أخبارعالم الطيران

إياتا تعلن رفضها لمقترحات فرض “ضرائب التضامن” على الطيران: ستقوض جهود الاستدامة وتُهدد النمو الاقتصادي

في يوم 21 يوليو، 2025 | بتوقيت 4:00 مساءً

أعرب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) عن خيبة أمله الشديدة تجاه التوصيات الصادرة عن فريق العمل المعني بضرائب التضامن، والتي تستهدف قطاع النقل الجوي لتمويل مبادرات تتعلق بمواجهة التغير المناخي والتكيف مع الأوبئة ودعم الفئات الهشة. وأكد الاتحاد أن هذه الضرائب المقترحة تُهدد بشكل مباشر قدرة القطاع على الاستمرار في مساعيه نحو الاستدامة وتحقيق الحياد الكربوني.

أرباح محدودة.. وأعباء متزايدة

وكشف التقييم الأولي لمقترحات الفريق عن افتقار شديد للتوازن والواقعية، حيث استند إلى تقديرات من شركة “سي إي إي دلفت” تفترض إمكانية جمع 78 مليار يورو (أكثر من 90 مليار دولار أمريكي) سنويًا من ما يسمى بالسفر الفاخر. وهي أرقام تفوق بأضعاف أرباح قطاع الطيران العالمية المتوقعة لعام 2024، والمقدرة بنحو 32.4 مليار دولار فقط.

ولفت الاتحاد إلى أن هامش الربح الصافي في قطاع الطيران لا يتجاوز 3.4%، وهو ما يجعل أي ضرائب إضافية تهديدًا مباشرًا لقدرة الشركات على الاستمرار والتطوير، خاصة في ظل التزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهي مهمة تتطلب استثمارات تُقدر بـ 4.7 تريليون دولار خلال الفترة من 2024 إلى 2050.

تجاهل دولي لآليات قائمة

وانتقدت “إياتا” تجاهل المقترحات الدولية لآلية “كورسيا” (خطة تعويض الكربون وخفضه في الطيران الدولي)، والتي أُطلقت من قبل منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، وتعد الإطار الوحيد المتفق عليه عالميًا للحد من الانبعاثات الكربونية للطيران. وأكدت أن أي مبادرات موازية أو متداخلة، مثل “ضرائب التضامن”، من شأنها تقويض هذا الإطار وإضعاف العمل الجماعي الدولي.

أثر سلبي على الاقتصاد العالمي والوظائف

وأشارت إياتا إلى أن هذه الضرائب ستُؤدي حتماً إلى رفع تكاليف السفر والشحن الجوي حول العالم، ما يُهدد بتقليص شبكة الخطوط الجوية، ويُضعف النمو الاقتصادي العالمي، ويُعرض أكثر من 86 مليون وظيفة مرتبطة بالطيران للخطر، إلى جانب تقييد قدرة الدول النامية على الوصول إلى الأسواق الدولية.

تصريحات قوية من المدير العام لإياتا

وفي هذا السياق، صرّح ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، قائلاً: “يلعب قطاع الطيران دوراً محورياً في تنمية الاقتصاد العالمي، لا سيما في الدول النامية والمجتمعات النائية، ويُعد وسيلة حيوية لربط المنتجات المحلية بالأسواق العالمية. إن فرض ضرائب إضافية سيؤدي إلى نتائج عكسية، ويُقوّض قدرة القطاع على الاستثمار في الحلول البيئية المستدامة.”

وأضاف والش: “الزعم بأن هذه الضرائب ستُطبق فقط على السفر الفاخر هو تضليل، فالنتيجة الحتمية ستكون ارتفاع تكلفة السفر للجميع، وتراجع الاستثمارات في وقود الطيران المستدام، والتقنيات الخضراء.”

استطلاع رأي عالمي: غالبية المسافرين يرفضون ضرائب الكربون

وفي دراسة مستقلة أجرتها مؤسسة “سافانتا” بتكليف من إياتا وشملت مشاركين من 15 دولة، جاءت النتائج لتُعزز موقف الاتحاد:

  • 73  % يرون أن “الضرائب الخضراء” ليست سوى ذريعة حكومية.
  • 79 % يعتبرون أن الضرائب المفروضة على الطيران بالفعل مرتفعة.
  • 78  % لا يرون أن الضرائب هي الحل لاستدامة القطاع.
  • 88  % يرون أن العائدات يجب أن تُستخدم لتحسين تجربة السفر.

فقط 9% يؤيدون ضرائب الكربون، بينما فضّل الباقون بدائل مثل وقود الطيران المستدام (25%)، وتقنيات الحد من الانبعاثات (23%)، وبرامج التعويض (13%).

خلاصة:

في مواجهة مقترحات تُهدد استقرار قطاع النقل الجوي عالميًا، يؤكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن التضامن الحقيقي لا يُبنى على فرض أعباء جديدة، بل على دعم الاستثمار المستدام الذي يُتيح للجميع فرصة السفر والنمو والازدهار، دون الإضرار بالكوكب.

سعيد جمال الدين