أخباربأقلامهم

“اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : المعرض الدولى للصناعات الدفاعية أيدكس 2025 (2)

في يوم 3 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 10:33 مساءً

ينتهي غدا الخميس 4 ديسمبر النسخة الرابعة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية أيدكس 2025، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويجب أن نؤكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الذي أعطى هذا القرار بإقامة هذا المعرض لكي تنضم مصر إلى قائمة الدول التي تنظم مثل هذه المعارض في العالم، وللأسف كانت مصر قد تخلفت في أن تكون على خريطة هذه المعارض في السنوات السابقة رغم وجود منتجات من الصناعات الحربية التي تمت منذ الخمسينات عندما أقام عبد الناصر أول صناعة حربية في مصر.

كذلك كانت فرصة للضباط وطلبة الكليات العسكرية المصرية وحتى شباب مصر في التعرف على أحدث ما هو موجود في الترسانة العسكرية في العالم، وأين اتجه التطور في مجال التصنيع الحربي. وهذا العام نجح هذا المعرض أن يضم أجنحة دولية من 25 دولة بحضور عارضين من جميع أنحاء العالم، كما حضرت المعرض وفود رسمية لأكثر من مئة دولة. واستقبل المعرض حتى أمس أكثر من 42000 زائر.

وهذا العام جاءت المشاركة المصرية ممثلة وزارة الإنتاج الحربي، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والهيئة العربية للتصنيع، وجاءت المفاجأة من اتحاد الصناعات المصرية الذي قام بتصنيع بعض القطع والمكونات بنفس جودة وخامات المنتجات الأجنبية كذلك الترسانة البحرية في الإسكندرية وشركة البصريات.

“اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : المعرض الدولى للصناعات الدفاعية أيدكس 2025 ( 1 )

ولعل أهم إيجابيات هذا العام أنه جاء بتنظيم مصري خالص دون الاستعانة بالشركات الأجنبية لتنظيم الحدث.

ومع انتهاء فعاليات المعرض اليوم يحق لنا استعراض أهم العوائد الإيجابية من إقامته للدورة الخامسة علي التوالي ، ليكون في المرتبة الأولي تعزيز دور مصر ومكانتها العسكرية في التصنيع الحربي على خريطة الشرق الأوسط وأفريقيا وقد ظهر هذا بارزا في توقيع الجهات المصرية المنتجة للصناعات الحربية في نهاية المعرض للعديد من العقود مع الدول الأفريقية ،وهذا أبلغ دليل على نجاح المعرض.

ظهر الأمر الثاني في مجال تصنيع الطائرات المسيرة بدون طيار، والتي ازداد الطلب عليها من كل جيوش العالم بعد نجاحها في الحرب الروسية الأوكرانية وحرب الـ 12 يوم بين إسرائيل وإيران فلقد أصبح لدينا الطائرة “الجبار”، والتي وصلت حمولة النسخة الأولي منها 150 كيلوغرامًا بقدرة طيران 10 ساعات بسرعة 200 كم/الساعة، ووصل مداها يصل إلى 1500 كم.

أما النسخة الأقوى منها فتصل حمولتها إلى 200 كيلوغرام، وتظل في الجو 14 ساعة ويصل مداها إلى 2000 كم ،أما النسخة الأخيرة فتملك محركات نفاثة، تصل حمولتها إلى 250 كيلوغرامًا، ومدى يصل إلى 1500 كم، وسرعتها 500 كم/الساعة وهذه المسيرات ذات بصمة راداريه منخفضة، ويتم استخدامها بكميات كبيرة مما يشتت الدفاع الجوي المعادي ويصعّب اكتشافها.

وجاء اعلان رئيس الهيئة العربية للتصنيع إن مصر بدأت تصنيع 15 جزءًا من الطائرة الرافال، وأن هناك اتفاق تاريخي لتصنيع محركات الدبابات الأمريكية، وأن مصر ستقوم بتصنيع EGYRAD، وهو أول جهاز كشف إشعاعي مصري، وكذلك إنتاج محطات أرصاد جوية لتصحيح نيران المدفعية، وأجهزة تنصّت، ومحاكيات لتدريب القوات.

وقال أيضا أن شركة داسو الفرنسية اعتمدت مصنعي الطائرات والمحركات كسلاسل إمداد عالمية لأجزاء الرافال وفالكون المصنعة في مصر، وتم عرضها في معرض لو بورجيه الدولي بباريس.

وهناك ثورة أخرى في المدرعات عبر استخدام الدروع السيراميكية لأول مرة في المدرعتين فهد وقادر 2 لزيادة درجة حمايتهما لأعلى مستوى عالمي، وتطويرهما باستخدام التكنولوجيا الجديدة.

كذلك يتم تصنيع مقذوفات صقر 73 وعائلة صواريخ النيزك الذكية لتحويل مدرعات العدو إلى حطام ،كما تم إنتاج الروبوت القتالي المسمى العقرب لاقتحام حقول الألغام والمناطق الخطرة وتنفيذ العمليات الانتحارية بدلًا من الجنود، وذلك بالتعاون مع تركيا.

كما قامت مصر بالإعلان عن مدفع الهاوتزر K9 الكوري، أحد أقوى أنظمة المدفعية ذاتية الحركة في العالم، حيث يمنح الجيوش قدرة نيران هائلة خلال أعمال القتال، وقد حرصت مصر على التعاقد على شراء هذه المنظومة المتقدمة في فبراير 2022، ولم يكن الهدف شراء المنظومة فقط بل و بل بناء قدرة صناعية وطنية لإنتاج هذه المنظومة داخل المصانع المصرية، خاصة وأن هذا المدفع يصل مداه إلى أكثر من 40 كم، ويمتلك قدرة على إطلاق عدة قذائف في ثوانٍ معدودة، ليصبح قوة نيرانية دقيقة، ولتصبح مصر قادرة ومستعدة لإنتاج مثل هذا النوع المتطور من المدفعية القتالية.

كما عرضت وزارة الإنتاج الحربي منتجاتها، وجاء على رأسها راجمات الصواريخ الموجهة «المجنزرة ردع 300» متعددة الأعيرة، التي تقوم بإطلاق الأعيرة المختلفة وتهاجم أهدافًا على مسافة تصل إلى 300 كم، وتعمل في الطرق الممهدة وغير الممهدة، وتسير بسرعة 40 كم/الساعة ،كما أن منظومة «سيناء 805» تُعد أحدث منتجات شركة الإنتاج الحربي، وهي مركبة إصلاح ونجدة تعمل مع تشكيلات المركبات حيث تحقق التأمين الفني للقوات أثناء الهجوم ،كذلك تم تجهيز المركبة الخفيفة «4×4» بالمدفع الثنائي 23 مم المضاد للطائرات.

كما تم إنتاج الصلب المدرع، الذي نجحت وزارة الإنتاج الحربي في تصنيعه وتطويره حتى سمك 30 مم بعد أن كان في الماضي 15 مم.

ولقد كانت كلمة وزير الدفاع مع بداية الاحتفال، الفريق أول عبد المجيد صقر، الذي أكد فيها أن امتلاك مصر لعناصر القدرة العسكرية هو استثمار في السلام، وأن القوات المسلحة كانت وستبقى دائمًا قوة حكيمة ورشيدة، تحمي ولا تهدد، تبني وتعمّر.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة المصرى اليوم.