
كتبت هاجر عبد العليم
الأيام الماضية كانت اخبار عديدة عن ظاهرة التحرش في المدارس والأماكن العامة ووصلت الي الاغتصاب ولم تكن ده نهاية فقط بل وصلت إلي موت بعض الأطفال مثل الطفله ايسل التي تم الاعتداء عليها في حمام السباحة والطفلة من الصعقة توفت وتوقف قلبها ،لذلك لزم علي الإعلام والأسرة والمجتمع أن يقوم بتوعية الاطفال والأهل في كيفية الحفاظ علي الأبناء من ظاهرة التحرش ونوعي الاطفال أنهم يتعلموا أن يفصحوا عن اعتداء وتحرش يتعرضوا له من شخص سواء غريب او قريب ولذلك اخذنا راي الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين ،ورأي حسين الظايط الاستاذ المحامي بالاستئناف العالي و مجلس الدولة اليكم التقرير التالي
راي الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين وقالت بعد حادث الاعتداء المشين على أطفال مدرسة سيدز الدولية وتكرار حوادث التحرش في المدارس والحضانات هناك علامات جسدية وسلوكية قد تدل على تعرض الطفل للضرب أو التحرش في الحضانة، تشمل تغيرات مفاجئة في سلوك الطفل كالعصبية أو الخوف الشديد، والرفض القاطع للذهاب إلى الحضانة، والكوابيس أو مشاكل النوم، وإصابات جسدية غير مبررة مثل الكدمات أو الجروح. كما قد يظهر خوف من شخص معين، أو تجنب التغيير أو الاستحمام.
علامات جسدية:
إصابات غير مبررة: كدمات، جروح، حروق، أو خدوش في أماكن غير معتادة، خاصة حول الرسغين، الذراعين، الأرداف، الرقبة، والكتفين ؛ أيضا علامات مريبة مثل علامات العض، أو كدمات على العينين ؛ أعراض جسدية أخرى مثل آلام في الأعضاء التناسلية أو في الجسم دون سبب عضوي.
علامات سلوكية
تغيرات في السلوك العام مثل العدوانية الزائدة، العصبية، الاكتئاب، أو الانطواء؛ الخوف والقلق ؛خوف غير مبرر من الذهاب للحضانة، أو الخوف من أشخاص أو أماكن معينة بالإضافة إلي مشاكل النوم كوابيس متكررة، أو صعوبة في النوم، أو التبول اللاإرادي تغيرات في الشهية ؛ فقدان أو زيادة ملحوظة في الشهية.
وهناك علامات أخرى تدل علي تعرض طفلك للتحرش في المدرسة مثل الانسحاب الاجتماعي ؛ قلة الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، أو تجنب الآخرين ؛ بالإضافة إلي سلوكيات غير طبيعية قد يُظهر الطفل اهتمامًا أو سلوكًا جنسيًا غير مناسب لسنه.
ما يجب عليك فعله:
اهتم وتحدث مع طفلك: تحدث معه بهدوء واستمع إليه دون ضغط، وأظهر له الدعم.
لا تتجاهل الأمر: تحقق من جسد طفلك بانتظام للبحث عن أي إصابات.
احفظ الهدوء: تحكم في رد فعلك ولا تظهر الصدمة أو الغضب أمام طفلك.
ــــ_ـــــــــ
بعد انتشار حوادث التحرش في هذة الفترة بات أمراً ضرورياً حماية المدارس ؛ وتتطلب حماية المدارس من تحرش المدرسين والعمال اتباع نهج شامل ومتعدد الجوانب يشمل السياسات الصارمة، والتدريب المستمر، وتعزيز التواصل المفتوح، وإجراءات الإبلاغ الواضحة.
