أخباربأقلامهمعالم الطيران

المستشار الإعلامى ” عبد العظيم صدقى ” يتذكر ويكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : الكويت… لؤلؤة الخليج التي سكنت القلب

في يوم 9 يوليو، 2025 | بتوقيت 3:37 صباحًا

لا أذكر أنني زرت بلدًا عربيًا ترك في نفسي من الأثر مثلما فعلت الكويت… تلك اللؤلؤة الهادئة في قلب الخليج، التي أحببتها منذ صباي وتعلّق بها قلبي مع أولى خطواتي في العمل الإعلامي والدعائي.

كانت البداية مع استاذتي وأمّي الروحية في مجال الدعاية بمصر للطيران، السيدة زينب صالح، ومعها الأستاذة القديرة يسرية رجب، المستشار الإعلامي الأسبق لوزير الطيران، وكان لهما الفضل في ترشيحي سنويًا للإشراف على جناح “مصر للطيران” ضمن فعاليات المعرض المصري الذي يُقام بأرض المعارض بضاحية مشرف بالكويت، إلى جوار جناح هيئة تنشيط السياحة المصرية.

لم يكن ترشيحي محض صدفة، بل كانتا تؤمنان أنني أمتلك فصاحة لسان وقوة بيان تساعد في تقديم صورة ذهنية مشرفة لمصر للطيران، تُقنع الزوّار باختيارها بوصفها الخيار الأول للسفر إلى الوطن.

كما كان في الأمر بُعد إنساني وشخصي، فالسفر إلى الكويت كان يمنحني فرصة ذهبية لصلة الرحم بزيارة شقيقيّ العزيزين، أحمد ومحمد صدقي، وأبناء عمومتي وأقاربي وأصدقائي المقيمين هناك.

ولم يكن يغيب عنه أيضًا جانب العدالة في توزيع الفرص، فبينما يذهب زملائي إلى معارض برلين ولندن وروما ومدريد، كنت أذهب إلى الكويت.

وجوه لا تُنسى في سماء الكويت

عاصرت خلال رحلاتي المتكررة نخبة من أنبل من تولوا إدارة إقليم مصر للطيران في الكويت، من بينهم: علي المكي، محمود البحيري (والد الفنانة داليا البحيري)، أحمد عبد اللطيف، سعيد الزمر، فتحي عطية، وعلي محروس.

وكذلك زملاء من أسرة المبيعات الذين كان لهم حضور لافت، أمثال منال صلاح، زميلة الدراسة بكلية الإعلام، وأميرة المحلاوي التي كانت تُلقّب بـ”أميرة مصر للطيران” في الكويت، لما تمتعت به من كفاءة عالية في جذب العملاء وزيادة الإيرادات.

ولا أنسى طيبة الشاب الخلوق خالد بركات، والمحاسب القدير سامي الحناوي، وآخرين كان لهم فضل في رسم صورة جميلة للوجود المصري بالكويت.

وكان من أجمل اللقاءات تلك التي جمعتني بصديق العمر والدراسة عبد الغني سعودي، المستشار الإعلامي لمحافظ الجهراء وحولي، وصاحب برنامج “صباح الخير يا كويت”، الذي ظل صوته ينساب كل صباح في أرجاء الديرة، حاملاً نبض الحياة.

ولأن الكرم الكويتي لا يُوصف، فقد كان الجميع يتسابقون لدعوتي على موائد الغداء والعشاء في مطاعم برج الكويت، ميس الغانم، القصر الصيني، الهوليداي، وزيارات المتحف العلمي، أو السهر في كافيه “ليالي الحلمية” المطل على الخليج.

بداياتي الصحفية في الكويت

بدأت رحلتي مع الكويت عام 1977، حين كنت طالبًا في كلية الإعلام، وهناك عملت محررًا بمجلة “صوت الخليج” وصحيفة “السياسة” الكويتية، حيث كنت أغطي أنشطة الشباب والجامعة في فروعها المختلفة: الشويخ، الخالدية، العديليه، وكيفان.

بعد التخرج، التحقت بمصر للطيران، لكنني واصلت العمل الإعلامي كمراسل متعاون مع جريدتي “الرأي العام” و”النهضة”، وغطيت أخبار السفارة المصرية والاتحاد الوطني لطلبة الكويت.

توثقت علاقتي بالعديد من المسؤولين الكويتيين، أمثال السفير عبد الرزاق الكندري، الملحق الصحي عيد العدواني، الملحق الإعلامي فهد الميع، والمستشار محمد سعودي.

وكنت محظوظًا بأن أحظى بتكريم وجوائز من شخصيات بارزة مثل الشيخ بدر الصباح، نجل الأمير الأسبق الشيخ صباح السالم الصباح، والشيخ سلمان الحمود، وزير الشباب الأسبق ورئيس اتحاد الرماية.

كما أتيحت لي فرصة نادرة للمشاركة في إعداد حوارات إعلامية مع كبار الرموز الدينية والثقافية، من بينهم مولانا الشيخ محمد متولي الشعراوي، الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي، والفنانين الكويتيين نبيل شعيل وعبد الله الرويشد، خلال احتفالية العيد الوطني لدولة الكويت، التي أُقيمت بقاعة سيد درويش.

عبد العظيم صدقى وذكرياته فى الكويت

زيارة حديثة… ومشاعر لا تشيخ

منذ عامين، عدت للكويت بدعوة كريمة من الصديق العزيز الدكتور ماضي الخميس، المستشار الإعلامي لوزير الداخلية، لحضور مؤتمر الإعلام للشباب العربي في فندق “حياة ريجنسي” بالسالمية، بصحبة مجموعة من طلبة جامعة الأهرام الكندية. كانت الرحلة فرصة ثمينة للقاء الأحبة، واستعادة الذكريات في بلد لا تشعر فيه بالغربة.

الكويت بلد مضياف، يحتضن أكثر من 400 ألف مصري، هم ثاني أكبر جالية بعد الهنود. وهذا الرقم ليس فقط دليلاً على الكثافة، بل على عمق العلاقة بين مصر والكويت، التي لا يمكن أن تنكسر مهما تغيّرت الظروف.

ومع كل زيارة، كنت أزداد قناعة بأن الكويت ليست فقط محطة عمل، بل محطة عمر.

حفظ الله مصر والكويت من كل سوء.