
في لحظةٍ تختلط فيها الدهشة بعاطفة الوداع، أسدل المتحف المصري بالتحرير أمس مساء الأحد 19 أكتوبر 2025 الستار على واحدة من أبرز صفحات تاريخه الممتد لأكثر من قرن من الزمان.
فمع انتهاء ساعات الزيارة الرسمية، تم رسميًا إغلاق قاعة عرض القناع الذهبي والكنوز الملكية للملك الذهبي توت عنخ آمون، إيذانًا بانتهاء مرحلة عرضٍ خالدة داخل هذا الصرح العريق، وبدء فصل جديد من الرحلة الأسطورية للملك الشاب داخل المتحف المصري الكبير.
https://www.youtube.com/watch?v=V8HardyIPzE
على مدار أكثر من مائة عام، ظل القناع الذهبي رمزًا للهوية الحضارية المصرية، ومقصدًا لعشاق التاريخ من مختلف دول العالم، حيث احتضنته جدران المتحف المصري بالتحرير منذ اكتشاف مقبرة الملك الشاب في وادي الملوك عام 1922 على يد العالم البريطاني هوارد كارتر، وحتى لحظة الوداع الملكي التي شهدها المتحف اليوم.

وفي بيان رسمي، أكدت وزارة السياحة والآثار أن عملية نقل المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير تأتي وفق خطة علمية دقيقة، تم إعدادها بعناية لضمان أعلى معايير الحماية والأمان للقطع الأثرية، تمهيدًا لعرضها في قاعات مخصصة تم تصميمها وفق أحدث النظم المتحفية في العالم.
https://youtu.be/V8HardyIPzE
🕋 كنوز الملك الذهبي.. 5300 قطعة تروي سر الخلود
تضم المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون أكثر من 5300 قطعة أثرية استُخرجت من مقبرته عام 1922، وتُعرض حاليًا في مكان واحد لأول مرة داخل المتحف المصري الكبير بالجيزة، لتشكل أكبر وأكمل مجموعة ملكية تم العثور عليها في التاريخ المصري القديم.
ومن أبرز محتوياتها وكنوزها :
-
👑 القناع الجنائزي الذهبي: يُعد أشهر قطع المجموعة، مصنوع من الذهب الخالص ويزن نحو 11 كيلوجرامًا، ومطعّم بالأحجار الكريمة.
-
⚱️ التوابيت الملكية: ثلاثة توابيت على هيئة الإنسان، أحدها من الذهب الخالص، واثنان من الخشب المذهب، ويزن التابوت الذهبي الداخلي نحو 110 كيلوجرامات.
-
🌞 قلادة إله الشمس: من أندر الحُليّ الملكية، ارتبطت بمراسم تولّي الملك الحكم، وتمثل رمزًا للقوة والحماية الإلهية.
-
🎺 بوق توت عنخ آمون: قطعة فريدة استخدمت في المراسم والاحتفالات العسكرية والحروب، ولا يزال محفوظًا بالمتحف المصري.
-
🗿 مجموعة التماثيل الملكية: تضم 32 تمثالًا للملك توت عنخ آمون ولآلهة العالم الآخر، تُجسد المعتقدات الدينية والجنائزية في مصر القديمة.
-
💎 المجوهرات والأحجار الكريمة: تشمل مئات القطع من القلائد والأساور والخواتم والصّدريات المزيّنة بالأحجار شبه الكريمة.
-
🏛️ المقصورات والعربات الذهبية: مقاصير ضخمة كانت تحيط بالتوابيت، وعربات مذهبة عُثر عليها ضمن مقتنيات المقبرة.
-
🗡️ الخنجر النيزكي: قطعة نادرة مصنوعة من معدن مصدره نيزك سقط على الأرض، تمثل عبقرية المصري القديم في توظيف الطبيعة والرموز السماوية.
-
🕯️ الأواني والعطور والبخور: أوانٍ ومصابيح زيتية وعبوات للعطور المقدسة، تجسد طقوس العالم الآخر.
-
🩼 العكازات الملكية: تشير إلى معاناة الملك من مشكلة في المشي، وقد استخدمها في حياته اليومية.
وتحتوي المقبرة على 358 قطعة ذهبية بين حليّ وأثاث وتوابيت ومقتنيات شخصية، تجعل من هذه المجموعة الأكمل والأغنى لملك مصري قديم تم اكتشافها على الإطلاق، وتشكل نافذة مذهلة على تفاصيل الحياة اليومية والمعتقدات الجنائزية في مصر القديمة.

ومن جانبه، صرّح عالم الآثار الكبير الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، قائلاً: “اليوم لا نودّع القناع الذهبي بقدر ما نحتفل بانتقاله إلى مسرح أعظم يليق بمكانته. المتحف المصري الكبير سيُعيد للملك توت عنخ آمون مجده الحقيقي، حيث ستُعرض مقتنياته كاملة لأول مرة منذ اكتشافها، لتروي للعالم قصة الحضارة المصرية الخالدة في أبهى صورها.”
إنها نهاية عرض ملكي وبداية رحلة أسطورية جديدة، سيشهدها العالم قريبًا في افتتاح طال انتظاره.
فترقبوا اللقاء التاريخي في المتحف المصري الكبير، حيث تبدأ رحلة الملك الذهبي توت عنخ آمون من جديد نحو الخلود.



