
طأكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، أن المسؤولية المجتمعية لم تعد ترفًا أخلاقيًا بل أصبحت ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في العالم العربي، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص بات شريكًا حقيقيًا في التنمية العادلة والشاملة.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العربي الثالث للمسؤولية المجتمعية، والذي عُقد بمقر اتحاد الغرف العربية في العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور وزراء وممثلين عن منظمات عربية ودولية، وعدد كبير من الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية.
بيروت منارة للمبادرات التنموية
قال حنفي إن انعقاد المؤتمر هذا العام يأتي في ظل تحولات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، ليُتوَّج بمزيد من التعاون بين القطاع الخاص والمجتمع المدني والحكومات، مشددًا على أن بيروت ستظل عاصمة الاقتصاد والأعمال، ومصدرًا لإطلاق المبادرات التي تهتم بتنمية البشر.
وأوضح أن اتحاد الغرف العربية، باعتباره الممثل الحقيقي للقطاع الخاص العربي، يعمل على تعميق مفهوم المسؤولية المجتمعية، وتحويلها من مجرد إحسان إلى إطار ديناميكي قائم على المصالح المتبادلة والشراكات الفاعلة.
إطلاق المؤشر العربي للمسؤولية المجتمعية
أعلن الأمين العام للاتحاد عن إطلاق “المؤشر العربي للمسؤولية المجتمعية”، واصفًا إياه بأنه خطوة نوعية نحو رفع مستوى الالتزام بالمعايير الأخلاقية والبيئية والاجتماعية، ومؤشرًا استراتيجيًا يعكس التزام الشركات بالقيم والاستدامة والحوكمة الرشيدة.
وأشار إلى أن المؤشر يستند إلى قاعدة بيانات واسعة واستبيانات ميدانية، ويهدف إلى توفير دليل عملي يساعد المؤسسات على صياغة سياساتها المجتمعية بشكل علمي وواقعي.

دور التكنولوجيا والمنصات الرقمية
ولفت الدكتور خالد حنفي إلى أهمية التكنولوجيا في تطوير أدوات المسؤولية المجتمعية، مستشهدًا بتجربة منصة “سوشياليتي” التي أُطلقت عام 2022، والتي تُعد نموذجًا ناجحًا لاستخدام الأدوات الرقمية في تعزيز الشفافية وفعالية المبادرات المجتمعية.
وأوضح أن الاتحاد يطمح عبر هذا المؤتمر إلى توسيع الشراكات بين مختلف الفاعلين في المجتمعات العربية، لتحقيق مزيد من العدالة والاستدامة والتنمية المتكاملة.
المسؤولية المجتمعية ركيزة للاستقرار
وختم حنفي كلمته بالتأكيد على أن المسؤولية المجتمعية “ليست رفاهية ولا ترفًا أخلاقيًا، بل مسؤولية مشتركة نتقاسمها جميعًا”، داعيًا إلى تكامل أدوار المؤسسات والشركات والمجتمع المدني والحكومات من أجل بناء مستقبل عربي أكثر عدالة واستقرارًا.
مشاركات رسمية واسعة
شهد المؤتمر حضور وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية حنين السيد، ووزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط ممثلًا بمدير عام وزارة الاقتصاد الدكتور محمد أبو حيدر، إضافة إلى الدكتور طارق النابلسي الوزير المفوض بالأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بجامعة الدول العربية، ورئيس غرفة تجارة طرابلس توفيق دبوسي، إلى جانب عدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات من مختلف الدول العربية.



