في بعض الأحيان يكون المظلوم ظالماً، وهذا ما ينبطق بالنص علينا جميعا كمرِشدين سياحيين، وهذا المقال أحب أن أكون صريحاً معكم ومع نفسى أولاً.
لأننا فئة ننادى بأشياء ،ونفعل عكسها تماما،بل الأغرب إننا مازلنا متمسكين بمقولة نحن سفراء مصر في الداخل، وفى حقيقة الأمر ليس لنا أية علاقة قط بهذا اللفظ ،ولا حتى فن التعامل الدبلوماسى حتى مع بعضنا البعض.
فهذا المقال ليس نقداً بل رسالة حب ..رسالة لتطهير النفس ..،والعودة إلى زمن الإرشاد الجميل ، والذى كان فيه مشاكل أيضاً بلا حصر ولكن لا أحد سمع صوتناً، ولا الشرطة تدخلت ،ولا حتى الوزارة نفسها عرفت بأى شيء.
فأنا حقاً حزين على هذه المهنة ولما يحدث بها ومن أهلها،وكأنهم أعداء بعض، وشتائم وسباب وكل شخص يتفلسف بعبارة من البادئ؟!
فمنذ أكثر من عقداً ونصف تماما ، دخل على المهنة غرباء عنها أصلاً، ومن مهن كثيرة بعيدة تمام البعد عن السياحة والفنادق أو الآثار ، وهذا ما جعل المهنة تتهاوى وخاصة لتلك المعاهد التي أقيمت تحت السلم على سبيل المثال لا الحصر.
ولن أعدد أى سبب الآن ،ولكن تعالوا جميعاً ننظر إلى أنفسنا في المرآة ،ولنواجه أنفسنا قبل أن نواجه الغير، ونسأل من نحن أو من أنا؟.
والسبب في ذلك لأنه في الآونة الأخيرة وصل الحقد والغيرة منتهاه ، أدت إلى إنسحاب الكثير والكثير من قدماء المهنة منها تماماً وانا واحد منهم.
وتلك الأحداث العاصفة التى تعيشها المهنة،وجدت بأن الكثير والكثير من المرشدين السياحيين فرحين جداً،بما يحدث بل وصل الامر إلى نبرة القسوة وتسائلت ما تلك قسوة القلوب فيهم ولماذا؟!..ومن السبب هذا أم ذاك هي أو هن؟.
فدعونا نشخص المرض وليتعرف كل شخص منا على مرضه لأن الحال بيننا جميعا أصبح لا يسرعدو ولا حبيب،..وأول تلك الامرض هي الغل، وهل هو بسبب أزمات السياحة على مدار الأعوام الماضية أم هناك شيئاً آخر يجيش في صدر أبن يعقوب ولا ندرى حتى من هو أبن يعقوب أصلاً؟.
أولاً:-
أزيلوا الغل الذى بينكم. أنتم بينكم غل وحقد حتى فى داخل اللغة الواحدة،بل تتحاربون وتنافقون (التور أوبريتور) من أجل رحلة ولو كانت على حساب زميل لكم!! ..(مش برده هذا ظلم ولا أسميه إيه؟!) ألا تعلمون بأن الرزاق هو الله وحده فقط وإن رزقكم في السماء وما توعدون؟!.
فأى أخلاق تتحدثون عنها ،وأى صلاة تؤدونها لإرضاء ربكم عليكم؟.. من منكم تجرأ في كتابة شكوى ضد مدير مركب أو حتى أوبريتور،..وهناك شهود على شخصياً في مثل هذه الأمور ومازالوا أحياء يرزقون.
لقد أوقفت مدير مركب في ترافكو عن العمل تماما بدون محاباة أو نفاق…إسالوا وكيل النقابة الأسبق الأستاذ خالد الجبرى ،في عهد الأستاذ ثروت حسنين ، نقيب السياحيين الأسبق، مين وقف فى وجه باهى فى غرفة السياحة نفسها حتى لاتقولوا بإننى بكذب عليكم،وغير ذلك من كثير وكثير.لدرجة إننى كرهت فعلا هذه المهنة مع حبى الكبير لهذه المهنة بسببكم أنتم،وغلكم وأنانيتكم
ثانيا:-
الإستغلال.. أول من أستغل المرشد السياحى هو المرشد نفسه،فهناك مرشدين فتحوا شركات سياحية مثلا،وكان أول من يستغلوه فى العمل السياحى هو المرشد الذى يعمل عنده،بل هم أول من رفض تطبيق اليومية العادلة الذى صدر بقرار من الوزير يحيى راشد.
فهل وقفتم ولو لمرة واحدة مع بعضكم البعض وناهضتم الاستغلال هذا؟.. ثم جاء أصحاب غسيل الأموال وبعض الفنانين وعملوا شركات سياحية، وبرده أول من إستغلوهم فى العمل السياحى كان المرشدين السياحيين،فماذا فعلتم من اجل كل ذلك؟!.
