أخباربأقلامهم

المستشار الإعلامي عبد العظيم صدقي يكتب لـ “المحروسة نيوز”: الإسماعيلية ..وإن طال البعاد

في يوم 30 يوليو، 2025 | بتوقيت 8:09 مساءً

هل يعيد اللواء طيار أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، إلى هذه المدينة العريقة رونقها وجمالها المتفرد؟ هل تستعيد الإسماعيلية مجدها كـ”عروس مدن القناة”، كما كانت في عهد محافظها الأسطوري الدكتور عبد المنعم عمارة، الذي قاد نهضتها الحديثة؟

لقد شهدت الإسماعيلية في عهد عمارة تحولاً حقيقياً، جعل منها منارة للفكر والثقافة والفنون والرياضة والعمران. نهضة شاملة شملت إنشاء أحياء حضارية جديدة كحي السلام، و”غابة الصداقة”، و”مدينة المستقبل”، وتطوير طريق البلاجات، وإنشاء قرى النورس والجندول والفيروز، وتمليك الأراضي الصحراوية للشباب الطامح في الاستقرار والعمل.

ولأن الجمال لا يكتمل إلا بالروح، فقد كانت الإسماعيلية سبّاقة في دعم الثقافة والفنون. فاحتضنت مهرجانها الدولي الشهير للفنون الشعبية، بمشاركة فرق من شتى بقاع العالم، وكانت العروض تقدم في مسارح مفتوحة، أشهرها حديقة الملاحة التي تحولت اليوم إلى أطلال تفتقد الخضرة والبهجة.

وكانت أيضًا مركزًا للفكر المستنير، من خلال “ملتقى الفكر الإسلامي” الذي نظمته المحافظة سنويًا، بمشاركة كبار علماء الأزهر والأوقاف، ليقدم خطابًا دينيًا معتدلاً في مواجهة أفكار التطرف. وكانت حلقات الملتقى تُذاع يوميًا على شاشة التلفزيون المصري، من تقديم الإعلاميين حلمي البلك وأحمد شاكر، وتُقام فعالياته بالنادي الاجتماعي التاريخي المجاور لملاعب التنس، ذلك النادي الذي تحوّل هو الآخر إلى ذكريات، بعد أن بات الحديث يدور عن بناء فندق حديث مكانه، أو استعادة ملكيته لهيئة قناة السويس بدلاً من بقائها للمحافظة.

ولا تزال الذاكرة تحتفظ بصورة أيقونية للرئيس الأسبق أنور السادات، يصحبه المهندس عثمان أحمد عثمان، والمهندس مشهور أحمد مشهور، والدكتور حمدي زقزوق، والدكتور عبد المنعم عمارة، وهم يسيرون على الأقدام من مسجد الكومبارتيف بشارع السلطان حسين بعد صلاة الجمعة، متجهين إلى النادي الاجتماعي للاستمتاع بجمال الطبيعة في هذا المكان العريق… كما رواها لي صديق العمر، الأستاذ سيد فؤاد، المدير الأسبق لمكتب الوزير عمارة.


الدكتور عبد المنعم عمارة محافظ الاسماعيلية الأسبق مع كاتب المقال الإعلامى عبد العظيم صدقى
اللواء طيار أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية،

اليوم، يحمل المحافظ الحالي اللواء طيار أكرم جلال هذا الإرث الثقيل، ويسابق الزمن لاستعادة ما أفسده الإهمال، فقد أعاد الحياة إلى القرية الأولمبية، وطوّر المنطقة المحيطة بالنُصُب التذكاري، كما بدأ في إحياء مسار العائلة المقدسة عند جبل مريم، وأطلق مهرجانًا للأفلام التسجيلية، يعقبه قريبًا مهرجان “المانجو” في ميادين وشوارع المدينة.

ونتطلع أن تشمل خريطة الفعاليات القادمة مهرجانًا لفن السمسميّة، هذا الفن الشعبي العريق الذي كان رفيق المعركة ومُلهم الجماهير في الحرب والسلام، عبر فرق “الصامدين”، و”أولاد الأرض”، وفوزي الجمل، ومحمود سعد، والعثمانلي، وغيرهم من روّاد الفن الوطني.

تبقى الإسماعيلية مدينة لا تموت… تنبعث من جديد كلما آمن أبناؤها بأن الحياة تستحق أن تُعاش بجمالها.

وإلى لقاء قريب في حلقة جديدة، أروي لكم فيها ذكريات طفولتي وصباي في الإسماعيلية، وحكاية حي “عرايشية العبيد” أحد أعرق أحيائها…