بأقلامهم

الكاتب الصحفى ” صلاح البجيرمى ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : “بطل الحرب والسلام”.. أنور السادات وصناعة النصر الخالد

في يوم 8 أكتوبر، 2025 | بتوقيت 7:47 مساءً

“بطل الحرب والسلام” هو اللقب الذي خُلد به الرئيس الراحل محمد أنور السادات، القائد الذي امتلك القرار الجريء والرؤية الثاقبة، فجمع بين شجاعة المقاتل وحكمة الزعيم، ليقود الأمة المصرية إلى واحدة من أعظم ملاحمها عبر التاريخ — حرب السادس من أكتوبر عام 1973 — تلك الحرب التي أعادت لمصر كرامتها، ورفعت رايتها عالية خفاقة بين الأمم.

كان السادات بحق “بطل الحرب والسلام”، وهو الوصف الذي أطلقه على نفسه في لقاءاته الإعلامية، وتوشح به قبره بعد رحيله، ليبقى شاهدًا على زعيم كتب اسمه في سجل الخلود بحروف من نور، وارتبطت سيرته بقرار العبور والنصر والسلام.

الجندي المصري.. مفاجأة العصر وسر الانتصار

لم تكد مدافع أكتوبر تهدأ حتى أجمعت الدراسات العسكرية في الشرق والغرب على أن المفاجأة الحقيقية في حرب أكتوبر كانت الجندي المصري.

فقد ظهر المقاتل المصري عام 1973 بصورة غير مسبوقة: متعلم، مدرب، مؤمن بقضيته، يواجه الموت بابتسامة النصر، ويؤدي واجبه بإيمان لا يعرف المستحيل.

لقد أثبت الجندي المصري أنه رمز للإرادة الوطنية الصلبة، وأن عقيدته القتالية تقوم على الانتماء للوطن والإيمان بالله، فكان يقاتل دفاعًا عن أرضه وعِرضه، ويقدّم للعالم نموذجًا نادرًا في الشجاعة والانضباط والتضحية.

ومنذ تلك الحرب المجيدة، أضافت مراكز الدراسات العسكرية حول العالم بندًا جديدًا في حسابات القوى الشاملة، هو “عامل الجندي المصري”، تقديرًا لما مثله من عنصر حاسم في معادلة النصر.

عبقرية القيادة وحكمة القرار

جاء قرار الحرب في السادس من أكتوبر ليؤكد عبقرية السادات في قراءة التاريخ والجغرافيا والسياسة معًا.

فقد أدرك أن الكرامة لا تُسترد بالمفاوضات وحدها، وأن السلام الحقيقي لا يقوم إلا على أرضية من العدل والقوة.

وبهذا القرار التاريخي، أثبت أن السياسة ليست بديلاً عن السلاح، ولا السلاح بديلاً عن السياسة، بل إن كلاهما وسيلة لحماية الوطن وصون سيادته.

ولم يكن السلام الذي سعى إليه بعد الحرب ضعفًا أو تنازلاً، بل كان امتدادًا للنصر العسكري، وتجسيدًا لسلامٍ يقوم على الندية والاحترام المتبادل، لا على الإملاء والهيمنة.

كما أكد السادات أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية، لأن السلام القائم على القوة زائل، أما السلام القائم على العدل فهو الباقي والمثمر.

من روح أكتوبر إلى بناء الجمهورية الجديدة

لقد كانت ملحمة السادس من أكتوبر انتصارًا للإرادة المصرية التي لا تعرف الانكسار.

ومن روحها انطلقت مؤسسات راسخة ومشروعات قومية عملاقة تُعيد رسم ملامح المستقبل، وتواصل بناء الجمهورية الجديدة بقيادة وطنية تسير على نهج من سبقها من الأبطال.

فالنصر لا يُمنح بل يُنتزع، كما أن التنمية لا تُهدى بل تُصنع بسواعد أبناء الوطن الذين آمنوا أن مصر تستحق أن تكون في الصدارة دائمًا — رائدة، متقدمة، مؤثرة.

تحية إجلال وتقدير

في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، نتوجه بالتحية إلى أرواح الشهداء الذين رووا أرض الوطن بدمائهم الطاهرة، وإلى كل جندي وضابط ومقاتل صمد في وجه العدو وأثبت أن المصري إذا أراد فعل.

وتحية تقدير إلى قائد النصر والسلام، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي قاد الوطن بحكمة وحنكة نحو طريق العزة والكرامة.

فلنحتفل بذكرى أكتوبر المجيدة رؤية ومنارة للأجيال القادمة، تلهمهم معاني النصر والعزيمة، وتدفعهم نحو مستقبل من البناء والتقدم والازدهار.

حفظ الله مصر وشعبها العظيم وجيشها الباسل.