الاستقالة المسببة، التي تقدمت بها الأستاذة نشوى صالح المراسلة بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري للزميل والأخ العزيز أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في هذا التوقيت تحتاج إلى وقفة للتأمل.
فهي تأتي بعد أقل من أسبوعين من اجتماع الرئيس السيسي برئيس الحكومة، ورئيس المجلس الأعلى للإعلام، ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الذي كان أبرز الذين حضروا اللقاء في شرح وإيضاح ما ذكره الرئيس على مدى 3 ساعات متحدثًا عن أهمية تطوير الإعلام والقيام بدوره، وضخ دماء جديدة إلى شرايين الإعلام، وحل مشاكل المؤسسات الصحفية القومية والعاملين بها، وضرورة إتاحة المعلومات، ووجود الرأي والرأي الآخر.
ولم يكتف المسلماني بالحديث عن ذلك فقط، بل كان أول مَن اجتهد وحاول ترجمة ذلك بمجموعة من القرارات والإجراءات، التي عرضته للنقد، بل والهجوم أحيانًا.
لكن جاءت هذه الاستقالة لتبعث برسالة واضحة، وهي أن مشاكل الصحافة والإعلام أعمق وأكبر مما هو ظاهر لنا، وأن خارطة الطريق، التي جاءت في حديث الرئيس تحتاج إلى اقتحام أصل المشاكل المتراكمة، وفتح حوار حقيقي لا تغيب عنه كل الأطراف المعنية بخطاب الرئيس، التي تحاول بعض الجهات الالتفاف عليه وإفراغه من مضمونه؛ لأنها لا ترى مصلحة في عودة دور الصحافة والإعلام المصري كقوة ناعمة تقود وتؤثر.
ولن يتحقق ذلك في ظل تجاهل أوضاع البشر من الصحفيين، والإعلاميين، والعاملين، الاقتصادية، والاجتماعية، والمهنية في هذه المؤسسات، التي بلغت حد الخطر، بل ولا أبالغ إذا قلت أنها أصبحت بمثابة القنبلة الموقوتة.



