آثار ومصريات

“الدكتور عبد الرحيم ريحان” يكتب ” حكاية آثر ” :”النوبة بلاد الدهب”

في يوم 30 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 2:00 مساءً

اسم النوبة مشتق الكلمة المصرية القديمة “نوب” والتي تعني “الذهب” حيث أن الذهب المستخدم في مصر القديمة كان يأتي بشكل كبير من تلك المنطقة.

يُعرَّف تراث النوبة في مصر بأنه حضارة عريقة تشمل آثارًا هامة مثل معابد أبو سمبل ومعبد فيلة ومعبد وادي السبوع وبعض آثار مدينة إلفنتين القديمة وفنًا معماريًا يظهر في تصميم متحف النوبة وحرفًا يدوية مثل صناعة النول بالإضافة إلى عادات وتقاليد مميزة وثقافة غنية تعكس تاريخًا طويلًا من التفاعل بين النوبيين والمصريين.  

تشتهر النوبة بالقرى النوبية الجديدة على شواطئ بحيرة السد العالي لتشكل بمعمارها النوبي المميز وألوانها المبهجة ما يشبه لوحة فنية رائعة الجمال تجذب طوال فصل الشتاء في كل عام آلافًا من الزائرين الذين يحرصون على قضاء بضعة أيام في ضيافة أهلها الطيبين بعدما تحول كثير من تلك البيوت إلى احتراف مهنة السياحة البيئية.

حيث يقدم للزائر فرصة حقيقية للمعايشة في العديد من المناطق التي لا تزال تحافظ على تراثها الطبيعي والحضاري ويشارك فيها الزائر سكان تلك المناطق تفاصيل حياتهم اليومية.

وتعد القرى النوبية الجديدة، الواقعة جنوب جزيرة فيلة من أكثر القرى التي يقبل عليها السائحون من مختلف الجنسيات حيث تتميز بروعة البناء وتناسق العمارة التي تعكس بوضوح مفردات العمارة النوبية القديمة من ناحية البيوت الملونة المبنية بالطوب اللبن الممزوج بجريد النخيل وجذوعه، وهي المواد الأساسية التي كانت تستخدم منذ قرون بعيدة لبناء الدور في القرية التي لا يزيد تعداد سكانها على نحو عشرة آلاف نسمة

تقدم للزوار المشروبات الساخنة التي تتراوح بين الشاي بالنعناع الأخضر ومشروب حلف البر وهو أحد من المشروبات الشهيرة في صعيد مصر ويستخدم لعلاج العديد من أمراض الكلى إلى جانب حلف الليمون والكركديه ومشروب الدوم البارد والساخن إلى جانب الأطعمة النوبية الأخرى إحدى مفردات الهوية بين النوبيين وتقوم المرأة النوبية بعمل المشغولات اليدوية ورسم الحناء وغيرها من المهارات الفردية التي تتميز بها نساء النوبة وتعكس مدى تمسكهن بالعادات والتقاليد، والثقافة النوبية الأصيلة.

تم استخدام اللغة النوبية في مصر من خلال خطة الخداع الاستراتيجية في حرب أكتوبر 1973 م، وكان الاقتراح لاستخدام هذه اللغة كلغة تواصل بين العناصر في سيناء مع قيادة الجيش من قبل الصول النوبي أحمد إدريس والتي حظيت بموافقة الرئيس السادات حينها