✍️ كتب: د. عبد الرحيم ريحان
تأتي هذه الحلقة ضمن سلسلة مقالات تنشرها حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بالتعاون مع بوابة المحروسة نيوز للتعريف بالملكية الفكرية وأهميتها في حماية الإبداع والمعرفة عبر العصور.
بعد أن تناولنا في الحلقات السابقة الجذور التاريخية، والأطر الدولية، والتشريعات الإقليمية، وقصص النجاح الواقعية، نصل اليوم إلى واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا: كيف تواجه الملكية الفكرية تحديات الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية؟
أولًا: الذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد اللعبة
-
البرامج الذكية باتت تُنتج نصوصًا، وصورًا، وموسيقى، بل وحتى اختراعات تقنية.
-
السؤال المحوري: لمن تعود حقوق هذه المصنفات؟ للآلة؟ للمبرمج؟ أم للمستخدم؟
-
غياب الوضوح القانوني يفتح الباب أمام نزاعات غير مسبوقة.
ثانيًا: الرقمنة والقرصنة
-
مع الانتشار الواسع للإنترنت، أصبح نسخ وتوزيع المصنفات الرقمية (كتب، أفلام، برمجيات) أكثر سهولة وأقل تكلفة.
-
تقارير “ويبو” تشير إلى أن القرصنة الرقمية تحرم الاقتصاد العالمي من مليارات الدولارات سنويًا.
-
التحدي الأكبر أمام الدول النامية هو بناء آليات حماية دون عرقلة حرية تداول المعرفة.
ثالثًا: البيانات الضخمة وحقوق الخصوصية
-
تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي على جمع ومعالجة كميات هائلة من البيانات الشخصية.
-
هنا يتداخل حق الملكية الفكرية مع حق حماية البيانات الشخصية، وهو مجال قانوني يحتاج لتشريعات دقيقة ومتوازنة.
رابعًا: التحديات العربية والمصرية
-
ضعف البنية التكنولوجية لمكاتب الملكية الفكرية في كثير من الدول.
-
قلة الكوادر المتخصصة في القوانين الرقمية وحماية البرمجيات.
-
الحاجة إلى وعي مجتمعي يحترم حقوق المبدع في البيئة الرقمية.
-
ضرورة إدماج قضايا الملكية الفكرية ضمن استراتيجيات التحول الرقمي ورؤية مصر 2030.
خامسًا: الطريق إلى المستقبل
-
تحديث التشريعات لتشمل إبداعات الذكاء الاصطناعي.
-
إنشاء محاكم متخصصة للنزاعات الرقمية.
-
دعم المبتكرين المحليين عبر منصات حكومية لتسجيل الأفكار بسرعة وكفاءة.
-
تعزيز التعاون العربي والدولي لوضع معايير مشتركة.
ختامًا
إن الملكية الفكرية في العصر الرقمي لم تعد قضية تقليدية مرتبطة بالكتب أو الاختراعات وحدها، بل أصبحت في قلب الثورة التكنولوجية العالمية.
ومصر، بتاريخها العريق وريادتها الحضارية، قادرة على أن تكون رائدة إقليميًا إذا ما استثمرت في تشريعات مرنة، وكوادر متخصصة، وحملات توعية تواكب المستقبل.
🟢 في الحلقة السادسة القادمة، سنناقش دور المؤسسات التعليمية والثقافية في ترسيخ ثقافة الملكية الفكرية وحماية المبدعين من الأجيال الجديدة.



