتها خمسون شهيداً وثمانون جريحاً من رجال الشرطة المصرية الأبطال علي يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير من عام 1952م بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي وظلوا يدافعوا عنها باستبسال حتى استشهدوا … 

في هذا اليوم من عام 2011، الذى اختير بعناية من أجل الطمس التاريخى المتعمد لمناسبة تجسد أسطورة من أساطير النضال المصرى ضد المحتل الإنجليزي، انطلقت قوافل الفوضى من أجل توجيه العقاب الجماعي والعشوائى للشرطة المصرية، كما لو كان الهدم من الممكن أن يكون وسيلة للتقويم !!!

مستحيل أن يكون الهدم وسيلة للتقويم والإصلاح …

طوابير الفوضى خرجت فى طريقها لاستهداف كل ما يمثل الشرطة حجرا كان أو بشرًا وكذا السجون !!!

كان الهدف هو هدم خط الدفاع الأول من أجل تحقيق ما يلى:

– تعطيل أداة إنفاذ القانون من أجل إرساء قواعد الفوضى وفرضها أمرًا واقعًا. 

– تفريغ الدولة من مظاهر وجودها تمهيدا لإحلال الكيانات الثورية باعتبارها صالحة للإدارة محل مؤسسات الدولة الرسمية.

– استدراج الجيش لمهمة إنقاذ اضطرارية بعد أن تم إخراج الشرطة قسرًا من الخدمة، من أجل حصاره فى نفس مرمى استهداف الشرطة لتحقيق السقوط الكامل للدولة.

– الإيحاء والخداع بوجود قدرة شعبية للقيام بمهام الدولة من خلال ما سمى باللجان الشعبية لتسفيه فكرة الدولة فى ذهنية المواطن وأنه يمكن استبدالها بكيانات عُرفية.

قادة الفوضى لم يكتفوا بحرب الشوارع التى انطلقت نحو الشرطة باستخدام الأسلحة النارية وبأسلوب الحرق المتعمد لمركباتها ومنشآتها، بل راحوا يصفون السلوك الإنسانى الفطرى لضباطها وجنودها بالهروب من الخطر بوازع غريزة البقاء بأنه عملية انسحاب منظمة، من أجل التعتيم على جريمة التعدى والإتلاف والحرق، ومن أجل قطع الطريق على أى تعاطف مع الشرطة التى تم تصويرها أنها تخلت عن واجبها الدستورى، وكذلك من أجل إطالة المدى الزمنى المحتمل لعودة الشرطة لمواقعها قبل أن تتمكن الفوضى من احتلال كيان الدولة.

ما حدث فى يناير 2011 كان مخططا لعملية فوضى انشطارية مستدامة لتقويض الدولة ومن ثم إسقاطها، والذي سبقته عملية استهداف طالت الشرطة حقوقيا وإعلاميا من خلال رصد لحظى لبعض التجاوزات وتضخيمها وفرضها على الرأى العام كما لو كانت منهجا ثابتا لوزارة الداخلية إيذاءً للمواطنين واستعلاءً عليهم. 

لقد كان الهدف هو تحويل صورة الشرطة فى الذهنية العامة للمواطنين من فكرة النظام إلى فكرة التنظيم الذى يستهدف الشعب المصري ويسيء معاملته، وقد نجحوا في ذلك للأسف في بداية الأمر ،،، ولكن سرعان ما تبدلت الأمور وتم التصحيح السريع بعد فترة قاتمة من حكم الإخوان أراد الله أن يقصر أجلها، فكانت 30 يونيو من عام 2013، وبعد أن كانت الشرطة هدفًا ثوريا فى 2011، أصبحت هي ذاتها تتحصن بالوعى الشعبى وأصبحت فى طليعة أدوات الدولة لحماية إرادة الشعب، فظهر المشهد الأسطورى لضباط شرطة محمولين على الأعناق فى ميدان التحرير يوم 30 يونيو من عام 2013، بعد أن فاق الكثيرون من الشعب المصري وتفطنوا للحقيقة ..

 كل عام وشرطة مصر المليئة بالشرفاء وذوي الضمير الحي بخير وسلام ….

كاتب المقال 

الدكتور سعيد البطوطى 

أستاذ إقتصاديات السياحة بجامعة فرانكفورت بألمانيا 

عضو المجلس الإقتصادى بمنظمة السياحة العالمية 

مقالات ذات صلة