أخبارسياحة وسفر

مصر تحيي أقدس رحلة في التاريخ: خطة قومية لتطوير مسار العائلة المقدسة بدعم كنسي واستثماري

وزير السياحة يبحث مع منير غبور خطة تطوير 10 نقاط من المسار المقدس كمرحلة أولى

في يوم 1 يوليو، 2025 | بتوقيت 11:14 مساءً

نادر جرجس: البابا فرنسيس اعتمد أيقونة المسار رسميًا.. ومصر أهدرت فرصًا ذهبية للترويج لهذا المنتج الروحاني

27 % من السياح عالميًا يقصدون الرحلات الدينية.. والأردن استقطبت 30% من سياحها عبر المسار المسيحي

في خطوة جديدة نحو استعادة مكانة مصر على خريطة السياحة الدينية العالمية، استقبل  شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، رجل الأعمال والمستثمر السياحي منير غبور، رئيس مجلس إدارة شركة “مسار” للتنمية السياحية، وذلك لمناقشة خطة تطوير مسار العائلة المقدسة في مصر، أحد أهم المشروعات القومية ذات البعد الروحاني والتاريخي والإنساني.

انطلاقة تطوير بـ 10 نقاط رئيسية

خلال الاجتماع، استعرضت الشركة تصورًا شاملاً لتطوير البنية التحتية والخدمات السياحية في جميع نقاط المسار، الذي يشمل أكثر من 25 موقعًا، على أن تبدأ المرحلة الأولى بتطوير 10 مواقع فقط. يشمل المشروع التنسيق بين الوزارات، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، وفق جدول زمني محدد لضمان التنفيذ الفعّال.

البعد الروحي والتوثيق البابوي

ويُعد مسار العائلة المقدسة رحلة الحج المسيحي الوحيدة التي تمت على أرض مصر، وقد نال مباركة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذي اعتمد رسميًا “أيقونة المسار” يوم 4 أكتوبر 2017، خلال استقبال رسمي للوزير المصري الراحل يحيى راشد بساحة القديس بطرس في الفاتيكان، في تأكيد على القدسية العالمية لهذا المسار.

وقد تم بعد ذلك إدراج المسار ضمن كتالوج “أوبرا رومانا بيليغريناجي” (Opera Romana Pellegrinaggi)، المؤسسة المسؤولة عن تنظيم رحلات الحج الكاثوليكية حول العالم، ليُصبح المسار المصري جزءًا معتمدًا من رحلات الحج المسيحي، بما يشبه درب “سانتياغو” في إسبانيا، و”بيت لحم” في فلسطين.

وزير السياحة والآثار يبحث خطة تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر
وزير السياحة والآثار يبحث خطة تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر
وزير السياحة والآثار يبحث خطة تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر

رؤية حكومية للمزج بين الروحانية والأنماط الأخرى

من جانبه، أكد وزير السياحة والآثار أن الوزارة تسعى لدمج المسار ضمن باقات السياحة الروحانية، إلى جانب ربطه بالأنماط السياحية الأخرى مثل الثقافية والتاريخية، عبر تصميم مسارات جديدة متكاملة، تبدأ بنقاط محافظة القاهرة بالتوازي مع خطة تطوير القاهرة التاريخية.

كما دعا الوزير إلى تضافر جهود الدولة، والمجتمع المدني، والكنيسة المصرية، والداعمين من رجال الأعمال، لتنفيذ هذا المشروع القومي، الذي يُسهم في تحقيق نقلة نوعية في السياحة الدينية بمصر.

اقرأ أيضاً  أسرار جديدة فى ضوء إطلاق تأسيس شركة لتنمية مسار العائلة المقدسة

مواقع تم تطويرها جزئيًا

وقد تم بالفعل ترميم وتطوير عدة مواقع على المسار في السنوات الماضية، من أبرزها:

  • كنيسة العذراء بجبل الطير – محافظة المنيا
  • أديرة وادي النطرون – محافظة البحيرة
  • كنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب – محافظة الغربية
  • تل بسطا – محافظة الشرقية
  • كنيسة السيدة العذراء – محافظة كفر الشيخ
  • شجرة مريم بالمطرية – محافظة القاهرة

حضور رسمي رفيع في الاجتماع

شارك في الاجتماع عدد من المسؤولين التنفيذيين والقيادات بالوزارة، بينهم:

  • السفير مختار عمر، عضو مجلس إدارة “مسار”
  • المهندسة إيمان منصور، من شركة “مسار”
  • المهندس أحمد يوسف، مساعد الوزير للاستراتيجيات
  • الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية
  • المهندس عادل الجندي، منسق عام مشروع مسار العائلة المقدسة
عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية السابق ، رئيس ائتلاف تنمية وأحياء التراث

