منظومة الطيران المدني المصري.. مسيرة فخر نحو المستقبل من يتابع تطور صناعة الطيران المدني المصري عبر العقود الثلاثة الأخيرة، لا بد وأن يشعر بالفخر لما تحقق على أيدي أبناء هذه المنظومة الوطنية المخلصة، التي أثبتت قدرتها على تجاوز التحديات، ومواكبة كل جديد في هذا القطاع العالمي شديد التنافسية.
وإنني، وقد أتيحت لي فرصة المعايشة عن قرب لسنوات طويلة، داخل قلب هذه الصناعة، سواء في مؤسسة مصر للطيران، أو من خلال عملي كمستشار إعلامي للشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، أو لوزارة الطيران المدني، أستطيع أن أقول بثقة: إن ما تحقق على يد قياداتنا الحالية جدير بالتقدير والتوثيق.

فمن الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، الذي يتسم بفكر استراتيجي يعيد صياغة أولويات القطاع بما يتماشى مع رؤية الدولة 2030، إلى المهندس أيمن فوزي عرب، رئيس الشركة القابضة للمطارات، بخبرته التي تنعكس في خطط التطوير الجريئة للمطارات المصرية، مروراً باللواء طيار وائل النشار، رئيس الشركة المصرية للمطارات، الذي لا يتوانى عن اتخاذ ما يلزم من إجراءات تنفيذية سريعة، تضمن انتظام الأداء وتحقيق الجودة في كافة المطارات.


سوهاج تطير من الفرح
ومن بين تلك الإنجازات اللافتة، تأتي عودة الروح إلى مطار سوهاج الدولي، والذي قررت وزارة الطيران إخضاعه لأعمال تطوير شاملة بدأت في 1 يوليو الجاري، بالتنسيق بين الوزارة والشركة المصرية للمطارات، لتجديد شبابه والارتقاء بمستوى خدماته.
لقد سعدت بهذا القرار كثيراً، ليس فقط كإعلامي متخصص، وليس لإنى من أبناء هذه المحافظة الغريقة ،بل كشاهد على ولادة هذا الصرح. فقد كنت من فريق العمل الذي أعد برنامج حفل افتتاح المطار عام 2010، بعد أن تم ندبي مديراً للعلاقات العامة والإعلام بالشركة المصرية للمطارات، وكان على رأسها حينذاك اللواء مدحت هنداوي ونائبه اللواء أحمد عبد الحفيظ.
وشرفت أيضاً بعضوية لجنة اختيار العاملين بوظائف العلاقات العامة وخدمة الركاب، وكان حفل الافتتاح حدثاً وطنياً فريداً، شرف بحضور الرئيس الأسبق حسني مبارك، والمشير حسين طنطاوي، والفريق أحمد شفيق، والدكتور أحمد نظيف، والمهندس إبراهيم مناع، واللواء محسن النعماني محافظ سوهاج الأسبق.

المطار الذي أعاد رسم خريطة التنمية
مطار سوهاج الدولي، (IATA: HMB)، يعد ثانى أكبر المطارات بمصر بعد مطار القاهرة ويقع على بعد 25 كيلو متر من مدينة سوهاج وقد أنشئ المطار على مساحة 18 كم² بطاقة استيعابية 3.5 مليون راكب سنوياً، بطاقة استيعابيه 400 راكب/ ساعة. وقد بدأت الأعمال الإنشائية به في يناير 2009 وافتتح رسمياً في 25 مايو 2010
وشكّل عند افتتاحه نقلة نوعية في دعم حركة السفر والتنمية بصعيد مصر، وخاصة بمحافظة سوهاج، حيث ساهم بفعالية في تنمية المناطق المحيطة بقرية الكوامل والمنشأة، وامتداد جرجا، والمنطقة الصناعية، وكذلك خدمة الجامعة الحديثة، والمدينة الجامعية، والمزارع والمشروعات القريبة.





واليوم، تعود الدولة المصرية لتستكمل مشروعها، بإعادة تأهيل المطار طبقاً لأحدث النظم العالمية، بعد أن تقرر نقل الرحلات مؤقتاً إلى مطار أسيوط الدولي لحين الانتهاء من أعمال التطوير، وهو ما وجه به اللواء وائل النشار، مع توفير الإقامة المناسبة للعاملين بنظام النوبات، بما يحفظ كرامتهم ويوفر بيئة مهنية راقية.
رؤية دولة.. وجهد رجال
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة لسوهاج، وما أعقبها من لقاء بالسيد وزير الطيران المدني لمراجعة الرؤية الاستراتيجية لتطوير القطاع، كانت بمثابة إعلان نوايا حقيقي للمضي قدماً نحو بناء صناعة طيران عصرية، تتكامل فيها التكنولوجيا مع البنية التحتية، والخدمة مع السلامة، والرقمنة مع البيئة.
ولعل ما يجري حالياً بمطار سوهاج هو شاهد ميداني حي على تنفيذ هذه التوجيهات الرئاسية.
تحية واجبة
في الختام، لا يسعني سوى أن أبعث بتحية اعتزاز وتقدير إلى كل العاملين في منظومة الطيران المدني المصري، من القيادات العليا إلى أصغر موظف وعامل، ممن يواصلون الليل بالنهار في سبيل رفعة هذا القطاع.
وإنني على يقين، أن القادم أفضل، وأن الطيران المصري لن يكتفي بالمنافسة إقليمياً، بل سيمتد تأثيره عربياً وإفريقياً، بفضل العقول والسواعد التي تقود هذه الصناعة بثقة وإخلاص.



