بأقلامهم

“سعيد جمال الدين” يكتب : في يوم السياحة العالمي.. الوزارة في سبات عميق وغيبوبة على الدوام

في يوم 27 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 8:40 مساءً

يوم 27 سبتمبر من كل عام ليس يومًا عاديًا، إنه اليوم العالمي للسياحة؛ اليوم الذي تتزين فيه دول العالم وتستعرض إنجازاتها، وتفتح فيه النوافذ الإعلامية للترويج لمقاصدها السياحية، مستثمرة حدثًا عالميًا يعنى بالصناعة التي تُدر مليارات وتفتح أبواب الرزق لملايين البشر.

مصر – صاحبة أعظم حضارة عرفها التاريخ – كانت تحتفل بهذا اليوم كما يليق بها:

إنارة الأهرامات، برج القاهرة، قلعة صلاح الدين، وقلعة قايتباي.

استقبال السياح في المطارات بالورود والهدايا التذكارية.

حفلات فلكلورية تعرض التراث الشعبي المصري.

احتفالية رسمية بوزارة السياحة لتكريم الشركات والبازارات والفنادق المتميزة.

إعلان أرقام الحركة السياحية ومؤشرات النمو، في رسالة ثقة للعالم.

كانت هذه المشاهد تبعث البهجة وتؤكد أن السياحة في قلب الوطن.

لكن هذا العام؟

صمت مطبق.. غياب مريب.. ووزارة في غيبوبة كاملة.

لم تحتفل الوزارة، لم تضيء معلمًا، لم تنظم حدثًا، لم تصدر حتى بيانًا رتيبًا يليق بالحد الأدنى من البروتوكول. وكأن يوم السياحة العالمي ليس معنيًا بها، وكأن مصر ليست دولة سياحية من الأساس!

إن تجاهل الوزارة لهذا اليوم العالمي جريمة مهنية وإهدار مجاني لفرصة تسويقية عالمية، لا تُقدر بثمن. كيف يعقل أن تغفل الجهة المسؤولة عن صناعة السياحة نفسها عن أهم مناسبة تخصها؟!

النتيجة واضحة:

رسالة سلبية للخارج بأن مصر لا تعرف كيف تستثمر مناسباتها.

رسالة محبطة للداخل بأن السياحة ليست أولوية حقيقية.

سقوط جديد في اختبار أبسط أدوات الترويج والدبلوماسية السياحية.

إن ما حدث يؤكد أن وزارة السياحة والآثار لا تعاني فقط من سبات عميق في يوم السياحة العالمي، بل من غيبوبة على الدوام.

ولعل السؤال الذي يفرض نفسه: إذا كانت الوزارة لا تدرك قيمة “عيد السياحة” نفسه، فمتى ستستيقظ إذن؟

إدن اريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .. وعلى الله العلى القدير قصد السبيل