أقرأ أيضاً : مصر لم تستثمر المسار كما يجب.. والأردن نموذج ناجح

وفي تصريحات سابقة أدلى بها إلى «بوابة المحروسة نيوز»، أكد نادر جرجس، منسق زيارات مسار العائلة المقدسة ورئيس ائتلاف تنمية وإحياء التراث، أن مصر لم تُحسن استثمار هذا المشروع كما ينبغي، قائلًا: “الأردن استقطبت نحو 30% من عدد السائحين إليها عبر برامج السياحة الدينية وحدها، بفضل تنسيقها مع الفاتيكان والدعاية الفعالة، بينما لم يتجاوز عدد السائحين لمسار العائلة المقدسة في مصر 200 ألف سائح خلال 2024، رغم توقعاتنا باستقطاب أكثر من مليون، بل ووصول الأرقام لاحقًا إلى مليوني حاج مسيحي سنويًا.”

وقال “جرجس”  أن مسار رحلة العائلة المقدسة يعد مشروعاً قومياً سيحقق جدوى إقتصادية كبيرة للدولة، وأن مصر مؤهلة لتكون واحدة من مراكز السياحة الدينية بالعالم خاصة بعد إعتماد مؤسسة الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة كأحد برامج الحج، مؤكداً أن المشروع يعانى من قصور شديد فى الدعاية والترويج ولم يتم إستتغلاله بالشكل الأمثل الذى يعود بالجدوى الإقتصادية على مصر.

اقرأ أيضاً  نادر جرجس : الأردن وإسرائيل استثمرا رفع مسار العائلة المقدسة لمصر من كتالوج الفاتيكان فى زيادة الترويج والتسويق لبرامجهم الدينية المسيحية

وقال: “يجب التفكير خارج الصندوق  بحيث ألا ينصب إعتمادنا على  السياحة الشاطئية فقط فأعداد المسيحيين حول العالم  تقدر بـ 2.3 مليار نسمة ولو استطعنا جذب 2 مليون سائح فقط سيدر على مصر مليارات الدولارات سنوياَ.

أوضح أن مصر تمتلك 3 برامج دينية لا يضاهيها مثيل فى العالم هى نشأة الرهبانية ورحلة خروج بنى إسرائيل من أرض مصر ومسار العائلة المقدسة، مشدداً على أنه إذا تم استغلال تلك البرامج ستسطيع مصر جذب ملايين السائحين سنوياً.

خريطة لمسار العائلة المقدسة بمصر

وأشار جرجس إلى أن السياحة الدينية عالميًا تمثل نحو 27% من حجم السياحة الدولية، بحسب تقارير منظمة السياحة العالمية، داعيًا إلى إعادة إدراج المسار في الكتالوج البابوي وتقديم تسهيلات وإعفاءات للحجاج، بالتنسيق مع مؤسسة “أوبرا رومانا”. “إذا أردنا حقًا أن نطرح هذا النمط من السياحة الدينية المسيحية للعالم ونستفيد من موارده، فعلينا التحرك فورًا.. أو نتوقف عن الترويج له تمامًا”، حسب تعبيره.

 وشدد على ضرورة  رفع كفاءة المواقع الأثرية والدينية لتقديم الدعم اللوجيستى لتلك الرحلات، ووجود حملة دعائية للتسويق لهذا المنتج الجديد تخاطب  الشريحة المستهدفة، مؤكداً أن هناك قصور شديد فى الدعاية والترويج للمسار وهيئة لتنشيط السياحى لم تقم حتى الان بعمل أى حملات دعائية لرحلات المسار.

تابع قائلاَ: ” طالبنا  هيئة تنشيط السياحة  مراراً  بضرورة  عمل  الدعاية اللازمة  لجذب السياح الراغبين فى زيارة المسار من الدول التى يقبل مواطنيها على زيارة المواقع الدينية وهى دول الأرجنتين ، بيرو ، أمريكا ، كوريا الجنوبية  ، أستراليا ، اليونان ، روسيا ، بولندا ، إيطاليا  ، اسبانيا ، البرتغال  ، قبرص  ، فرنسا.

أكد “جرجس ” أن هناك  350 مليون سائح ديني ما يقدر بنسبة 27% من إجمالى 1.3 مليار سائح حول العالم خلال عام 2017 وهو ما يؤكد أهمية العمل على جذب تلك الشريحة وعمل الحملات الدعائية الملائمة  التى تساهم فى استقطاب تلك النوعية من السائحين.

كما أكد جرجس أن الدولة أنهت تدريب أكثر من 100 مرشد سياحي متخصص في استقبال الحجاج المسيحيين والزوار الأجانب، مما يؤهل مصر لقيادة هذا النمط السياحي الفريد.