
كتبت هاجر عبد العليم
في كل إنسان قبسٌ من نور، وشرارةٌ صغيرة تختبئ خلف تعب الأيام، تنتظر لحظة صدق لتشتعل. وما خُلقنا لنمضي في الحياة كظلٍ باهت، ولا لنقف عند أول عثرة تهزّ الطريق… بل خُلقنا لنترك أثرًا، ونرفع رؤوسنا عاليًا حيث تقيم الأحلام.
إن أكثر لحظات الإنسان حسمًا تلك التي يقرر فيها أن ينهض… أن يقف رغم الألم، رغم الصدمات، رغم تخاذل من حوله. فالعظماء لم يولدوا عظماء، لكنهم امتلكوا هذه اللحظة الفارقة: لحظة “لن أستسلم”.
يقول الله تعالى:
﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾
وكأن الآية تخبرك: اتخذ الخطوة… والباقي على ربٍّ كريم لا يخيّب ظنّ عبدٍ صدق في سعيه.
لا تنتظر الظروف المثالية، ولا الناس المثاليين، ولا الطرق المعبَّدة… الطريق يُفتح حين تخطو، والقوة تأتي حين تبدأ. وكل تأخير تستسلم فيه للخوف هو تأخيرٌ لنسخة أعظم من نفسك.
اسأل نفسك كل صباح:
ما الذي يمنعك؟
من قال إنك لا تستطيع؟
من أخبرك أن حلمك أكبر منك؟
أنت لا تعرف قدر قوتك حتى تُختَبَر… ولا تعرف حقيقة نفسك حتى تُدفَع إلى الحافة، وهناك فقط تكتشف أنك قادر على الطيران.
أنت لست ضعيفًا؛ أنت غير مُجرَّب.
ولست متأخرًا؛ أنت فقط تستعد.
ولست وحدك؛ معك ربٌ يقول: “ادعوني أستجب لكم”.
امضِ في طريقك، حتى إن بدوت وحدك. فالرياح التي تعاكسك اليوم هي نفسها التي سترفع أشرعتك غدًا. وكل صعودٍ مؤلم هو بداية لقمة جديدة تنتظرك أن تصل.
انهض…
ليس لأن الحياة سهلة، بل لأنك أقوى مما تظن.
انهض…
لأن الله لا يضع في قلبك حلمًا إلا وفي قدرته أن يحققه لك.
انهض…
فالعالم يحتاج لصوتك، لخطوتك، لصبرك، لقصتك.
واذكر دائمًا:
من سار على الدرب وصل…. ومن توكل على الله نال



