أخباربأقلامهم

اللواء الدكتور ” سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : الدرونز … الحصان الأسود الجديد

في يوم 6 يونيو، 2025 | بتوقيت 8:00 مساءً

مع تصاعد الأحداث منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، تبرز الطائرات المسيرة بدون طيار، المعروفة باسم “الدرونز”، كأحد الوسائل، والأسلحة العسكرية، الجديدة، المسئولة عن تغيير شكل القتال، وتحقيق المفاجآت في ميادينه، مما لم يتصور أحد إمكانية تحقيقها.

ففي يوم 1 يونيو الجاري، نفذت أوكرانيا عملية، مفاجئة، بطائرات مسيرة، هاجمت خلالها خمس قواعد جوية روسية، في عمق 4000 كيلو متر داخل الأراضي الروسية. أسفرت العملية عن تدمير، وتعطيل، أكثر من 40 طائرة، تمثل أقوى ما تملكه روسيا في المثلث النووي. تم تنفيذ العملية بواسطة 117 مسيرة، دخلت إلى روسيا في كبائن تشبه المنازل الروسية، تم وضعها في شاحنات، وعندما اقتربت من القواعد الجوية الروسية، انطلقت المسيرات نحو أهدافها ضد الطائرات الروسية.

ولمن لا يعلم، فإن الطائرات المسيرة، هي طائرات يتم توجيهها عن بُعد، أو من خلال البرمجة المسبقة، ويتمكن معظمها، وفقاً للطراز، من تنفيذ نفس مهام الطائرات المقاتلة التقليدية، مثل المهام الاستطلاعية، أو تدمير الأهداف المعادية، أو أعمال الشوشرة الإلكترونية، والأعمال الانتحارية، ومراقبة الحدود والسواحل، وغير ذلك من المهام.

وأمام تلك القدرات المتقدمة، كان الاهتمام بتطويرها، والاعتماد عليها في الحروب الحديثة، لعدة أسباب، أولها تقليل الخسائر البشرية، فضلاً عن خفض تكلفة العمليات القتالية، في ضوء تجاوز تكلفة الطائرات المقاتلة من طراز F16 الأمريكية، وسوخوي 35 الروسية، مبلغ 90 مليون دولار، بينما تتراوح أسعار الصواريخ الباليستية، والفرط صوتية، بين 2 إلى 3 مليون دولار، في مقابل سعر الطائرة المسيرة بدون طيار، الذي يبدأ من 30 إألف دولار، ويصل إلى مليون دولار، وفقاً لقدراتها.

يضاف لما سبق أن الطائرة المقاتلة التقليدية تحتاج إلى مطارات، وممرات طويلة للإقلاع وللهبوط، وما يرتبط بها من تكلفة وترتيبات لوجستية، في حين تُطلق الطائرة المسيرة من سيارة، أو أرض مفتوحة، أو حتى سطح منزل. كما أن الطائرة التقليدية تحتاج إلى طيار مدرب، يستغرق تدريبه ما لا يقل عن ٤ سنوات، عكس الطائرة المسيرة بدون طيار، التي يحتاج تشغيلها، وإدارتها من الأرض، لفرد يتم تدريبه في ثلاثة أشهر.

وبينما يسهل اكتشاف الطائرة المقاتلة التقليدية بواسطة الرادارات العادية، حتى أنواع “الشبح” الحديثة منها، فإن صغر حجم الطائرة المسيرة، يجعل من الصعب اكتشافها رادارياً، لقدرتها على الطيران والتحليق على ارتفاع منخفض للغاية من سطح الأرض، كما يمكنها الطيران المتصل دون التزود بالوقود لمدة تزيد عن 25 ساعة متواصلة.

كما يمكن برمجة خط سير الطائرة المسيرة بدون طيار، مسبقاً، بواسطة الحاسبات الآلية، وتوجيهها نحو أهدافها باستخدام نظام الملاحة الدولي GPS، وهو ما يُعد تقنية عالية لا يمكن تطبيقها في حالة الطائرات المقاتلة التقليدية. ومن كل هذا، نتوقع أن تشهد السنوات القليلة القادمة مزيداً من التطوير للطائرات المسيرة، ليتم الاعتماد عليها بصورة أكبر في المستقبل.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.

 

للمزيد من المقالات  الخاصة بالكاتب أدخل على الرابط التالى

الرئيسية