علمت «المحروسة نيوز» أن مفاوضات متقدمة تُجرى حاليًا، يقودها البنك الأهلي المصري – أكبر بنك حكومي في مصر من حيث حجم الأصول – لترتيب قرض مشترك بقيمة 120 مليون دولار، يُخصص لتمويل أعمال تطوير فندق شبرد التاريخي بوسط القاهرة.
تحالف مصرفي لتمويل المشروع
وبحسب مصادر مطلعة، فإن القرض موجه لصالح شركة الشريف للفنادق والسياحة التابعة لـمجموعة الشريف القابضة السعودية، في إطار تحالف مصرفي يضم إلى جانب البنك الأهلي المصري كلاً من البنك العربي الأفريقي الدولي والمصرف المتحد.
فائدة مدعومة ضمن مبادرة الدولة
وأوضحت المصادر أن القرض سيتم وفق مبادرة الدولة لدعم الاستثمار الفندقي بفائدة مدعومة، على أن يُوجَّه التمويل بشكل أساسي إلى أعمال التشطيبات النهائية، تمهيدًا لافتتاح الفندق في يوليو 2027.
269 غرفة وإدارة عالمية
ومن المقرر أن يضم الفندق، الذي تتولى إدارته مجموعة «ماندارين أورينتال» العالمية، نحو 269 غرفة فندقية بعد الانتهاء من أعمال التطوير، بما يعيد للفندق مكانته كأحد أيقونات الضيافة الفاخرة في قلب العاصمة.
الشريف القابضة توقع عقد تمويل مع البنك الأهلي بقيمة 978.2 مليون جنيه لإحياء فندق شبرد القاهرة
«الأهلى المصرى» يوقع عقد تمويل مع شركة سعودية لإحياء فندق شبرد القاهرة
من الأزبكية إلى جاردن سيتي.. تاريخ حافل
يُعد فندق شبرد من أعرق الفنادق التاريخية في مصر؛ إذ كان مقره الأصلي في حي الأزبكية قبل أن يتعرض للتدمير الكامل خلال حريق القاهرة عام 1952.
وفي عام 1957، قررت الحكومة المصرية إعادة بنائه، مع نقل موقعه إلى منطقة جاردن سيتي على ضفاف نهر النيل، حيث افتُتح المبنى الجديد وضم آنذاك 302 غرفة فندقية وعددًا كبيرًا من القاعات.
إغلاق ثم عودة للاستثمار
وفي عام 2013، قررت الشركة القابضة للسياحة والفنادق إغلاق الفندق نهائيًا، قبل أن تطرحه في مناقصة عالمية فازت بها مجموعة الشريف السعودية عام 2020.
وكانت المجموعة قد حصلت في عام 2021 على تمويل يقارب 978 مليون جنيه من البنك الأهلي المصري لبدء أعمال التجديد.
شراكة طويلة الأجل
وتبلغ مدة التعاقد بين الجانب المصري ومجموعة الشريف نحو 35 عامًا، يحصل خلالها المستثمر السعودي على 69% من صافي أرباح التشغيل لمدة 10 سنوات، ثم 60% حتى نهاية مدة التعاقد.
تطوير بمعايير عالمية
وتأتي أعمال تطوير فندق شبرد في إطار خطة الدولة للارتقاء بمستوى الفنادق المصرية لتواكب نظيراتها العالمية، حيث طبقت وزارة السياحة والآثار المعايير الجديدة للتصنيف الفندقي، التي أُعدت بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية وغرفة المنشآت الفندقية.
وبالتوازي، وقعت وزارة قطاع الأعمال العام عقد إدارة وتشغيل الفندق التاريخي ورفع تصنيفه إلى 5 نجوم، بتكلفة استثمارية تُقدر بنحو 1.4 مليار جنيه، على أن تتولى ماندارين أورينتال إدارة الفندق بعد افتتاحه.
تفاصيل عقد التطوير
وينص العقد الموقع في مارس 2020 بين الشركة المصرية للسياحة والفنادق «إيجوث» المالكة للفندق، ومجموعة الشريف القابضة، على تنفيذ أعمال التطوير وفق مواصفات عالمية تراعي القيمة التاريخية والثقافية للفندق.
وتشمل الأعمال:
-
إضافة غرف فندقية جديدة
-
إنشاء مطاعم وخدمات متخصصة
-
حمام سباحة جديد
-
زيادة الطاقة الفندقية عبر مبنى ملحق بنفس ارتفاع الفندق الحالي
أسطورة ضيافة عمرها قرنان
تعود قصة الفندق إلى صمويل شبرد، الذي شيد الفندق في بدايته باسم «الفندق البريطاني» ليكون محطة رئيسية للسائحين في طريقهم إلى الهند، قبل أن يشتريه لاحقًا ويُطلق عليه اسمه.
وشهد الفندق عصره الذهبي في القرن التاسع عشر، واستضاف شخصيات عالمية بارزة، من بينهم:
-
الإمبراطورة الفرنسية أوجيني
-
الملك فيصل الأول
-
ونستون تشرشل
-
تيودور روزفلت
كما كان مقرًا لزعماء مصر، مثل الملك فؤاد الأول والملك فاروق، والزعيمين سعد زغلول ومصطفى النحاس، واتُّخذ مقرًا لقيادة الحلفاء خلال الحربين العالميتين.
سعيد جمال الدين
