ما حدث على ملعب مولاي الحسن في المغرب خلال مباراة الأهلي والجيش الملكي لم يكن حادثًا رياضيًا… بل فضيحة مكتملة الأركان، وإهانة مباشرة للاعبي الأهلي وللشعار الذي يمثل مصر. ما جرى كان اعتداءً صريحًا يُلزم الدولة المصرية — بكل مؤسساتها الرياضية — برد فعل أقوى من البيانات الباردة والزيارات البروتوكولية.
الكرة المصرية تُهان خارج حدودها، وحقوق أنديتها تُسلب، بينما المسؤولون يلتزمون صمتًا مخزيًا لا يليق بدولة بحجم مصر.
أبوريدة… هل انتهى دورك عند المناصب فقط؟
المهندس هاني أبوريدة يجلس منذ سنوات على واحد من أقوى كراسي النفوذ داخل الفيفا، ومع ذلك لم يقدّم خطوة واحدة جادة لوقف الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها الأهلي، النادي الذي يُفترض أنه في عهدته باعتباره رئيس الاتحاد المصري السابق وعضو الفيفا الأقدم عربيًا وإفريقيًا.
ما قيمة هذا النفوذ إذا لم يستخدم لحماية أكبر نادٍ في القارة؟
ما جدوى عضوية الفيفا إذا كانت لا تجرؤ على مواجهة فساد ظاهر في الكاف؟
وهل أصبح أقصى الطموح مجرد الحفاظ على منصب بينما تُنتهك كرامة الكرة المصرية؟
أبوريدة يملك القدرة — بالوثائق والملفات — على فضح ما يجري في الكاف، لكنه حتى اللحظة لم يتحرك خطوة واحدة تليق بمكانته أو بمصر.

الكاف… منظومة تدار بالأهواء والضغط السياسي
ما يواجهه الأهلي ليس صدفة ولا سوء حظ، بل استهدافًا ممنهجًا تكرر في تونس سابقًا، ويتكرر الآن في المغرب تحت هيمنة فوزي لقجع الذي يتصرف داخل الكاف كمن يملك مفاتيح الكرة الإفريقية كاملة.
قرارات تُفصّل لحرمان الأهلي من بطولاته، تساهل مع اعتداءات، تجاهل للشكاوى، ومحاباة فجة لمنافسين… وكل ذلك يتم على مرأى ومسمع من مسؤولين مصريين صامتين، يكتفون بالمشاهدة وكأن الأمر لا يعنيهم.
هذه الممارسات دمرت سمعة المنافسة الإفريقية، وكبدت الدولة المصرية خسائر مادية ومعنوية، وأوصلت رسالة خطيرة مفادها أن الأهلي — رغم تاريخه وهيبته — مستباح في ملاعب القارة.
نداء أخير قبل الانفجار: تحركوا لإنقاذ سمعة مصر
يا دكتور أشرف صبحي… يا مهندس هاني أبوريدة…
إن ما جرى بالأمس في المغرب لم يكن مجرد اعتداء على الأهلي، بل على مصر نفسها.
الصمت الآن جريمة.
والتردد خيانة لدوركم.
والتخاذل سيسقط آخر ورقة تستر الفشل الممتد منذ «صفر المونديال».
على أبوريدة أن يتحرك فورًا، وأن يتقدم رسميًا للفيفا بملف مدعّم بالوقائع، لا مجاملة فيه ولا خوف، يطالب فيه بوقف مهزلة الكاف، ووضع حد للتجاوزات التي شوهت كرة القدم الإفريقية.
إن لم يفعل… فليترك مقعده لمن يستطيع أن يدافع عن كرامة مصر كما يفعل لقجع دفاعًا عن مصالح بلده.
اللهم بلغت… اللهم فاشهد.
كاتب المقال
محمد فاروق
الناقد الرياضى والإعلامى



