بأقلامهم

“المستشار عبد العظيم صدقي” يتذكر ويكتب لـ “المحروسة نيوز” : موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وذكريات أول رحلة طيران في حياته

في يوم 16 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 6:14 مساءً

لم تكن فيروز وحدها من يخشى السفر بالطائرات، بل شاركها ذلك القلق موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي كان يفضّل دومًا السفر عبر البواخر لقضاء عطلاته خارج مصر. وبرغم أن الطائرة تُعد أكثر وسائل النقل أمانًا، ظل عبد الوهاب متردداً في خوض هذه التجربة حتى جاء عام 1989، حين قرر السفر إلى باريس بصحبة زوجته السيدة نهلة القدسي عبر مصر للطيران.

مهمة إعلامية لا تُنسى

يتذكر المستشار الإعلامي عبد العظيم صدقي تلك اللحظة قائلاً: “طرتُ من الفرح عندما كلفتني أستاذتي الراحلة زينب صالح، الأم الروحية للدعاية، بتغطية هذا الحدث التاريخي. رافقني الزميل المصور محمد علي، وحصلنا على تصريح للتصوير داخل الصالة وعلى مهبط الطائرة. كان ذلك انفرادًا إعلاميًا حقيقيًا تناقلته الصحف والمجلات والوكالات عن طريقنا.”

ويضيف: “لم أكن أحلم يومًا أن ألتقي عبد الوهاب وجهًا لوجه. شعرت بنفس الانبهار الذي جسدته ليلى مراد في فيلم غزل البنات عندما رأت عبد الوهاب لأول مرة.”

عبد العظيم صدقى وعبد الوهاب ونهلة القدسى

عبد الوهاب في باريس.. و”هرم مصر الرابع”

ويستعيد صدقي ما رواه له الناقد الفني الراحل مصطفى البلك، أن القدر لم يمهل نجيب الريحاني لمشاهدة عرض غزل البنات عام 1949، تمامًا كما لم يمهله أن يرى بزوغ رحلة عبد الوهاب مع الطائرة.

أما رضا الشرقاوي، عمدة الجالية المصرية في باريس، فيتذكر أن طه هارون مدير محطة مصر للطيران في باريس كان صديقًا مقربًا لعبد الوهاب، وهو من أقنعه بتكرار السفر عبر الشركة. وفي إحدى المرات جلس عبد الوهاب في الاستراحة بصحبة الفنانة مديحة يسري، وتصادف وجود الفنان نور الشريف، الذي حرص على مقابلته، وانحنى أمامه قائلاً بأدب جم: “أنت هرم مصر الرابع يا أستاذ عبد الوهاب.”

إشادة ومكافأة

يقول صدقي: “لم تتوقف سعادتي عند التغطية الصحفية الناجحة، بل زادت عندما اتصل بي الأستاذ علي رشدي، مدير مكتب المهندس ريان، ليبلغني بموعد مقابلة غير متوقعة مع الأب الروحي لمصر للطيران. يومها أشاد المهندس ريان بالتغطية الإعلامية التي حققت دعاية غير مباشرة لشركتنا الوطنية، ورسخت صورتها كرمز للالتزام بمعايير الجودة والسلامة.”

وكانت المفاجأة أن جاءت مكافأة هذا النجاح سريعًا، حيث تم اختيارى لمرافقة بعثة مصر للطيران للحج في نفس العام.

ختام الذكريات

يختم المستشار الإعلامي عبد العظيم صدقي ذكرياته قائلاً: “رحم الله موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ورحم المهندس ريان، وحفظ لمصرنا الحبيبة شركة مصر للطيران كرمز وطني وعالمي يليق بتاريخها ومكانتها.”