سياسات عدم التسامح مطلقاً
يجب أن تتبنى المدارس سياسات واضحة وصارمة بشأن التحرش، تنص على عدم التسامح مطلقاً مع أي شكل من أشكال التحرش أو سوء المعاملة، وتحديد العواقب الوخيمة للمخالفين، بما في ذلك الفصل والإبلاغ للسلطات الأمنية ؛ فضلا عن إجراءات توظيف صارمة تطبيق عمليات فحص دقيقة وشاملة لخلفية جميع المتقدمين للعمل في المدارس (مدرسين وعمال) قبل التوظيف.
آليات إبلاغ واضحة وآمنة
إنشاء قنوات إبلاغ سرية وموثوقة تتيح للطلاب وأولياء الأمور والموظفين الإبلاغ عن أي حوادث تحرش أو سلوكيات مشبوهة دون خوف من الانتقام؛ يمكن أن تشمل هذه القنوات مسؤولاً مخصصاً للحماية من التحرش، أو خطوطاً ساخنة، أو صناديق شكاوى مجهولة ؛ بالإضافة إلي تحقيقات فورية ومحايدة؛ الالتزام بإجراء تحقيقات فورية وشاملة في جميع البلاغات، بالتعاون مع الجهات الأمنية والقانونية عند الضرورة، واتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة بناءً على النتائج.
مراقبة الأماكن العامة؛ أيضا تركيب كاميرات مراقبة في الممرات والمناطق المشتركة “باستثناء دورات المياه وغرف تغيير الملابس” لردع أي سلوكيات غير مقبولة.
التوعية والتدريب
توفير تدريب إلزامي ومستمر لجميع المدرسين والعمال حول تعريف التحرش وأشكاله المختلفة “اللفظي، الجسدي، الإلكتروني” السلوكيات المهنية المقبولة والحدود الواضحة في التعامل مع الطلاب ؛ توعية الطلاب أيضا وتتضمين مواد وقائية ضد التحرش في المناهج الدراسية أو من خلال ورش عمل لتعليم الأطفال ما يلي:
مفهوم “اللمسات الآمنة وغير الآمنة” وأن أجسادهم ملك لهم.
كيفية قول “لا” أو “توقف” بصوت عالٍ والابتعاد عن المواقف غير المريحة.
أهمية إبلاغ شخص بالغ يثقون به (مثل أحد الوالدين أو المعلم الموثوق) فوراً في حال تعرضهم لأي شيء يزعجهم.
توعية أولياء الأمور أصبح أمرا هاما ضرورة عقد اجتماعات دورية لتعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة، وتوعية الأهل بعلامات تعرض أطفالهم للتحرش وكيفية التصرف السليم في هذه الحالات.
في النهاية بناء بيئة مدرسية آمنة تتطلب تعزيز التواصل المفتوح وإتاحة بيئة مدرسية يشعر فيها الطلاب بالراحة عند التحدث عن مخاوفهم ومشكلاتهم مع المعلمين أو المستشارين الاجتماعيين ؛التواجد الإشرافي الفعال ضرورة هامة التأكد من وجود إشراف فعال ومستمر في جميع أنحاء المدرسة، بما في ذلك الممرات وساحات ؛ فضلا عن المتابعة النفسية توفير دعم نفسي للطلاب الذين ربما تعرضوا للتحرش، بمساعدة متخصصين وذوي خبرة؛ من خلال تطبيق هذه الإجراءات بشكل صارم ومنتظم، يمكن للمدارس أن تخلق بيئة تعليمية آمنة وداعمة تحمي طلابها من مخاطر التحرش.
وذكرحسين الظايط الاستاذ المحامي بالاستئناف العالي و مجلس الدولة قائلًا أن تُعدّ ظاهرة التحرش بالأطفال داخل المدارس واحدة من أخطر الجرائم الخفية التي تهدد أمن المجتمع واستقراره، لما تسببه من دمار نفسي وسلوكي يمتد أثره لسنوات طويلة، وقد يرافق الضحية مدى الحياة. فالمدرسة التي يفترض أن تكون الحصن الآمن للتنشئة والتعليم، تتحول في بعض الحالات إلى ساحة خطر عندما تغيب الرقابة، ويضعف الوعي، وتتراخى الإجراءات القانونية والوقائية.
