أخبارعالم الطيران

“سعيد جمال الدين ” يكتب : التوترات العسكرية الإقليمية تهدد أجواء الشرق الأوسط .. الطيران المدني في عين العاصفة

القصف الجوي المتبادل بين إيران وإسرائيل يثير القلق الدولى .. وشركات التأمين ترفع قيمة التغطية التأمينية لرحلات الطيران

في يوم 17 يونيو، 2025 | بتوقيت 11:43 صباحًا

تشهد منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة تصاعدًا خطيرًا في حدة التوترات العسكرية، تجلى أبرزها في القصف الجوي المتبادل بين إيران وإسرائيل، وهو تصعيد غير مسبوق منذ سنوات، دفع العديد من دول العالم ومؤسسات الطيران المدني إلى اتخاذ إجراءات احترازية تتعلق بأمن الطيران وسلامة الملاحة الجوية.

الطيران المدنى يتأثر بشكل مباشر: تعليق وإعادة جدولة للرحلات

أثّرت هذه التطورات المتسارعة على حركة الطيران المدني بشكل واضح، إذ بادرت العديد من شركات الطيران بتعليق رحلاتها إلى بعض الوجهات أو تعديل مساراتها لتفادي مناطق التوتر.

وكان من أبرز هذه الشركات:

الخطوط الجوية الإثيوبية التي أعلنت رسميًا تعليق رحلاتها بين أديس أبابا وتل أبيب حتى إشعار آخر “لدواعٍ تشغيلية”، وهو تعبير دبلوماسي يعكس المخاطر الأمنية المتزايدة في المجال الجوي الإسرائيلي.

إير كايرو، التابعة لمصر للطيران، علقت رحلاتها بين القاهرة وعمان نظراً للأوضاع الجارية في المنطقة.

صورة أرشيفية لحركة الطيران العالمية فى منطقة <a href=
الشرق الأوسط" width="800" height="450" /> صورة أرشيفية لحركة الطيران العالمية فى منطقة الشرق الأوسط

مصر في قلب العاصفة.. تحديات أمام مطار محوري

تأتي مصر في موقع جغرافي حساس يجعلها قلب شبكة الربط الجوي بين إفريقيا، آسيا، وأوروبا. ويُعد مطار القاهرة الدولي من أبرز المراكز الإقليمية التي تتأثر بشكل غير مباشر بمثل هذه التوترات، وذلك على النحو التالي:

  1. حركة الركاب:

تؤدي زيادة التوترات الإقليمية إلى انخفاض حجوزات السفر إلى بعض الوجهات القريبة من بؤر الصراع مثل تل أبيب، بيروت، ودمشق وبغداد

الركاب، خاصة من الجنسيات الأوروبية أو الآسيوية، قد يعيدون النظر في رحلات “الترانزيت” عبر القاهرة إذا ما تطورت الأوضاع للأسوأ.

  1. رحلات الشحن الجوي والتجارة:

تمثل مصر نقطة استراتيجية لمرور البضائع بين الشرق والغرب، وأي اضطراب في خطوط الطيران يؤثر على تدفق السلع والبضائع، خصوصاً المواد القابلة للتلف والمنتجات الدوائية.

شركات الشحن تتجه حالياً لإعادة تقييم مساراتها، ما يهدد بارتفاع تكلفة النقل وتأخير في مواعيد التسليم.

  1. ارتفاع تكاليف التأمين والتشغيل:

شركات الطيران العاملة من وإلى مصر قد تواجه ارتفاعاً في تكاليف التأمين على الطائرات والمسافرين، نظرًا لوضع المنطقة على خريطة “المجالات الجوية عالية المخاطر”.

شركات التأمين الدولية تضع شروطاً صارمة للعمل في أجواء متوترة، مما يشكل عبئاً إضافياً على شركات الطيران الوطنية والإقليمية.

منظمات دولية تحذر: أجواء غير آمنة فوق بعض المناطق

أصدرت وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) تحذيرات للمشغلين الجويين بتوخي الحذر عند الطيران فوق أجزاء من الشرق الأوسط، خاصة المجال الجوي فوق إيران، العراق، إسرائيل، وسوريا.

هذا التحذير يدفع بعض الشركات إلى اتخاذ إجراءات وقائية قد تؤثر سلبًا على جداول الرحلات.

دعوات إلى التعاون الإقليمي وإعادة رسم استراتيجيات النقل الجوي

خبراء النقل الجوي دعوا إلى أهمية تعزيز التنسيق الإقليمي في إدارة الأجواء وتبادل المعلومات الأمنية بين سلطات الطيران، لتقليل المخاطر دون الإضرار الشديد بالاقتصاد والطيران المدني.

كما أشاروا إلى ضرورة أن تعيد مصر للطيران ووزارة الطيران المدني تقييم خطط الطوارئ وخرائط الملاحة الجوية، إلى جانب تبني سياسات تسويق بديلة لجذب ركاب الترانزيت، وتكثيف التعاون مع شركات الشحن لتقليل التأثيرات السلبية على التجارة الدولية.

 الأمن القومي الجوي تحدٍ دائم

رغم أن مصر لم تكن طرفًا مباشرًا في النزاع الأخير بين إيران وإسرائيل، إلا أن موقعها كممر ومحور جوي يجعلها دومًا في دائرة التأثر بالتوترات الإقليمية. التعامل المهني والاستباقي مع هذه التحديات يمثل ضرورة وطنية لحماية مكتسبات النقل الجوي المصري وضمان استمرار دوره كأحد أبرز شرايين الربط بين قارات العالم.

سعيد جمال الدين