اليوم 22 أغسطس يوافق عيد السيدة العذراء والذى يأتي في ختام صوم العذراء الذي استمر خمسة عشر يومًا ويكون صوم السيدة العذراء بانقطاع المسيحيين خلاله عن تناول اللحوم أو أي منتجات حيوانية مع الاكتفاء بتناول الأسماك والمنتجات النباتية وخلال الليلة الأخيرة من الصوم تشهد الكنائس إقامة ما يسمي بالدورة أو “الزفة” والتي تشهد خروج الشمامسة حاملين أيقونة كبيرة للسيدة العذراء وأمامهم أطفال يلبسون ملابس الشمامسة البيضاء ابتهاجًا بهذه المناسبة وكعادة سنوية تدخل الفرحة والبهجة في قلوب الجميع ويبدأ الاحتفال بعيد العذراء بصلاة القداس الإلهي بالترانيم الخاصة بالعذراء ومنها “تي شورى” و”شيري ني ماريا” وتقرأ الكنيسة من الإنجيل بشارة الملاك جبرائيل للعذراء وتجسد الكلمة وتتميز الصلوات في هذا اليوم بروح الفرح
الأديرة والكنائس
تشهد الأديرة المكرسة للعذراء مريم هذه الاحتفاليات خاصة دير السيدة العذراء بجبل الطير في المنيا ودير المحرق آخر محطات العائلة المقدسة في مصر والتي استقرت به 6 أشهر وعشرة أيام وهي الفترة الأطول التي قضتها العائلة المقدسة في أرض مصر علاوة على دير درنكة بأسيوط ودير العذراء بالبرموس في وادي النطرون وكنيسة العذراء بحارة زويلة وكنيسة مسطرد وكنيسة الزيتون.
وقد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” الاحتفالات الشعبية المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي عام 2022
السيدة العذراء في الإسلام
السيدة العذراء لها مكانة عظيمة في الإسلام وهى التى اصطفاها المولى عز وجل على نساء العالمين وكان عمران والد السيدة العذراء رجلًا عظيمًا وعالم قدير وقد حملت زوجته فنذرت أن تجعل ما فى بطنها من الحمل محررًا لخدمة بيت الله فلما وضعت وتبينت أن الجنين أنثى توجهت إلى الله كالمعتذرة ولكن الله تقبل المولودة بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنًا وقد توفى والد السيدة مريم وهى صغيرة فاحتاجت إلى من يكفلها ويقوم بشأنها واختلف رعاة بيت الله فيمن يكفلها وكان الكافل نبى الله زكريا عليه السلام والد نبى الله يحيى عليه السلام وكان نبى الله زكريا زوج خالتها وفى أثناء رعاية السيدة مريم يجد عندها رزقًا لا يوجد عند أحد من البشر فيسألها من أين؟ تجيبه هو من عند الله وكانت الملائكة تأتى إلى السيدة مريم وتخبرها باصطفاء الله عز وجل لها وتطهيرها من الأرجاس وتحثها على الاجتهاد فى العبادة والقنوت لله عز وجل وهكذا نشأت على الطهارة والبعد عن كل دنس

ولادة السيد المسيح
السيدة مريم العذراء لما بلغت مبلغ النساء وأثناء خلوتها جاءها الملاك جبريل بالبشارة بالسيد المسيح فى صورة فتى ففزعت منه وأخذها العجب كيف يكون لها ولد وهى لم تتزوج وهى مثال للعفة والطهارة وأخبرها الملاك جبريل باسم المولود يسمى المسيح عيسى بن مريم وصفاته بأنه سيكون وجيهًا فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد والكهولة وسيعلمه الله الكتاب والحكمة والتوراة ويعطيه الإنجيل أى البشارة وأنه سيكون آية للناس على قدرة الله وأنه سبيل الخلاص مما هم فيه من أحوال إذ غلبت المادية على بنى إسرائيل وتجاوزوا حدود الله ولم يراعوا كتابه فجاءهم بالهداية ومملكة الأخلاق والفضائل وحملت السيدة مريم بالسيد المسيح عليه السلام ومرت بجميع أطوار الحمل الطبيعية إلى أن ولدت
جذع النخلة
لجأت السيدة مريم إلى جذع نخلة عندما آتاها المخاض فى بيت لحم وكان فى زمن الشتاء والنخلة يابسة وقد جاءتها لتستتر بها أو تستند عليها وجاءها صوت قيل أنه الملاك جبريل وقيل صوت السيد المسيح يطلب منها أن تهز جذع النخلة اليابس فتتساقط عليها رطبًا جنيًا وهى الطاهرة الذى كان يرزقها المولى برزق دون تعب بمعجزات إلهية وقد اتضح علميًا أن الرطب أفضل طعام للنفساء فهو طعام وعلاج وهناك مكان بكنيسة بيت لحم المبنية موضع ولادة السيد المسيح قد قور البلاط فيه ويقولون أن موضع هذه التقوير كانت النخلة التى ولدت عندها السيدة العذراء وهناك مذود الماشية التى وضعت فيه الطفل عقب ولادته لعدم وجود بيت يأويها فى ذلك البلد فأوت إلى مكان الرعاة الذين كانوا غائبين بماشيتهم فى الرعى وهناك وادى عميق بجانب المدينة يسمى وادى الرعاة
وأن سبب وجودها ببيت لحم أن الحاكم فى ذلك الوقت أمر بإحصاء البشر وإثباتهم فى الدفاتر فجاءت السيدة مريم ومعها القديس يوسف النجار من أبناء عمومتها إلى بيت لحم ليثبت نفسه والسيدة مريم فى التعداد وكانت الولادة هناك.