ثم أجد هجوماً ضارياً على زميل فكر في عمل وقفة أو بالأصح أشار إلى عمل إمتناع عن العمل في أيام معينة لإجبار الشركات على ذلك ، وبدلاً من أن نتناقش معه لكيفية هذا الأمر وما الناتج من كل ذلك؟،..نجد الكثيرين يهاجموه بل لعنوه وشتموه لمجرد إنه فكر فقط في ذلك فهل هذه أخلاق مهنة؟.. هل هذه أخلاق سفراء؟.. أين أنتم من السفراء والدبلوماسية أصلاً؟!.
ثالثا:-
الإرشاد مهنة جميلة، ولكن حولها البعض إلى مهنة بزارات.وأنا أسف جدا في هذا الأمر، ولكنه لغسيل النفس وتهذيب النفس و المهنة،لأن السبب فى الأصل والأساس هؤلاء المرشدين الذين كانوا فى الأصل بيعملوا فى البازار حتى ولو معاه مؤهل عالى،ولما راى العمولات عمل كورس لغة فى اى مكان ودخل العمل الإرشادى وهم كثرة كثيرة فى الأصل والأساس.
ثم وجدت الشركات عند ضعف السياحة ونقص سعر البرنامج المباع،الفرصة الكاملة فى إستغلال المرشد ليكون بياع على حساب الشرح وتفهيم الضيف حضارة مصر فهناك مرشدين دخلاء وهم اساس البلاوى فى هذه المهنة حتى ضاعت المهنة.
وكان المرشد يروح الهرم نصف ساعة وفى البازار ساعتين؟؟ صح ولا غلط قولوا الحقيقة؟.. طهروا أنفسكم!! ولذلك قلت بأن هذه المهنة ضاعت فعلاً منذ عام 2004 ولم يصدقنى أحداً فى ذلك ويمكن حتى الان.
وطبعا المرشد اللى بيعمل عمولات أكثر للشركة هو المرشد الناجح حتى ولو اشتكى الزبون منه؟؟ حتى ترافكو نفسها أصبحت على رأس هذه الشركات منذ عام 2004 وعلشان كده الحكومة أعطتت لها جائزة أحسن شركة فى مصر لأثنى عشر عاما على التوالي. عينى عليكى يا مصر.. هى دى برده أم الدنيا؟؟ تستحق مننا كل ذلك؟.
واخص هنا مرشدين ترافكو وأقول لهم وهم الذين كانوا بيهاجمونى من قبل لصراحتى مع المرحوم عادل عزيز عندما قص مننا الإكرامية التي تاتى لنا من الخارج مباشرة وأقول لكل المرشدين في الأوفت رايزن مثلا، شوفوا فضايح الشيتى وعمل كام مليار وأنتم يا أصحاب المهنة من المرشيدن فى ترافكو عملتم كام جنيه؟.. هى البلد دى فعلاً ما ينفعش فيها إلا الحرامى!!.. طب أنا مش حرامى ولا أعرف أسرق طب أعمل ايه؟.. الحمد لله على كل حال.
والحرب الدائرة الأن هي الفرق بين المرشد البياع والمرشد المثقف الذى لا لزمة له على الإطلاق،ونجد نفس المرشد بيشتكى من الزبون وبيشتكى من الشركة وكأنه هو ملاك لا غبار عليه،يا سيدى فهم شركتك بأن هؤلاء الضيوف نزلوا مصر أكثر من مرة ثم نزلوا الأن لرخص العرض والمعروض .
فبالتالى أنت شيئاً من المعروض ولذلك يجب ان ينزل سعرك أيضاً،لأن الشركة نفسها أمام الضرائب بتدعى الخسارة ،وقد يكون هذا حقيقى فعلاً باستثناء عددا من الشركات والتي أوقعت نفسها كاملاً في براثن الشركة الأجنبية وأصبحت مجرد ترانسفير لا اكثر ولا اقل.
وهناك مرشدين لا يجدون ضيوف لهم في مصر لأسباب سياسية وغير سياسية ونجدهم في غاية الحزن مع أن الكثير منهم عمل في مهن أخرى وهنا السؤال،هل انتم زعلانين فعلاً علشان عدم وجود ضيوف في هذه اللغة أم لإنه مافيش دولارات ولا يورو أو حتى جنيه سودانى؟.
يعنى زعلكم مادة وليس زعلانين على مصر؟.. يا سيدى ما ترضى بما قسمه الله لك ، ألم تعمل الآن في مهنة أخرى زعلان ليه بقى؟.. وبتهاجم هذا أو ذاك ليه؟.. وبتهاجم النقابة أصلاً ليه؟
قفوا أمام المرايات ..إنظروا الى أنفسكم..قولوا الحق ولو لأنفسكم ،فمن ذاق طعم الظلم عليه ألايكون ظالماً أبداً أبداً…
وللحديث بقية مادام في العمر بقية والى لقاء مع مقال الاحد القادم
الباحث الاثارى والمرشد السياحى