في مساءٍ يزهو بالمحبة والدفء، انعقد أول أمس لقاء استثنائي بالدور الثامن بنقابة الصحفيين جمع كوكبة من أبناء جريدة الأحرار، في “لمة” وُلدت من رحم الوفاء، ونضجت فوق مائدة الذكريات.
كان اللقاء أشبه بجلسة صُلح بين القلب والعقل، بين الأمس والحاضر، بين سطور مضت، وأخرى ما زالت تُكتب في الوجدان. التقينا – نحن أبناء الأحرار – بعد سنوات متباعدة، لنُجدّد العهد مع صداقات لم تبرد، وقلوب لم تنسَ، وحكايات لا تزال تنبض بالحياة رغم مرور الزمن.
صحبة تُشبه رائحة الحبر
ليست مجرد صحبة مهنية، بل عائلة صحفية تشكّلت في بلاط صاحبة الجلالة، وتربّت على يد جريدة كانت – ولا تزال – شاهدة على مرحلة مهمة في تاريخ الصحافة المصرية. جريدة الأحرار، التي انطلقت في نوفمبر عام 1977 كأول جريدة حزبية بعد ثورة يوليو 1952، كانت الحاضنة الأولى لآمال جيل كامل من الصحفيين الذين اختاروا الكلمة طريقًا، والحقيقة مبدأ.
في هذه “اللمة”، عادت الصور القديمة لتتمشى في الذاكرة: من غرفة الأخبار، إلى المطبعة، إلى مقهى التحرير بعد عناء الطبع، إلى لحظات الانتصار في سباق الأخبار.
الحاضرون: أسماء لا تغيب
ضم اللقاء نخبة من الزملاء الأعزاء الذين مثلوا روح الأحرار، وذاكرتها الحية الأساتذة :
ثناء الكراس، سعيد جمال الدين، صلاح ضرار، ناجي يوسف، طارق درويش (رئيس حزب الأحرار)، سمية فتحي، فاطمة لطفي، أحمد النجار، محمد حسين، محمد عبد الجليل، عبد الناصر محمد، علاء البنا، عماد السويفي، محمد جلال، نعمة فاروق القاضي، السيد عثمان “السيد جمال الدين”، أحمد حسان.
وكان من مفاجآت السهرة البهيجة حضور الزميل العزيز مصطفى صقر، والصديق الوفي حسين عبد ربه، والزميل عماد، الذين أضفوا نكهة خاصة على الليلة، بتعليقاتهم المرحة، وذكرياتهم الحية.

الذكريات حاضرة.. كأنها لم تغب
كانت القلوب تتحدث قبل الألسنة. لا أحد نسي لحظة انطلاقته الأولى في “الأحرار”، أو صرخات المحررين وهم يطاردون السبق، أو فرحة صدور عدد جريء يحمل عنوانًا يهزّ الرأي العام. كل شيء كان حاضرًا: الود، الحب، الاحترام، والحنين.
وما بين الضحكات والنقاشات، تسللت فكرة جميلة: لماذا لا نوثق هذا التاريخ؟ لماذا لا نحتفل معًا بيوبيل الأحرار الذهبي الذي يقترب في نوفمبر 2027؟ خمسون عامًا من العطاء تستحق أن تُروى، بأقلام أبنائها الأوفياء.
مشهد إنساني نادر
لم يكن اللقاء مناسبة عادية، بل كان درسًا في الوفاء.. أن تبقى الذاكرة حية، وأن تبقى القلوب مشرعة لمن شاركك لحظة صدق أو موقف نُبل. الصحافة كانت وما زالت مهنة الإنسان، وهؤلاء الصحفيون الذين اجتمعوا اليوم – بقدر ما هم شهود على زمن – هم كذلك حراس قيم لا تزول.
كلمة ختامية
لكل من حضر.. شكرًا لأنكم كنتم أنقياء كما كنتم دائمًا.
ولكل من غاب.. الذكرى لا تُنسى، وأنتم حاضرون في القلب قبل الصورة.
ولـجريدة الأحرار.. سنحتفل بكِ قريبًا، كما يليق بجريدة صنعت الوعي، ونبضت باسم الحرية.
وإلى لقاء جديد يجمعنا دومًا على الخير والحب، وتحت راية الكلمة الصادقة.