ولا يقتصر التحرش على الاعتداء الجسدي المباشر فحسب، بل يشمل كل سلوك يتضمن إيحاءات أو كلمات أو تصرفات ذات طابع جنسي، سواء كانت وجهاً لوجه أو عبر وسائل التواصل الحديثة. وتكمن خطورة هذه الجريمة ليس فقط في الفعل نفسه، بل في آثارها النفسية العميقة، حيث يعاني الطفل من الخوف، وفقدان الثقة بالنفس، والاضطرابات السلوكية، وربما الاكتئاب والانطواء، مما ينعكس سلبًا على تحصيله الدراسي واستقراره الاجتماعي.
وتقع على الأسرة المسؤولية الأولى في خط الدفاع عن الطفل. فالتوعية ليست رفاهية، بل ضرورة ملحّة، تبدأ ببناء جسور الثقة والحوار المفتوح بين الأهل وأبنائهم، حتى يشعر الطفل بالأمان في الحديث عن أي تصرف يزعجه دون خوف أو تهديد أو خجل. كما يجب على الأهل تعليم الطفل بأسلوب مبسط يتناسب مع عمره معنى الخصوصية الجسدية، وحدود الجسد، والتمييز بين اللمس الآمن وغير الآمن، مع التأكيد الواضح على حقه الكامل في الرفض وطلب المساعدة فورًا.
ومن الضروري كذلك تحذير الطفل من خطورة الأسرار السيئة التي يُطلب منه كتمانها، والتأكيد على أن الإبلاغ عن أي تصرف خاطئ ليس فضيحة، بل شجاعة تحميه وتحمي غيره. كما ينبغي على الأهل الانتباه لأي تغيّرات مفاجئة في سلوك الطفل، مثل الانطواء، أو الخوف الزائد، أو التبول اللاإرادي، أو التراجع الدراسي، فكلها مؤشرات قد تدل على تعرضه لأذى نفسي أو جسدي يستوجب التدخل السريع.
وعلى الصعيد القانوني، شددت التشريعات في معظم الدول العربية، ومنها مصر، على تجريم التحرش بالأطفال واعتباره جريمة جسيمة يعاقب عليها القانون بعقوبات مغلظة، تصل في بعض الحالات إلى السجن المشدد، خاصة إذا كان الجاني من القائمين على رعاية الطفل أو من العاملين داخل المؤسسات التعليمية. وتشمل الإجراءات القانونية الواجبة عند وقوع الجريمة: التوجه الفوري إلى قسم الشرطة لتحرير محضر رسمي، ثم عرض الطفل على الجهات الطبية المختصة لإثبات الحالة، وتحويل الواقعة إلى النيابة العامة للتحقيق، ومحاسبة الجاني وفقًا لأحكام القانون دون تهاون.
ولا تقل مسؤولية المدارس خطورة عن مسؤولية الأسرة، حيث تُلزم قانونيًا وأخلاقيًا بتوفير بيئة تعليمية آمنة، ووضع ضوابط صارمة لسلوك العاملين، ومراقبتهم بشكل فعّال، مع تفعيل آليات الإبلاغ عن أي انتهاكات بسرية تامة ودون تعقيد أو تهديد. كما يُعد وجود أخصائيين نفسيين واجتماعيين داخل المدارس أمرًا بالغ الأهمية في رصد الحالات مبكرًا واحتوائها بشكل مهني وإنساني.
إن مواجهة جريمة التحرش بالأطفال ليست معركة فردية، بل مسؤولية وطنية جماعية تبدأ من داخل الأسرة، وتمر عبر المدرسة، ويدعمها الإعلام الواعي، ويحميها القانون الرادع. فصمت الطفل ليس دليل أمان، بل قد يكون صرخة استغاثة مكتومة، لا يسمعها إلا من يملك الوعي، والرحمة، والضمير الحي.
إن حماية الطفولة اليوم هي حماية لمستقبل الوطن بأكمله.




